قرارات أوليفيا غيّرت مصير العديد من الناس، وكانت دونا إحداهن.
دونا التي كانت دوقة في الماضي تركت منصبها وراءها وانتقلت إلى سارين، البلد المجاور في الجنوب.
لقد مرّت سبع سنوات منذ أن بدأت دونا وسيدريك حياة جديدة.
عملت دونا كمعلمة للعائلات النبيلة، وكانت تدرّس مرتين في الأسبوع في دار الأيتام.
بسبب وجهها الجميل وجسدها الجذاب، أُعجب بها رجال كثيرون، لكنها لم تولِ لهم أي اهتمام.
بينما أُعجب البعض بقلبها الطيب، انتشرت شائعات عنها بأنها أم عزباء، وقال البعض إنها هربت من زوجها.
لكن دونا لم تولِ الشائعات أي اهتمام ولم تحاول تصحيحها، لأنها عرفت أن الكلام يبقى كلاماً، وفي النهاية سيمل الناس منه.
وبالفعل ملوا. أصبحت الآن واحدة من أكثر المعلمات احتراماً في سارين، والنبلاء يتوسلون إليها لتعليم أطفالهم.
أحبت دونا حياتها الجديدة مع سيدريك، لكنها واجهت مشكلة واحدة… البارون هارولد ريتشفورد، الذي اعترف لها بحبه مرة في الأسبوع، آملاً أن توافق على الزواج منه، لكنها لم تفعل قط.
مرت أربع سنوات ولم يستسلم هارولد.
كان يحضر لها الورود الحمراء كلما سنحت له الفرصة.
كان يمر بجانب منزلها لإلقاء نظرة عليها.
إذا كان محظوظاً ورآها من الشرفة، كان يخرج دفتر ملاحظاته الصغير من جيبه ويبدأ بقراءة قصائد الحب لها حتى يخرج سيدريك لطرده.
لكن سيدريك أدرك شيئاً. دونا، التي نادراً ما كانت تُظهر مشاعرها، كانت تضحك ببراءة كلما رأت محاولات البارون هارولد الحمقاء، وعرف أنها تقع في حبه ببطء، لكنها ربما لن تقبل اقتراح زواجه أبداً بسببه.
“عمري ستة عشر عاماً، كما تعلمين، ولديّ صديقة تُدعى آنا،” قال سيدريك لدونا ذات صباح بينما كان يتناول البيض المخفوق.
“أعرف من هي آنا،” قالت دونا، ثم وضعت كوب الشاي جانباً. “لكن لماذا تخبرني بأشياء أعرفها بالفعل؟”
“بضع سنوات أخرى وسأتزوجها، وأكوّن معها عائلة… أريدك أن تحصلي على عائلة خاصة بك أيضاً،” قال بابتسامة دافئة.
“لكن لديّ عائلة…أنت.” أجابت.
“نعم، سأكون دائماً عائلتك، لكنني أريدك أن تكوني مع شخص تحبينه…”
“من؟ لا أعرف عمن تتحدث،” قالت دونا، محاولة التظاهر بالجهل.
“تعرفين من،” ضحك سيدريك على دونا، التي احمر وجهها من الإحراج لمجرد التفكير في أن تكون مع هارولد.
“انتهيت من الأكل،” قالت دونا بعد أن رفعت طبقها وأخذته إلى المطبخ.
قبل أن تبدأ بغسله، سمعت شخصاً ينادي عليها من الخارج.
ذهبت إلى الشرفة ورأت هارولد.
بمجرد أن التقت أعينهما، انتشرت ابتسامة عريضة على وجه هارولد.
وضع الورود على الأرض وأخرج دفتر ملاحظاته الصغير.
“قصيدة اليوم بعنوان ‘إنها تمشي في الجمال’ للورد بايرون،” قال هارولد وبدأ يقرأ.
“إنها تمشي في الجمال…
مثل الليل من مناخ صافٍ وسماء مرصعة بالنجوم …
وكل ما هو أفضل من الظلام والضوء يلتقي في طلعتها وعينيها”
عندما انتهى من القراءة من كتابه ونظر إلى أعلى، لم تكن دونا هناك على الشرفة.
شعر بالذعر للحظة، ثم فكر أنها ربما رحلت لأنها وجدته مزعجاً.
لكنه سمع صوت الباب يفتح، وركضت دونا نحوه وعانقته.
صُدم مما حدث، لكنه عانقها ايضاً عندما استعاد رشده.
عانق كلاهما الآخر بحنان كما لو كانا ينتظران هذه اللحظة لسنوات.
وشاهد سيدريك من بعيد بابتسامة عريضة على وجهه.
جرى زواجهما في الكنيسة الصغيرة في وسط المدينة، لأن دونا أرادت شيئاً بسيطاً.
لكن بمجرد خروجها من الكنيسة رأت أهل البلدة يهتفون لهما ويرمون بتلات الورد والحبوب في طريقهما.
دونا التي اعتقدت دائماً أنها لا تنسجم معهم أو أنهم يكرهونها تفاجأت بعدد الأشخاص الذين جاؤوا لتهنئتها.
حتى الأطفال الذين علمتهم في دار الأيتام جاؤوا لتمني زواج مبارك لها.
في تلك اللحظة امتلأت عينا دونا بالدموع لكنها استمرت في الابتسام من كل قلبها.
بدأ القرويون بقرع الأواني والغناء.
ثم أخذ خدم البارون هارولد بتوزيع بتلات البنفسج المحلى بالسكر والنبيذ المتبل على أهل البلدة المهتفين.
كان أكبر احتفال حدث في سارين على الإطلاق، لأن هارولد قرر سراً أن يجعله باذخاً، حتى لا ينسى أحد يوم زفافهما أبداً.
اليوم الذي أصبح فيه محظوظاً بما يكفي ليكون زوج دونا.
المرأة التي وقع في حبها من النظرة الأولى في ذلك اليوم الشتوي البارد.
عندما بقي الجميع في منازلهم الدافئة، مختبئين من البرد، لكنها قررت الخروج في عباءتها الحمراء توزع الخبز على المشردين والأطفال الفقراء الذين رأتهم في الشارع.
احمر أنفها من البرد، لكنها استمرت حتى نفد الخبز من سلتها.
للحظة التقت عيناهما عندما مرا ببعضهما في الشارع ووقع في حبها.
بعد ذلك بدأ هارولد بتوزيع الطعام مجاناً في الشتاء حتى لا تضطر دونا للخروج في الطقس البارد.
وبدأ بتتبعها وإعلان حبه في العلن، متمنياً أن تستدير يوماً وتقبله، وأخيراً فعلت.
كان الزواج بداية جديدة أخرى لدونا، حيث كانت هي الشخصية الرئيسية وليس مجرد زوجة مزيفة.
حيث كانت محبوبة ومقدرة كل يوم.
عاشت حياة سعيدة مع هارولد، لكنها قررت ألا تنجب أطفالاً أبداً.
“ستبقى دائماً طفلي الوحيد” قالت لسيدريك وهي تبكي في زفافه.
“البكاء لا يليق بك يا أمي” أجاب سيدريك بابتسامة كبيرة ثم عانقها.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 54"