عادةً عندما تحدث مبارزة كهذه، يهتف ويصرخ جميع من في الحشد، لكن ليس هذه المرة.
كل من كان يشاهد المبارزة التزم الصمت.
يشاهدون رجلين، من الواضح أنهما بارعان في استخدام السيوف، يتقاتلان بلا خوف.
لم تكن هناك لحظة راحة، بل ظلت سيوفهما تصطدم ببعضها البعض مرارًا وتكرارًا.
مع مرور كل دقيقة، كان القتال يزداد شراسة.
جاء الخدم من المباني الأخرى لمشاهدة المبارزة.
“على ماذا يتقاتلون؟“.سأل أحد الخدم.
“لا شيء، إنهم يريدون فقط معرفة من الأقوى“.أجاب آخر.
أثار هذا الجواب حيرة الخدم، لأن كايزن والأمير دان-جيوم كانا يتقاتلان بشراسة كما لو كانت حياتهما على المحك.
كان الملك قلقًا بشكل واضح، من أن تؤثر نتيجة القتال على الاتفاق، لكنه لم يستطع فعل أي شيء حيال ذلك.
عندما اكتشف كايزن أن الأمير دان-جيوم قد يكون لديه مشاعر تجاه أوليفيا، غضب بشدة، وأصر على القتال رغم طلب الملك منه التخلي عن هذه الفكرة.
خلال مدة القتال، قاوم الأمير دان-جيوم معظم الضربات التي وجهها إليه كايزن، حتى أنه قام ببعض المحاولات الجريئة لضرب كايزن.
لكن بعد 20 دقيقة، بدأت تظهر نقاط ضعفه، فرغم كونه من أفضل المقاتلين في الإمبراطورية، إلا أنه لم يكن يتمتع بخبرة تُضاهي خبرة كايزن، الذي قاتل طوال حياته في الصف الأمامي.
كان من الواضح أن الأمير دان-جيوم بدأ يتراجع، بينما كايزن بدأ للتو.
أرجح كايزن سيفه من الجانب الأيسر، لأنه كان من الواضح أنه نقطة ضعف الأمير دان-جيوم.
قاومه الأمير في اللحظة الأخيرة، لكن قدميه انزلقتا وسقط على الأرض.
صرخ الملك “توقف” ونهض من مقعده، لكن كايزن تقدم نحوه وضرب سيف الامير و ألقاه على الأرض.
“افعلها، اقضِ عليّ“.قال الأمير بنظرة غاضبة.
“زوجتي وابنتي تراقبان، لذا سأدعك على قيد الحياة“.قال كايزن وهو يعيد سيفه إلى غمده.
رفع الأمير دان-جيوم بصره فرأى أوليفيا تنظر إليه بحزن.
شعر بالخجل من أن يُرى مهزومًا أمام الشخص الذي يحبه، فنهض وهرب.
في ذلك المساء، سمع الأمير دان-جيوم طرقًا على باب غرفته.
“لن آكل! كم مرة قلتها، فقط انصرف“.صرخ في وجه من ظنه خادمًا.
“إنه طبقك المفضل، حسب قول والدتك، انها مضيعة إن لم تأكله” قالت أوليفيا من خلف الباب.
بالطبع تعرّف على صوتها فورًا، لكنه لم يفتح لها الباب.
“أرجوكِ، انصرفي فحسب“.قال بصوتٍ متقطع.
كنت في السابعة والعشرين من عمري عندما وقعت في حب كايزن، وكان هو في الثلاثين.
في البداية، ظننتُ أن الوقت متأخر جدًا، وتمنيت لو التقيتُ به في وقتٍ أبكر، لكن لا يُمكن استعجال الحب…
إنه ليس أمرًا يُمكن التخطيط له أو فرضه.
ما زلتَ شاباً، وأمامكِ حياةٌ كاملةٌ لتجد شخصًا أفضل وأكثر ملاءمةً لك. واصلت أوليفيا حديثها.
“لا أريد سماع ذلك“.رفع صوته عليها.
“لا أستطيع أن أمنحك قلبي، لكن يمكنني أن أكون صديقتك”، قالت ثم نهضت للمغادرة، “لا تنسى تناول طعامك قبل أن يبرد“.
منذ ذلك اليوم، طلبت أوليفيا من الأمير دان-جيوم الانضمام إليها ووالدته في حفلات الشاي اليومية، لكن كايزن الغيور كان يحرص على الانضمام إليهم دائمًا لمراقبة الأمير.
في البداية، انضم الأمير دان-جيوم إلى حفلات الشاي لقضاء بعض الوقت مع أوليفيا قبل مغادرتها، لكن مع مرور الوقت أصبح قريبًا من كايزن أيضًا.
خدم كلاهما في الجيش، وكان لديهما العديد من القصص والنصائح ليخبرا بعضهما البعض.
كثيرا ما ضحكت أوليفيا والملكة على هذين الرجلين اللذين تحمسا لتكتيكات الحرب التي استخدمتها بلادهما.
عندما انتهى علاج أديل وحان وقت المغادرة، جاءت العائلة المالكة بأكملها لتوديعهما في الميناء.
كان الجميع يبتسمون، لأنه لم يكن وداعًا حزينًا، كانوا يعلمون أنهم سيلتقون في المستقبل بالتأكيد.
شكرت أديلا الأمير دان-جيوم وعانقته، ثم ركضت عائدةً إلى أحضان والدها ولوحت لهم بيدها.
وفقًا للطبيب، اذا تناولت أديلا دوائها بانتظام، ستتحسن صحتها بعد سنة او سنتين، وستكون قادرة على القيام بأي مهمة شاقة أو ممارسة أي رياضة ترغب بها.
وكل هذا بفضل ماريا التي أخبرت أوليفيا عن العلاج.
ماريا، التي تبلغ الآن 17 عاماً، تدير أعمال عائلتها أفضل من اي شخص آخر.
السير ماركوس الذي كان يعتقد دائماً أن أبناءه سيقودون العمل من بعده، اندهش أن ماريا كانت هي من فعلت ذلك.
في مرحلة ما، الفتاة المدللة التي اعتادت على الشكوى من كل شيء قد نضجت فجأة.
حدث التغيير في صيف ما قبل بضع سنوات عندما زارت أوليفيا.
في ذلك الوقت، كانت أديل تبلغ من العمر ثلاث سنوات فقط.
كانت حروكة للغاية، تركض حولها تكسر الأشياء وتجبر مربيتها والخدم على مطاردتها.
حتى ماريا شعرت بالتعب بعد بضع ساعات فقط من اللعب معها.
“لن أنجب أطفالاً أبداً.” قالت ماريا منهكة.
ضحكت أوليفيا وأعطتها كوباً من الماء.
“أتمنى ألا تشعري بالإهانة، لكنها مُرهقة للغاية” قالت ماريا لأوليفيا.
“لكنها أيضاً تعطيني زهوراً برية من وقت لآخر، وتبتسم رغم ألمها حتى لا أبكي.” قالت أوليفيا وهي تشاهد أديل تلعب في التراب رغم تنبيه مربيتها.
“هل تقصدين أن كل طفل له جانب جيد؟ ماذا عني؟” سألت ماريا بفضول.
“أنت لطيفة وذكية، ومقدر لك أشياء عظيمة في المستقبل.” أجابت أوليفيا وهي تداعب شعرها.
احمر وجه ماريا خجلاً عندما سمعت هذه الكلمات وشعرت بلمسة أمومية من أوليفيا.
في تلك اللحظة بالذات، قررت ماريا أن تسعى لتحقيق هدفها بأن تكون عظيمة كما توقعت منها أوليفيا.
فبدأت تراقب محيطها، وفي النهاية ذهبت إلى جدها بقائمة من الأفكار، كانت جميعها سيئة، لكن جدها استمع إليها باهتمام.
كانت المرة الأولى التي يراها فيها تتحدث بشغف عن شيء آخر غير الفساتين.
“ما رأيك في مراجعة السوق ومعرفة ما يمكن تحسينه وما هو مفقود، ثم عمل قائمة جديدة؟” اقترح جدها بمجرد أن انتهت من الحديث.
ذهبا معا الى السوق و راقبت ماريا بدقة ثم، اقترحت صنع القبعات، وهو أمر شائع جداً بين النساء النبيلات.
في ذلك الوقت، كانت النساء يرتدين قبعات ثقيلة مزينة بطيور محنطة ، وأشرطة سميكة، وإطارات من عظام الحيتان.
غيرتها إلى قبعات أخف وأكثر حدة مصنوعة من مواد جديدة، واستبدلت عظام الحيتان الثقيلة براتنج أجنحة اليعسوب.
حتى أن القبعات احتوت على جيوب مخفية لإخفاء رسائل الحب.
بمجرد أن انطلقت فكرتها الأولى وأدرك جدها موهبتها التجارية، بدأ في تدريسها، وسرعان ما تولت معظم أعمال العائلة، حتى أنها دخلت في تجارة الشاي والتوابل.
عودة إلى هذه اللحظة، كانت ماريا ترافق والدها في قارب متجه إلى الهند لبدء تجارة القطن معهم.
ابتسمت عندما هبت رياح قوية على وجهها، تحرك شعرها يميناً وشمالاً، وانتشرت رائحة القطران والخشب المبلل في الهواء مما يعني أن الميناء قريب.
أغمضت عينيها للحظة، تتخيل المرة القادمة التي ستتمكن فيها من رؤية أوليفيا وأديل، تحكي لهما قصصها الجديدة والمثيرة، وتقضي صيفاً طويلاً معهما، كما تفعل كل عام مع عائلتها.
***النهاية***
شكراًلكل من قرأ القصة حتى النهاية.
أشكركم على وجودكم معي في هذه الرحلة.
لا تنسوا أن تتابعوا القصة غداً حيث سأقوم بنشر ثلاث قصص جانبية في نفس اليوم لأعرض مصير العديد من الشخصيات الرئيسية.
ماذا حدث لدونا وسيدريك؟
كيف عاش لويس حياته في المنفى؟
حتى قصة حب أديلا.
شكراً لكم على دعمكم المتواصل ولا تنسوا أن تودعو القصة بكلمات جميلة في قسم التعليقات و اخبروني ما الذي جعلكم تتابعون القصة حتى النهاية؟ هل كانت شخصية محددة؟ او فصل مؤثر؟ أنتظر آرأكم بفاغ الصبر
مع حبي سينامون 💛
instagram: Cinna.mon2025
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 53"