‘هل كان من قبيل الصدفة أن ليتسي كسرت لعنة برونهارت؟’
ألقت تينكر نظرة جانبية على ليتسي، التي كانت تحمل بإحكام الجرعة المنشطة التي تأثيرها يبدو كالمعجزة، وهي تتجوّل في القصر بخطوات متسارعة.
كانت ليتسي، التي تبتسم وتلقي التحية على كلّ من تقابله، تبدو بريئة تمامًا، مجرّد شخصيّة ثانويّة غير مؤذية وعديمة القوّة.
‘كسرت بالفعل واحدة من السبع لعنات! إذا استمرّت وكسرت حتّى لعنة غريسيس، ألن يصبح مكان تييرا في خطر؟’
في《 بانميونل 》، كانت لعنة كبرياء برونهارت آخر لعنة تُكسر.
كان من الصعب حتّى على قدرات تييرا تطهيرها.
‘وكيف فعّلت قطعة الوحوش الأثريّة؟’
الوحوش كانت كائنات اسطورية لم تعد موجودةً في العالم.
من بين القطع الأثريّة التي تمنح قوّتها، كانت القطع المخفيّة التي لا تحتفظ بها العائلات الخمس العظيمة تستخدمها تييرا فقط في《 بانميونل 》.
‘كانت تييرا محبوبة من الجميع، بما في ذلك الوحوش.’
فكيف استطاعت ليتسي استخدام قطعة أثريّة للوحوش؟
‘هل هذه الصغيرة تخفي عنّي قوّة سريّة؟’
حدّقت تينكر في ليتسي، وضيّقت عينيها، ثمّ طارت نحوها:
“هل أنتِ، ربّما، متخفّية؟”
“ما هي المتخفّية؟”
“شخص قويّ يخفي قوّته.”
عبست ليتسي لردّ تينكر.
لم تعرف معنى “متخفّية”، لكنّها تذكّرت لقب مهين تستخدمه بان بان لها.
“ليتسي ليست فاشلة! الجنيّة التي تقول هذا هي الفاشلة!”
“لا، المتخفّية ليست مجرّد فاشلة! إنّها شيء رائع!”
عندما غضبت ليتسي، رفرفت تينكر بأجنحتها بإحساس بالظلم، وبدأت تشرح بإسهاب عن المتخفّية:
“يعني شخص قويّ يخفي قوّته. شيء رائع، أليس كذلك؟”
“حقًا؟”
“نعم. هل تخفين عنّي قوّة ما؟”
تفاجأت ليتسي بسؤال تينكر الحادّ، وعانقت نفسها بذراعيها.
يا إلهي!
كيف عرفت؟
‘حركتي السريّة الخاصّة سرّ!’
“لا! ليس صحيحًا!”
هزّت ليتسي رأسها بقوّة، وقرّرت البحث عن غريسيس، ثمّ ركضت في الرواق تاركة تينكر خلفها:
“أوه، أنا مشغولة! سأذهب لرؤية الأب الآن!”
كان تجنّب أسئلة تينكر المحرجة جزءًا من السبب، لكن الآن كان الوقت لتصبح، مثل تييرا في《 بانميونل 》، صديقة لغريسيس وميريل.
حتّى ليتسي، البالغة من العمر أربع سنوات، كانت تدرك ذلك جيّدًا.
بعد أن أضاعت عشرة أيّام مفتونة ببراعم الخيزران، أدركت أنّها مجرّد ضيفة مؤقّتة في جريزلي.
‘ليتسي مؤقّتة.’
هكذا نظر إليها الناس بحذر عند تحديد أصلها.
كان مسموحًا لها البقاء في هذه العائلة “مؤقّتًا” فقط!
‘الأب لم يُرني ابنه بعد، كما وعد.’
والأهمّ، لم يُظهر غريسيس ابنه لـ ليتسي.
بل بدا أنّه لا ينوي حتّى إظهار وجهه.
كلّما زارت ليتسي مكتبه، كان لوريك يستقبلها بإحراج قائلًا:
“السيّد لم يحضر اليوم أيضًا.”
عندما وصلت ليتسي إلى المكتب، تأكّدت من خلوّ الرواق، ثمّ دفعت بجسدها نحو الباب الضخم من خشب البلوط.
“أوغ!”
ضغطت بكلّ قوتها بقدميها، لكن الباب لم يتحرّك.
نظرت ليتسي إلى الباب الثابت بحيرة.
“الآنسة ليتسي، هل تريدين دخول المكتب؟ لحسن الحظّ، السيّد حضر اليوم.”
لاحظ لوريك ليتسي، ومال برأسه متسائلًا وهو يمسك مقبض الباب:
“همم، لا يفترض أن يكون مغلقًا.”
تمتم بهدوء، ودفع الباب، فبدأ الباب الخشبي، يتحرّك مع صرير.
عبس لوريك لثقل الباب، الذي كان أثقل من المعتاد بمرتين.
“سيّدي، لا تستلقي أمام الباب.”
رأى لوريك، عبر شقّ الباب، جسدًا ضخمًا، فدفعه بقدمه كما لو كان حاجزًا مزعجًا.
تدحرج جسد ملفوف بقماش أسود إلى وسط المكتب.
صعدت ليتسي على السجادة، وتبادلت النظرات بين غريسيس والمكتب، ثمّ فتحت فمها متعجّبة:
“لوريك.”
“نعم، آنستي.”
“أظنّ أنّ هناك لصًّا في المكتب.”
أمسكت ليتسي، شاحبة الوجه، بسروال لوريك، وألقت نظرة خاطفة داخل المكتب.
كان مكتب غريسيس كما لو أصابه إعصار.
كانت الأغراض مبعثرة على الأرض كأنّ الرفوف غير موجودة.
كان المكتب، غير قادر على تحمّل وزن الأوراق المتراكمة، مائلًا بسبب ساق مكسورة، وكان الضوء الخافت يجعل المكان مظلمًا رغم كونه نهارًا.
اعتمادًا على مصباح أصفر يومض وكأنّه سينطفئ، تحرّكت ليتسي ببطء نحو الظلّ الضخم الملتصق بالأرض.
“أبي؟”
“……”
نادته، لكن، كالعادة، لم يأتِ ردّ اليوم أيضًا.
نقرت ليتسي خدّ غريسيس بإصبعها، لكن وجهه الجميل لم يتحرّك.
‘وسيم جدًا!’
كان ربّ عائلة جريزلي وسيمًا بما يتجاوز وصف “وسيم”.
رغم أنّه غارق في السجادة، كانت خطوط فكّه الحادّة كالسيف وأنفه البارز يظهران بوضوح طباعه الوحشيّة.
‘قالت أمّي إنّ الوسيم نادر.’
لذا، موت وسيم خسارة وطنيّة، ويجب إنقاذ وسيم في أزمة مهما كلّف الأمر.
نظرت ليتسي إلى وجه غريسيس الجانبي المذهل، الذي جعلها تنسى الفوضى، وفتحت فمها بتفاجئ.
لاحظت أنّ غريسيس لا يتنفّس.
‘أبي، هل مات؟’
“جـ… جثة؟!”
وضعت ليتسي يديها على خدّيها، وأصدرت صوتًا مرتعبًا.
لا شكّ أنّ لصًّا دمر المكتب وقتل الأب.
“لصّ شرير قتل الأب…!”
مسح لوريك، كما لو كان معتادًا على هذا، شعر ليتسي الناعم المعقود بضفيرتين، وهزّ رأسه:
“لا، ليست جثة. إنّه سيّدنا، مستلقٍ كجثة.”
وضعت ليتسي إصبعها بحذر تحت أنف غريسيس، وأكّدت أنّه حيّ، ثمّ مالت رأسها:
“أبي، لمَ مستلقٍ على الأرض؟”
إذا كان نعسانًا، يمكنه الذهاب إلى غرفة النوم، وفي وسط مكتب غريسيس كانت هناك أريكة مخمليّة كبيرة بما يكفي لتتدحرج ليتسي دون السقوط.
“يبدو أنّه استنفد طاقته اليوميّة بالحضور إلى العمل.”
أجاب لوريك بدلًا عن غريسيس بسخرية، وتنهّد وهو ينظر إلى سيّده بضجر.
اختار أحدث وثيقة من جبل الأوراق حول غريسيس وأخذها.
“أوه، يبدو أنّني وموريل سنضطرّ لمراجعة كلّ هذه الأوراق بأنفسنا.”
“موريل؟”
ضيّقت ليتسي عينيها لاسم سمعته من قبل.
“آه، موريل هو صهر السيّد. ليس من عائلة جريزلي لأنّه من قبيلة الدببة البيضاء…”
أشار لوريك بذقنه الطويلة إلى غريسيس:
“كما ترين، السيّد في هذه الحالة، لذا يتولّى موريل واجبات ربّ العائلة بالنيابة.”
‘موريل، موريل…’
ردّدت ليتسي الاسم في ذهنها، ثمّ ضربت كفّها اليسرى بقبضتها اليمنى:
‘موريل، الدبّ الأبيض، هو شرير في 《بانميونل》!’
كان موريل يتظاهر بالطيبة أوّلًا، لكنّه العقل المدبّر الذي يخطّط لإخراج تييرا من جريزلي.
“هل موريل شخص سيّء؟”
ظنّت ليتسي أنّها سألت بحذر، لكن لوريك قفز ولوّح بيده نفيًا:
“ماذا؟ لا! موريل يعمل بإخلاص لصهره، السيّد، دون مقابل.”
على عكس نفي لوريك السريع، تحرّكت أذن غريسيس.
‘ربّما يعرف الأب أنّ موريل سيّء.’
لاحظت ليتسي ردّ فعل غريسيس الغريب، الذي كان حتّى الآن يتنفّس ببطء بغضّ النظر عمّا قاله لوريك، فغمست أنفها.
‘ليتسي لقد تغيّرت.’
منذ وصولها إلى أراضي غريسيس، أصبحت حواسّ ليتسي أكثر حدّة، وبعد لقاء أليسيا، تطوّرت بشكل مذهل.
لكن لم يكن أحد يعلم أنّ حواسّ ليتسي أصبحت بهذه الحدّة.
‘ليتسي هي المتخفّية الحقيقيّة!’
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "20"