الفصل السادس: أكاذيب
بعدما هدأت لانا أخيراً، تساءلت كم من الأشياء التي أخبرها بها لويس كان حقيقيا.
طوال الساعة الماضية، كانت تصرخ دون توقف، تحطم كل شيء حولها.
كانت يداها حمراوين ومتورمتين من الطرق المستمر على الباب.
الآن كانت منهكة وبدأ نبض قلبها يستقر قليلا، فاستلقت على الأرض.
وسط كل تلك الفوضى و لأول مرة منذ ان فتحت عينيها في هذا المنزل فكرت بوضوح.
“لا يمكنني أن أثق بأي أحد”، استمرت تكرر لنفسها.
ولاكن كل ما كان بوسعها فعله هو انتظار أن يفتحوا لها الباب.
وظنت أن هذا سيحدث قريبا، لكن لقاءهما المنتظر لم يحدث في اليوم التالي.
استمر لويس في التفكير في كل طريقة ممكنة لاستعادة قلب لانا، لكن الأمر لم يكن سهلاً. لقد تغيرت شخصيتها منذ الحادثة.
في تلك اللحظة، تمنى لو أنها تطلب الفساتين والمجوهرات الثمينة كما اعتادت من قبل.
بعد ليلة طويلة من التفكير، قرر استخدام سيدريك مرة أخرى. إذا تحسنت العلاقة بين لانا وسيدريك، فيمكنه استخدام سيدريك كقيد لربطها به مرة أخرى.
“أخبر مربية سيدريك أنه يجب علينا الذهاب لفحص الأراضي المجاورة مرتين في الأسبوع من الآن فصاعداً”، قال لخادمه أثناء تناول الإفطار.
لم يحن وقت زيارته التالية بعد، لكنه اشتاق إلى لانا.
لذا ألغى خططه لذاك اليوم وبدأ يتوجه إلى مكانها.
اشتاق إليها بشدة وأراد رؤيتها لبضع ساعات.
حتى لو كانت لا تزال باردة معه.
“على الأقل هي بصحة جيدة وفي متناول يديه”، فكر وهو يمشي نحو باب منزلها بوجه مبتسم.
بمجرد أن فتح الباب ورأى تعبير مارغريت، علم أن شيئاً ما كان خطأ.
فركض إلى أعلى الدرج وفتح باب غرفتها على الفور.
بمجرد أن فعل ذلك، ألقت عليه بزجاجة عطر.
“قف هناك ولا تقترب أكثر”، قالت لانا وهي تحمل قطعة من المرآة المكسورة.
“من فضلك اهدئي يا عزيزتي.”
كان الشخص الذي اشتاق إليه لويس كثيراً أمامه، لكن لانا كانت غاضبة وعلى وجهها تعبير بارد.
لم يكن هذا اللقاء الذي أراده لويس بعد ثلاثة أيام.
“حبيبتي”، قال بيأس، محاولاً الاقتراب منها، لكنه توقف فوراً عندما وجهت لانا المرآة المكسورة في اتجاهه.
لم يتوقف لويس لأنه كان خائفاً منها، بل لأنه كان خائفاً من أن تؤذي لانا يدها بالمرآة المكسورة.
“كاذب! كنت تقول لي باستمرار أنك تحبني، لكن في النهاية، كنت مجرد خاطف.”
انكسر قلب لويس عندما قالت لانا تلك الكلمات بنبرة غاضبة، وتشقق صوته قليلاً عندما حاول الرد عليها.
“لم أقصد حبسك، الأمر فقط أن الخارج خطير جداً عليك.”
“كاذب!”
“أعرف أنك لا تصدقين كلمة واحدة مما أقول، لكنني فعلت ذلك من أجلك. لم أمنعك من مغادرة هذا المنزل، أردت فقط أن أكون معك عندما تفعلين ذلك. أردت حمايتك….”
“إذا كنت تعني نصف ما تقول، فدعني أغادر هذا المنزل.”
“سأفعل، أعدك… سآخذك للخارج متى شئت. لكن دعيني أكون معك عندما تفعلين ذلك. ما زلت خائفاً من أن زوجك يبحث عنك سراً. لم أرد أن أفقدك، لذا أخبرتهم ألا يدعوك تخرجين دون إذني، ولم أعتقد أنهم سيستخدمون طرقاً قاسية كهذه.”
“يبدو أنك معتاد جداً على إلقاء اللوم على الآخرين في أخطائك…لن أصدقك مرة أخرى أبداً!”
“يمكنني إثبات ذلك… سأفي بكلمتي وأخرجك، لذا من فضلك لا تنظري إلي هكذا. لم أعتد بعد على تلك النظرة الباردة في عينيك.”
لم تكن لانا غبية. لم يكن هناك احتمال أن تثق به، لكن في الوقت نفسه، عرفت أن لويس هو المفتاح الوحيد للخروج من سجنها.
“حسناً”، قالت وهي تضع المرآة المكسورة. “إذن أثبت وجهة نظرك وأخرجني الآن فوراً.”
“حسناً.”
أوفى لويس بوعده وكانوا في طريقهم إلى بلدة مجاورة بأسرع ما يمكن.
عندما كانوا على وشك النزول من العربة، مد لويس يده لمرافقتها، لكنها رفضت ونزلت وحدها.
“هذا أحد أماكنك المفضلة. معظم الناس في هذه البلدة مزارعون ونادراً ما يذهبون إلى المدينة. لذا هذا المكان دائماً مزدحم ونابض بالحياة “، استمر لويس يتحدث عن المكان.
لكن لانا، خلافاً لأفكار لويس، لم تعتبر هذا رحلة عادية، بل مسحاً للمنطقة، لذا استمرت تتجول دون أن تقول شيئاً.
حاولت تذكر الطرق والمتاجر وأماكن الاختباء المحتملة…
لأنه حتى الآن، عدا سيدريك، لم يكن هناك سبب لها للبقاء في ذلك السجن الوحيد الذي أعده لها لويس.
فكرت أنه إذا استطاعت إقناع سيدريك، فالخطوة التالية هي الهروب.
*****
Instagram: Cinna.mon2025
التعليقات لهذا الفصل " 6"