الفصل الثامن: الطفل الذي يكره أمه
الشطرنج، وأدوات الرسم، والكتب، وأقواس الرماية، وأشياء كثيرة أخرى.
قضى لويس الليل يفكر في جميع الطرق الممكنة لمساعدة لانا وسيدريك على قضاء الوقت معًا والتقارب أكثر.
لهذا السبب بدا متعبًا وكان لديه هالات سوداء تحت عينيه.
هذه المرة تصرف سيدريك بشكل صحيح وضحك كثيرًا أثناء التحدث مع أمه.
لأن سيدريك كان ممثلاً عظيمًا مثل والده وكان مستعدًا لفعل أي شيء لتجنب رؤية والده غاضبًا.
أولئك الذين كانوا قريبين من الدوق يعرفون مدى صعوبة التعامل مع هذا الرجل القاسي الذي لم يسامح أحدًا أبدًا عندما كان غاضبًا.
بالطبع، كانت لانا هي الاستثناء الوحيد.
الرجل الذي لم يتسامح مع أي أخطاء لم يكن يمانع في إلغاء زياراته للقصر الملكي كلما كانت لانا مريضة.
وكان دائمًا أول من يعتذر كلما تخاصما.
كان مستعدًا لفعل أي شيء للاحتفاظ بلانا إلى جانبه.
لحسن الحظ، انتهى اليوم دون عوائق ووعد لويس بالعودة خلال بضعة أيام. في تلك الليلة أدركت لانا فجأة.
لم تكن تكره لويس حقًا، بل كانت تكره عدم قدرتها على مغادرة المنزل.
وكان واضحًا كم يهتم لويس بها.
لقد أحبها… ربما أكثر من اللازم.
لذلك في تلك الليلة قررت أن تمنح حبهما فرصة أخيرة.
صحيح أنها لم تثق به، لكنها أرادت أن تمنحه فرصة أخيرة من اجل سيدريك.
لأنهم لايزالون عائلة.
عائلة كانت تفتقر للكثير من النواحي، لكن ما زالت لديها فرصة.
لذلك قررت أن تحاول تحسين الوضع قبل اتخاذ قرار نهائي.
لكن كان هناك شيء واحد لم تأخذه لانا في الاعتبار: كم يكرهها سيدريك.
في البداية، كان سيدريك يحب زيارة أمه. ليس لأنه أحبها، ولكن بسبب كيف تصرف والده حول أمه.
الرجل المثالي الذي كان يخافه دائمًا في المنزل، أمام لانا كان يبتسم بإشراق.
الرجل الذي اتبع دائمًا آداب الأرستقراطية لم يكن يمانع في خلع حذائه للعب في البحيرة معهم. أحب سيدريك رؤية والده هكذا، لذلك أحيانًا كان يتوسل للذهاب لرؤية أمه.
المشكلة كانت أنه زار أمه مرة أو مرتين في الشهر، مما يعني أن والده عامله ببرود معظم الوقت.
بعد ذلك، بدأ يكره أمه شيئًا فشيئًا.
بدلاً من اللعب معه، استمر والده في زيارة لانا.
كرس كل انتباهه لها وتجاهله.
كان سيدريك دائمًا مع الخدم والمربيات.
في يوم من الأيام، رأى دونا تخرج من المكتبة وفي يديها الكثير من الكتب.
“هل الكتب مثيرة للاهتمام إلى هذا الحد؟” سأل دونا بفضول.
“نعم، هل يمكنني أن أوصي لك ببعض الكتب؟“
“لا، لا أستطيع القراءة.”
“هل يمكنني أن أقرأها لك؟“
بالطبع، وافق سيدريك فورًا. كان وحيدًا جدًا بينما كان والده بعيدًا، والمربيات عاملنه أكثر كسيد من كونه طفل.
بهذه الطريقة، بدأ سيدريك يتقرب من دونا. كانت تقرأ له كتب القصص كل يوم. وكلما كان هناك حفل مهم يجب أن يحضروه كعائلة، كانت دونا تمسك يده دائمًا وتكون لطيفة معه.
في الواقع، لم تفعل دونا أي شيء خاص من أجله، لكنه بدأ يستمتع بقضاء الوقت معها لأنها كانت دائمًا الوحيدة التي تنتبه إليه.
لكنه لم يستطع ان يخبر والده عن مشاعره الحقيقية ، لأنه رفض ذات مرة الذهاب لزيارة لانا وعندها عاقبه والده بأخذ ألعابه وعدم إعادتها حتى يعتذر و ينتهي من قراءة الكتاب المقدس.
كما هو الحال دائمًا، كانت لانا تأتي أولاً وسيدريك يعرف ذلك.
وهذا جعله يكره لانا أكثر.
لذلك أجبر نفسه و استمع لوالده كلما طلب منه ان يزورها.
لكن بعد أن فقدت لانا ذاكرتها، أصبح هذا أكثر صعوبة.
ديناميكية العائلة كانت سيئة جدًا الآن لدرجة أن طفلاً في الخامسة من عمره يمكنه الشعور بها.
والده كان يتوسل إليها لتحبه ويفرض مشاعره عليها.
أمه كانت مرتبكة ولا تعرف كيف تتعامل معه. وسيدريك كان مضطرًا لإجبار نفسه على الابتسام أمامهم، لكن في أعماقه كان يتمنى لو كان يقرأ كتابًا مع دونا في المكتبة.
أحب المحادثات الطويلة التي خاضها مع دونا حول الكتب التي انتهى من قراءتها، وأحب عندما تمدحه على ذكائه بحفظ القصائد الخاصة بالأطفال.
بالنسبة له، كانت لانا مصدر إزعاج.
رآها سيدريك كفتاة ساذجة تجري نحو الهدايا التي يحضرها لويس عندما يزور بدلاً من الجري لتحيته أولاً.
أحيانًا تمنى لو تختفي، لأنه اعتقد أن والده قد يولي له المزيد من الانتباه حينها.
لم يكن يعرف حينها أن أمنيته ستتحقق. لكنه أيضًا لم يكن يعرف أن اختفاء أمه سيكون مدمرًا لوالده.
******
Instagram: Cinna.mon2025
التعليقات لهذا الفصل " 8"