سقطت الدموع التي تجمّعت في عينيها أخيرًا، وأصبح لياندروس أكثر وضوحًا في رؤيتها.
لماذا…؟
لم تستطع الفهم. لماذا كان ذلك الرجل يصنع تعبيرًا رقيقًا لا يُطاق الآن؟ كما لو عادا عشر سنوات إلى الوراء.
هل كانت تهلوس؟
لا. هذا ليس نوعًا من الوهم…
تعلّق أنفاسها في حلقها. كشخص يترنّح على حافة جرف، لم تعرف يوري ماذا تفعل — وسقطت الشمعدانة من يدها.
طنين. حطّم الصوت الحاد الصمت.
في النهاية، اختارت يوري الهرب. تحرّكت ساقاها من تلقاء نفسيهما، بغض النظر عن إرادتها. بمجرد أن اتّخذت ذلك الخيار، سيطر الزخم — لم يكن لديها وقت للتفكير في العواقب.
‘لا أعرف، يا جاديون.
ماذا يفترض بي أن أفعل مع رجل مثل هذا؟ أنت مختار، أليس كذلك؟ إذا كنت تعرف الإجابة، أخبرني. من فضلك؟
لأنني حقًا… حقًا لا أعرف ماذا أفعل بعد الآن.’
***
عند الفجر، غادر لياندروس إلى العاصمة كما هو مخطّط.
في غيابه، تولّى جاديون مؤقتًا شؤون العائلة.
مع انعزال سيلاس في غرفته وانشغال جاديون في المكتب، أصبح عالم يوري هادئًا بشكل غريب.
لا — بل عاد إلى الهدوء. هذه كانت حياة يوري، على أي حال. منذ أن هربت من المنزل عندما بلغت سن الرشد، كانت دائمًا وحيدة.
هذا صحيح. لم تصبح الأمور صاخبة إلا بعد لقاء لياندروس والقدوم إلى هذا العالم.
مرّت الأيام الثلاثة بدون لياندروس بسلام. باستثناء لحظة واحدة — عندما جاء مارس لزيارتها.
***
“عفوًا.”
نقرت يد صغيرة كورقة سرخس على كتف يوري.
توقّفت ليليان، التي كانت جالسة مقابلها وتقلّب في دفاتر الحسابات، ونظرت إلى الأعلى.
كالعادة، وقف مارس خلف يوري، يمتص مصاصة كبيرة ويشد حمارًا بحبله.
“الرجل الطويل الغني ذو الشعر الأشقر قال لي أن أعطيك هذا.”
الرجل الطويل الغني ذو الشعر الأشقر؟
قبل أن تتمكّن يوري من السؤال، مدّ مارس قبضته دون سابق إنذار.
التعليقات لهذا الفصل " 39"