كان لويس لطيفًا بما يكفي لمساعدتها تلك الليلة، وجلس بجانبها حتى انتهت من البكاء.
حتى أنه أعطاها منديله، وظلت لانا تعصره في يدها طوال طريق العودة إلى المنزل.
الآن وقد حددت هدفها، كان عليها أن تعمل جاهدةً لتحقيقه، ولحسن الحظ لديها الأداة المناسبة لذلك… كتاب تعاويذ والدتها.
بالطبع، كانت كذبةً عندما قالت إنها ستستخدم الكتاب مرة واحدة فقط، لأن السحر كالمخدرات، بمجرد أن ترى أي نتيجة، تعود إليه مرارًا وتكرارًا على أمل الحصول على الإجابة الصحيحة التي لا وجود لها في الحياة الواقعية.
كان السحر محظورًا في فالتوريا، بجميع أنواعه، أبيض وأسود.
يُستخدم السحر الأبيض عادةً للشفاء والحماية، وقد استخدمه المعالجون وحتى القابلات سرًا لمساعدة الآخرين.
من ناحية أخرى، يتعامل السحر الأسود مع اللعنات والموت وحتى الإغواء، وهو ما أرادته لانا.
رأت ملاحظات والدتها على صفحات جرعات الحب، حيث وصفت تجربتها وضعف احتمال نجاحها، لكن كان هناك شيء آخر تركته لها والدتها.
على مر السنين، جربت والدة لانا جرعة الحب، وغيرت الوصفة مرارًا وتكرارًا حتى حصلت على ما اعتقدت أنه نسخة أفضل منها.
ولكن بما أن والدتها لم تنجح أبدًا، بدأت لانا في البحث بنفسها.
لطالما أحبت الكتب والدراسة، وكان هذا مجرد كتاب صعب آخر كان عليها فهمه.
لكن لم يكن لديها سوى وقت قصير حتى الحفلة التالية التي يمكنها فيها رؤية لويس، لذلك درست الكتاب ليلًا ونهارًا، حتى عدّلت وصفة والدتها.
لم تكن متأكدة أنها ستنجح بالتأكيد، ولم ترغب في تجربتها على الآخرين، لأنه وفقًا للكتاب، كانت تعويذة الإغواء قوية جدًا، ولا يمكن إلغاؤها بسهولة.
لهذا السبب قررت الانتظار وتجربتها على لويس فقط.
في المرة التالية التي قابلت فيها لويس، أعادت له منديله الذي غمرته بالجرعة التي صنعتها.
كانت الجرعة الجديدة أشبه بالعطر، عطر مصنوع من مكونات كثيرة، إحداها دم لانا.
المسكين لويس الذي أعاد المنديل إلى جيبه، لم يكن يعلم أن قريبا ستملأ رائحة لانا محيطه.
ستجعله الرائحة يفكر بها ويحلم بها.
لكن هذا كل شيء، الجرعة الجديدة كانت تتلاعب بلويس فقط، ويجب أن يقرر الوقوع في حبها بنفسه.
لذلك انتظرت لانا بفارغ الصبر وتأكدت من أنها تضع العطر السحري كلما قابلته، ولكن كانت هناك مشكلة واحدة، لم يخطو لويس اتجاهها.
من تصرفه وابتسامته البريئة، كان واضحًا أنه وقع في حبها، لكنه كان لطيفًا جدًا ولم يُرد إفساد علاقته بكايزن، لذلك احتاجت إلى دفعه مرة أخيرة.
في الليلة التي هربت فيها من منزل كايزن، لم تكن تعلم حقًا إن كانت ستنجح أم لا، لكن لويس كان لطيفًا جدًا ولم يستطع أن يُخذل المرأة التي أحبها.
ولفترة من الوقت، عاشت لانا حياةً خياليةً لطالما تمنتها مع لويس، وكانت سعيدةً حقًا.
لكن كانت هناك مشكلة أخرى، فقد رفض أن يجعلها زوجته، قائلًا إن ذلك سيُدمر سمعتهما بطريقة غير قابلة للاصلاح.
لذا، ورغم جهدها المُضني، أصبحت عشيقتة سريةً فقط، لكنها ما زالت مُتمسكة بالأمل.
“إذا رزقتُ بابن، فسيجعلني زوجته بالتأكيد”، فكرت بغباء.
لكن عندما حملت، أخبرها لويس أنه سيتزوج امرأة أخرى تُدعى دونا، ليمنح طفلهما حق وراثة لقب الدوق، وهذا ما أغضبها في البداية.
صرخت، وكسرت بعض الأشياء، ورفضت رؤية لويس لفترة.
لكنها تركت عائلتها وكايزن بالفعل، وكان لويس خيارها الوحيد، فأقنعت نفسها أن هذا مقبول، وأن المجوهرات الجميلة والفساتين الجميلة وحب لويس هو كل ما تريده… لكن من الواضح أنها كانت كذبة أخرى.
لأنه في النهاية، حتى الماس صخر، والحرير مجرد نوع آخر من الأقمشة، ولا علاقة له بالسعادة الحقيقية.
لذلك حاولت الهرب مرات عديدة وفشلت.
مع كل محاولة، أصبح لويس أكثر تحكمًا وشدد مراقبته عليها.
ظنت لانا أنه لا مفر لها حتى اليوم الذي التقت فيه بأوليفيا على ضفاف البحيرة.
كانت جميلة كالجنية.
عيناها، شعرها، كل شيء فيها كان فريدًا، وكانت تحسدها.
عندما كانت أوليفيا تتحدث، كان عقل لانا يفكر في أشياء أخرى.
كيف تستفيد من أوليفيا؟
هل عليها أن تصادقها لتخفيف وحدتها؟ أم تطلب مساعدتها؟
مرّ وقت طويل منذ أن تحدثت إلى شخص في مثل عمرها، وكانت سعيدة، لكن أوليفيا غادرت قبل غروب الشمس قائلةً إنها مضطرة للعودة إلى جدتها.
في تلك اللحظة، تمسكت لانا بيد أوليفيا بيأس.
“ستعودين غدًا، أليس كذلك؟” سألتها بتوتر.
“بالتأكيد، لمَ لا، لقد استمتعت كثيرًا اليوم.” أجابت أوليفيا بابتسامة.
في تلك الليلة، غيرت لانا رأيها…
من الأفضل أن تتبادل الأماكن مع أوليفيا.
عندها فقط ستختفي كل مشاكلها.
تبتعد عن لويس وتعيش كأوليفيا الجميلة.
ولن يصدقها أحد إن قالت شىءً عن تبادل الارواح.
لهذا السبب، في زيارة أوليفيا التالية، ضربتها آلانا على رأسها وتبادلت معها الأماكن.
ظنت أنها تحررت أخيرًا، لكنها وقعت في فخ آخر.
لم تكن حياة أوليفيا أفضل بكثير من حياتها.
بمجرد عودتها مع جدتها إلى المدينة التي عاشا فيها، اضطرت لتغطية عينيها والتظاهر بأنها عمياء.
غازلها الرجال يمينًا ويسارًا، وظنّ بعضهم أنها هدف سهل لأنها عمياء.
بعد أسابيع قليلة، طفح الكيل وتركت جدتها وانتقلت إلى مدينة أخرى وارتدت أجمل فستان لديها وخلعت عصابة عينها، تفكر في بدء حياة جديدة، لكن هذا لم يحدث.
أطلق عليها سكان المدينة لقب “الشيطانة” لعيونها الحمراء، أو “الساحرة” لشعرها الأبيض.
كان الناس في الشارع يتجنبونها.
بعد جهد كبير، أغوت ذات مرة تاجرًا شابًا متزوجًا.
ولكن عندما علمت نساء المدينة بالأمر، حاصرن لانا وضربنها في أحد الأزقة، وسكبن عليها دلوًا من الماء القذر، ثم طلبن منها مغادرة المدينة.
وفعلت ذلك، وعادت إلى جدتها، وعاشت حياةً متواضعة لفترة.
ثم بعد وفاة جدتها أخذت المال وغادرت إلى العاصمة، وهذه المرة غطت شعرها بوشاح طويل، وحاولت أن تُبقي نظرها منخفضًا كلما تحدثت إلى أحد.
أثناء محاولتها بناء حياة جديدة في العاصمة، من خلال القيام بأعمال صغيرة هنا وهناك، صادفت شائعة.
عادت الفيكونتيسة بعد عشر سنوات من الاختفاء.
أوليفيا، التي أصبحت الآن في جسدها، استطاعت الهرب من لويس والعودة إلى كايزن.
كانت قصة حبهما تُحكى في كل ركن من أركان العاصمة، وشعرت بالمرارة .
“تلك الحياة كانت ملكي في الأصل” تمتمت لنفسها.
لاستعادة جسدها، كان لديها قائمة طويلة من المهام للقيام بها.
كان عليها استخدام أي وسيلة ممكنة للتقرب من أوليفيا.
لكن خطتها احتاجت إلى وقت طويل للتنفيذ، وعندما سمعت أن كايزن وزوجته سيحضران الحفل الملكي لأن لقبهما سيُرفع، رأت أن الوقت مناسب.
كانت لديها الأدوات والتجهيزات اللازمة للوصول إلى الحفل، وهددت أوليفيا باتباعها إلى غرفة فارغة بعيدة عن القاعة.
“أرجوكِ لا تفعلي هذا” توسلت إليها أوليفيا.
“اصمتي، تلك الحياة كانت لي أصلاً” قالت لانا وهي تغلق الباب خلفهم.
كانت الغرفة مُجهزة برموز مخيفة على الأرض، وحيوانات استخدمت كقرابين، وشموع.
“أرجوكِ توقفي عن هذا، أتوسل إليكِ” قالت أوليفيا باكية وهي تضع يدها على بطنها الحامل.
“اصمتي” صرخت لانا عليها وطلبت منها الجلوس في منتصف النجمة، وبدأت بوضع الملح على حوافها، وخدشت يدها بسكين صغير، وتأكدت من أن دمها يلامس حافة النجمة.
بدأت الغرفة تهتز قليلاً، وتحركت الرياح في دوائر حولهما.
واصلت أوليفيا البكاء وأغمضت عينيها خوفًا.
ثم سمعت دويًا هائلًا، خرج من العدم.
“أبقي عينيكِ مغمضتين يا حبيبتي” قال كايزن بصوت عالٍ حتى لا ترى أوليفيا المشهد المروع.
خلع كايزن معطفه ووضعه على رأس أوليفيا، وأمرها بالخروج من الغرفة.
أثناء توجهها نحو الباب، أبقت أوليفيا نظرها على الأرض وداست على بركة دم.
“من المستحيل أن يبقى شخص فقد كل هذا الدم على قيد الحياة”، فكرت في نفسها، لكنها كانت لا تزال خائفة جدًا من السؤال عما حدث.
تبعت كايزن وتمسكت به.
“أخبرتك أن تبقي في نظري”، قال لها كايزن وهو يخلع معطفه عن رأسها بعد ان خرجا من الغرفة.
“أنا آسف…” قالت أوليفيا وهي لا تزال ترتجف وتبكي.
“لا بأس، أنتِ بخير، وهذا ما يهم”، قال كايزن وهو يعانقها.
“كان هذا الحدث المروع نهاية للعديد من مشاكل كايزن وأوليفيا، لكن هذا لا يعني أن كل شيء سار بسلاسة“.
بعد ولادة ابنتهما واجهوا مشكلة كبيرة أخرى.
*****
Instagram: Cinna.mon2025
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 49"