إنه وقت طويل يسمح للوالدين بالتعلق بالطفل والاستعداد لولادته.
بعض النساء يمررن بحمل سهل، بينما تعاني أخريات طوال فترة الحمل.
بالنسبة لأوليفيا، كان الأمر صعبًا للغاية…
بعد ان قررت مواصلة الحمل وتكوين أسرة مع كايزن، لم تسر الأمور بسهولة.
كان الحمل، وخاصةً الشهور السته الأولى، صعبًا عليها للغاية.
غثيان الصباح الشديد، والضعف، وفقدان الشهية، هذه بعض الأعراض التي عانت منها.
وعندما بدأ بطنها بالظهور، ازدادت الأمور صعوبة.
آلام الظهر والورك، وتشنجات الساق، وحرقة المعدة وعسر الهضم، ونزيف الأنف أحيانًا، وكأن الأمور أصبحت أكثر صعوبة مع مرور الوقت.
انزعج كايزن لرؤية زوجته على هذه الحال، وبذل قصارى جهده من أجلها.
كان يُحضّر لها كل مساء شاي أوراق التوت لأنه سمع من القابلة أنه يفيد الرحم.
وكان أحيانًا يغسل قدميها بأملاح لإبسوم لتخفيف تورم قدميها.
لحسن الحظ، نجحت جهود كايزن، واختفت جميع الأعراض الصعبة التي كانت تعاني منها بحلول الثلث الثالث من الحمل.
مازالت تشعر بثقل في جسدها ولا ترغب في المشي لفترات طويلة، لكن هذا كل شيء. لم تعد تشعر بالألم، وكان كايزن سعيدًا جدًا لسماع ذلك.
تجنبا عمدًا الحفلات الراقصة والتجمعات النبيلة، ولاكن في النهاية وصلتهم دعوة منالعائلة المالكة، تطلب منهم فيها حضور حفل، ليرفع لقبهم من فيكونت إلى ماركيز.
بعد تجريد لويس من لقبه، سيطرت العائلة المالكة على معظم أراضيه وممتلكاته، وازداد ثراءً بفضل هذه العملية، فأراد الملك رفع لقب كايزن كشكر له.
والمثير للدهشة أن أوليفيا أرادت الذهاب معه لأنها ارادت رؤية تلك اللحظة المهمة بعينيها.
صحيح أنها لم تكن تهتم بلقب كايزن، لكن عائلة بالوا كانت من عامة الشعب قبل عقدين من الزمن و وصولها لمرتبة ماركيز في مثل هذه الفترة القصيرة يُعتبر إنجازًا عظيماً.
رفض كايزن في البداية، فمن المعتاد أن تبقى المرأة في المنزل خلال الأشهر الأخيرة من الحمل لتجنب أي مضاعفات.
لكن كالعادة، لم يستطع التغلب عليها، فوافق على اصطحابها.
“عليكِ البقاء بجانبي طوال الوقت”. كان هذا شرط كايزن الوحيد، ووافقت.
بما أن الطبيب أجبرها على البقاء في المنزل خلال الأشهر القليلة الماضية بسبب حالتها، أرادت أوليفيا الخروج لتغيير مزاجها.
وكان كايزن سعيدًا جدًا برؤيتها متحمسة لأمر ما، وتناقش أمر اختيار فستانها مع خادمتها ليزا.
ظلت تجرب فساتين وتسأل كايزن عن رأيه .
رؤيتها هكذا تبتسم بحرية أسعدت كايزن، الذي لم يكن يعلم أنه سيندم بشدة على السماح لها بمرافقته إلى الحفل الملكي.
حلَّ يوم الحفل، فاختارت أوليفيا فستانًا أصفر مزينًا بتفاصيل دانتيل أبيض، وشريطين طويلين يتدليان من كل كتف ويربطان على شكل عقدة.
اختارت أن تنسدل شعرها، فصنعت ليزا شكل زهرة على جانب شعرها وثبتته بدبوس لؤلؤي. كانت هذة التسريحة غير مألوفة، فمعظم نساء تلك الحقبة كنّ يصففن شعرهن بتصفيفات معقدة وعالية.
“حبيبتي، تبدين رائعة الليلة“.قال لها وهو يقبل يدها قبل أن يصعدا إلى العربة.
وانطلقا إلى القصر الملكي.
أحبت أوليفيا كل لحظة من رحلتهما، ومدى ازدحام المكان وجمال ديكوره.
وقائمة الطعام الغريبة والمميزة التي تناولاها، من البجعة المشوية، وحساء جراد البحر، وهرم الشوكولاتة المزين بقطع من السكر، كل شيء بدا مثيرًا للاهتمام.
وأخيرًا، جاءت اللحظة التي انتظرتها أوليفيا.
بفضل فالتوريا، ولأعماله الوفيّة وشجاعته التي لا تُضاهى، يُرفع الفيكونت كايزن إلى رتبة ماركيز، مع جميع الحقوق والامتيازات والتشريفات الممنوحة له.
ثم حان وقت أداء كايزن لليمين، فتقدم وركع.
“أتعهد بسيفي وأراضي ونسبّي لخدمة جلالتكم، من الآن وإلى الأبد.”
وضع ولي العهد على رأسه تاجًا من الفضة، مزينًا بأربع أوراق فراولة وأربع لآلئ، إلى جانب سيف احتفالي مرصع بالجواهر، ولفافة مختومة بخاتم شمعي، تُسجل أراضيه الجديدة.
وبهذا، ارتقت عائلة بلوا في مكانتها، بشكل لم يره أحد من قبل، ودمعت عينا أوليفيالرؤية زوجها ينال أخيراً الاحترام الذي يستحقه.
بعد انتهاء مراسم منح اللقب، تقدم كايزن نحو أوليفيا، وفتحت ذراعيها له.
ابتسم كايزن، وسار بخطى ثابتة، واحتضنها أمام الجميع.
نظر إليهما الجميع بإعجاب، لأنهما كانا ثنائيًا رائعًا.
وقفا متشابكي الأيدي بينما تقدم النبلاء الآخرون لتهنئتهما.
كانت أمسية رائعة لعائلة بالوا، وسارت الأمور على ما يرام.
“مبروك اللقب” قال ولي العهد الذي اقترب منهما.
“شكرًا لك يا صاحب السمو” رد كايزن وأوليفيا وهما ينحنيان برأسيهما.
“يسعدني رؤيتكِ بخير يا ماركيزة” قال ولي العهد مشيرًا إلى حملها.
“شكرًا لك يا صاحب السمو، نحن متحمسون جدًا للقاء طفلنا” قالت وهي تضع يدها على بطنها.
“أوه، أتذكر عندما كانت زوجتي حاملًا بطفلنا الأول… كايزن، هل تريد مني أن أقدم لك بعض النصائح حول التعامل مع الأطفال؟” قال ولي العهد مازحًا.
“سيكون ذلك شرفا لي“.أجاب كايزن.
بدأ ولي العهد يروي لكايزن قصصًا مُتنوعة عن مدى روعته كأب وعن مدى حبه لأطفاله.
تناولت لانا عصيرًا لتمضية الوقت، إذ بدا أن الحديث لن ينتهي قريبًا.
ولأن الوقت أصبح منتصف الليل، طلب النبلاء “رقصة الظل”، حيث تُغلق جميع الثريات لفترة وجيزة، تاركين فقط شمعدانات صغيرة ليتمكن الحشد من أداء رقصة فالس منتصف الليل.
راقبت أوليفيا الحشد المُتجمع في وسط القاعة، وواصلت احتساء مشروبها، لكن أحدهم مرّ سهوًا وضرب كتفها بخفة، مما أدى إلى تناثر العصير على فستانها.
“سيدتي، هل يُمكنني مساعدتك؟“.قالت خادمة قريبة من المكان.
“حسنًا، دلّيني على طريق حمام السيدات، أعتقد أنني أستطيع إزالة البقعة بسهولة“.قالت أوليفيا للخادمة.
بسبب الضوء الخافت، لم تستطع رؤية وجه الخادمة بوضوح، فتبعتها، حتى شعرها كان مغطى بقبعة.
خارج القاعة، كان عدد الناس أقل.
“سيدتي، حمام السيدات من هنا“.قالت الخادمة بأدب وهي تشير إلى الجهة اليسرى.
سارتا حتى وصلتا إلى منطقة خالية من الخدم والنبلاء.
“أليس حمام السيدات عادةً قريبًا من القاعة ؟“.سألت أوليفيا في حيرة.
“اتبعني بهدوء وإلا سأطعنك في بطنك“.قالت الخادمة وهي تخرج خنجرًا فجأة.
“إذا صرختِ، سأقتلكِ أنتِ وطفلكِ“.قالت وهي ترفع رأسها و تكشف عينيها الحمراوين.
وأدركت أوليفيا أخيرًا أن الخادمة كانت لانا منذ البداية، وأدركت مدى حماقتها لعدم تعرفها على صوتها.
والآن حياتها وحياة طفلها في خطر.
*****
Instagram: Cinna.mon2025
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 47"