الفصل الرابع والخمسون: لويس

عندما يموت شخص ما، تختفي كل آثاره من عالم الأحياء.

مع موت لانا، اختفى تأثير جرعة الحب أيضاً، لكن لويس استمر في حبها.

صحيح أن جرعة الحب جعلته يسعى وراء لانا ويحلم بها، لكن الوقوع في حبها كان في النهاية اختياره.

بصراحة، عرف لويس إلى حد ما أن لانا كانت تستغله، لكن هذا لم يكن جديداً عليه.

كان دوقاً حصل على اللقب مبكراً، وقد رأى الناس يجربون كل شيء للتلاعب به أو التأثير على قراراته.

لكن في حالة لانا، كان الأمر مختلفاً، لأنها أرادت حبه أكثر من أي شيء آخر.

نعم، أعجبها منصبه النبيل، لكن الأهم من ذلك، أرادت قلبه.

ابتسامتها له في بداية علاقتهما كانت صادقة، ابتسامة لا يمكن تزييفها. استمتعت بقضاء الوقت معه، والتحدث لساعات، وركوب الخيل في المناطق المجاورة.

حتى اليوم، تبقى أسعد ذكريات لويس تلك التي قضاها مع لانا.

وكلما ساءت الأمور، كان يستذكر ذكرياته لعيد ميلاده الخامس والعشرين عندما فاجأته لانا بحفلة عيد ميلاد رائعة.

لقد زينت الطاولة الخارجية بسخاء وغنت له “عيد ميلاد سعيد” وهي تصفق.

في ذلك اليوم، أهدته منديلاً أرجوانياً صبغته بفطر ذيل الديك الرومي وطرزته بزهور التوليب البيضاء.

“أعرف أنك ربما تلقيت هدايا باهظة الثمن في عيد ميلادك، لذلك فكرت في صنع هدية خاصة لك.” قالت له ذلك اليوم عندما أعطته الهدية.

لذلك لم تكن قصة حبهما مزيفة تماماً، كانت هناك فترة أحبا فيها بعضهما البعض حقاً ورضيا بما لديهما.

ربما نشأت المشكلة عندما رفض لويس الزواج منها لأنه قدّر منصبه كدوق أكثر.

أو ربما كان بسبب لانا، التي أصبحت جشعة وطلبت شيئاً عرفت أنه لا يستطيع إعطاءها إياه.

لكن تكرار السيناريوهات والاحتمالات بلا جدوى، لانا رحلت بالفعل، ولويس لم يعد دوقاً.

نُفي إلى الجنوب حيث يكون الطقس دافئاً طوال العام.

أعطوه قصراً وخادمين، وكان لديه حراس يراقبونه طوال الوقت.

قضى عامه الأول دون أي مشاكل.

كان يأكل، وينام لساعات طويلة، ويقرأ الكتب لتمضية الوقت.

أثناء القراءة، وجد كتباً كثيرة تتحدث عن هدف الحياة، مما جعله يعيد النظر في أشياء كثيرة فعلها وما سيفعله لاحقاً.

بدون لانا، فقد هدف حياته واضطر للبحث عن هدف جديد.

لكنه لا يستطيع العثور عليه اذا كان محبوساً بين أربعة جدران، لذلك اضطر للهرب.

وفعل ذلك. تماماً مثل لانا، ترك منزله المريح وحياة الترف باحثاً عن ذاته الحقيقية.

سافر وحيداً في كل مكان.

لأنه كان لديه ذراع واحدة فقط ولم يكن قادراً على القيام بجميع أنواع العمل، ساعده الناس، وغالباً ما عرضوا عليه الطعام وحتى المأوى.

هذا اللطف كان مختلفاً عما اختبره من قبل، لأن هؤلاء الناس لم يريدوا شيئاً منه في المقابل.

لذلك عندما كسب المال لأول مرة في حياته من خلال مساعدة عائلة في حصاد القمح، ذهب إلى الكنيسة ليتبرع بكل المال.

لكن الكاهن طلب منه البقاء وعرض عليه غرفة.

في البداية أراد الرفض، لكن الكاهن أصر.

هناك تعلم كيف يساعد المحتاجين.

من مساعدة المرضى إلى إطعامهم واللعب مع الأيتام، فعل كل ما استطاع.

وكل ليلة كان يشعل شمعة ويصلي ليرى لانا مرة أخرى.

أخيراً، بعد سنوات طويلة على فراش الموت، تخيل أن لانا هي التي جاءت لتأخذه.

كانت ترتدي نفس الفستان الأزرق الفاتح الذي ارتدته أول مرة قابلها فيها.

مدت يدها إليه، بابتسامة عريضة على وجهها.

“اشتقت إليك،” قال بابتسامة عريضة قبل أن يغمض عينيه إلى الأبد.

وهكذا انتهت قصة لويس.

ظاهرياً قد يبدو كشرير، لكنه في الحقيقة مجرد شخص عادي فعل الخير والشر، اختبر الحب، وارتكب الخطايا، ثم حاول التكفير عنها.

لأنه في الحياة الحقيقية الخط الفاصل بين الخير والشر رفيع جداً لدرجة أنك قد تعبر إلى الجانب الآخر دون أن تعرف ذلك.

***

Instagram: Cinna.mon2025