الفصل التاسع: فرصة أخيرة
مع كل زيارة، شعرت لانا بأنها تقترب أكثر من سيدريك.
خلال ذلك الوقت، تعلمت أيضاً الكثير عن لويس.
لم يأتِ خالي الوفاض أبدًا وكان يحضر دائماً هدايا باهظة الثمن.
كان كريماً، لكن الأمر وصل إلى نقطة اضطرت فيها لانا أن تطلب منه التوقف.
بدلاً من ذلك، طلبت منه أن يخرج معها أكثر.
وفعل ذلك…
رغم أنه لم يبدُ مسروراً بالطلب، إلا أنه فعل ذلك من اجلها.
كلما كانوا بمفردهم، كان يأخذها إلى البلدات والقرى المجاورة متخفياً.
عندما أدركت أن لويس على استعداد للتنازل كانت سعيدة لأنها قررت أن تمنحه فرصة.
شعرت بارتياح حوله، وضحكا معاً أكثر.
“سأطبخ لك ولسيدريك في المرة القادمة”، قالت له لانا ذات مرة في العربة و هما على طريق إلى بلدة تسمى (سار) المشهورة بمأكولاتها البحرية. أرادت أن تشتري مأكولات بحرية وتطبخ لهما.
بعد كل شيء، كانت تتعلم الكثير عن الطبخ من مارغريت لتبهر سيدريك.
تجولا في السوق الذي فاحت منه رائحة المحيط.
بدأت لانا بالضحك على لويس لأنه كان يغطي أنفه بمنديل محاولًا حجب رائحة السمك القوية.
كان من الواضح أنه غير مرتاح لكنه مع ذلك أجبر نفسه من أجلها.
“زوجك ضعيف”، قالت امرأة عجوز كانت تبيع السمك للانا.
“إنه ليس زوجي”، أجابت محرجة.
“لكنني أعتقد أنه سيصبح زوجك في النهاية“، قالت مبتسمة، معتقدة أنهما يتواعدان.
حينها اختفت ابتسامة لانا السابقة من وجهها. علمت أنها لن تستطيع أبداً أن تكون زوجة لويس.
لأن علاقتهم غير طبيعية، ولم تكن هناك طريقة يمكنها أن تكون أكثر من عشيقة لويس.
لكنها علمت في أعماق قلبها أن الأمر لم يكن ذنب لويس وحده، وأنها مذنبة أيضاً.
لذا بحلول الوقت الذي كانت تنظر فيه إلى كشك طعام آخر لشراء المزيد من المكونات، كانت تبتسم مجدداً.
رؤية طريقة استجابتها لكلمات المرأة العجوز جعلت لويس يشعر بالفخر بها. قبل فقدان ذاكرتها، لم تكن لانا تستطيع السيطرة على ردود أفعالها وربما كانت ستصرخ في وجه المرأة العجوز أو ترمي الأشياء عليها.
لكن لانا الجديدة بدت أكثر نضجاً وهذا جعله ينجذب إليها أكثر.
تبعها في أنحاء السوق وساعدها في حمل سلتها.
الطريقة التي نظر بها إليها جعلت الأمر يبدو وكأنه وقع في حبها مرة أخرى.
عندما عادا إلى المنزل في ذلك اليوم، شكرته لانا كالعادة وحاولت الذهاب إلى غرفتها.
لكنه تبعها...
بمجرد أن استدارت، قام لويس بتقبيلها دون أي تحذير أو حتى طلب موافقتها.
استغرق الأمر ثانية لتدرك ما يحدث وحاولت دفعه بأقصى ما تستطيع، لكنه لم يتحرك على الإطلاق، لذا صفعته على وجهه.
أظافر لانا الحادة تركت علامات على وجهه بالقرب من عينيه، ونزف قليلاً.
“لماذا فعلت ذلك؟ لما قبلتني!!” صرخت لانا عليه.
“اعتقدت أن هذا هو الوقت المناسب.”
“ماذا!!”
” أنا آسف، لكن صبري ينفد، أريد أن نعود إلى ما كنا عليه بأسرع ما يمكن.”
“اخرج من غرفتي الآن”، صرخت لانا مشيرة إلى الباب.
لاكن لويس خطا خطوة إلى الأمام نحوها كما لو أنه لم يسمع كلمة مما قالته.
“أحبك، لانا”، قال مقبلاً يدها.
“لكنني لا أحبك… لا أتذكرك”، قالت لانا بصوت مرتجف.
أصبح تعبيره داكنًا على الفور.
“لا تقلقي، حتى لو لم تتذكري، سأتذكر لكلينا”، قال ثم غادر الغرفة.
عندما غادر الغرفة، أخذت لانا نفساً عميقاً وسقطت على الأرض، ركبتاها ضعيفتان.
في تلك اللحظة، أدركت كم كانت مخطئة في اعتقادها أن لديها خياراً.
الخيار الوحيد الذي أعطاها إياه لويس كان أن تحبه.
أدركت كم كانت حمقاء لتعتقد أن علاقة قائمة على السرية والحجز قد تنجح يوماً.
ناهيك عن أن وجهة نظر لويس للحب مشوهة للغاية و أن هوسه بها أصبح خارجًا عن السيطرة.
رغم أن لانا كانت مرعوبة في تلك اللحظة، إلا أن رؤية الجانب الحقيقي للويس جعل الأمر أسهل عليها لتقرر خطوتها التالية.
الهرب…
ما كان عليها فعله الآن هو وضع خطة مثالية وطلب من سيدريك أن يذهب معها.
حتى ذلك الحين، كان عليها أن تتصرف بطبيعية وتجد الوقت المناسب لسؤال سيدريك.
لأنه إذا اكتشف لويس خطة هربها، فقد يحبسها إلى الأبد.
المشكلة كانت أن عليها تنفيذ خطة الهرب بأسرع ما يمكن، لأنها تعلم أن صبر لويس على وشك أن ينفد.
و قريباً لن يمانع في إجبار نفسه عليها باسم الحب.
*******
Instagram: Cinna.mon2025
سؤال: لو كنتي في موقف لانا هل ستهربين أيضًا؟ أو تحاولين التكيف مع حبيبك الوسيم المتملك؟
التعليقات لهذا الفصل " 9"