الفصل 46 : شوق
لم يكن الاحتفاظ بالطفل قرارًا سهلًا على أوليفيا .
هذا يعني أنها ستعيش كلانا لبقية حياتها .
تحمل اسمًا ووجهًا لشخص آخر ، لكنها في المقابل ستصبح عائلة حقيقية مع كايزن .
عائلة لطالما حلمت ب ها …
طفل جميل يُكملهم، ويمثل بداية جديدة لهم .
سيشبه الطفل من؟ وما الاسم الذي سيختارونه له أو لها، وكيف ستتغير حياتهم؟
لأول مرة منذ فترة، لم تجول في ذهنها سوى الأفكار الإيجابية .
وسط كل تلك الأفكار الجميلة، عاد كايزن .
من نافذة غرفتها رأت اوليفيا البوابة تُفتح ، فركضت الى خارج ونزلَت الدرج، بينما ظلت ليزا تتوسل إليها أن تتمهل .
لكنها لم تستطع ان تهداء، فقد كانت مشاعرها خارج السيطرة .
بمجرد دخول كايزن المنزل ركضت إلى ذراعيه .
“ لماذا أنت هنا؟ كنت على وشك المجيء إليك؟” قال كايزن متفاجئًا مما حدث .
“ هل أنتِ بخير يا حبيبتي؟” سأل كايزن بتوتر لأن أوليفيا التزمت الصمت .
بدأ كايزن بالذعر، وأراد أن ينظر إلى وجهها .
“ أحبك يا كايزن!” قالت من العدم .
حالما سمع الخدم اعتراف الحب، غادروا المكان خجلين .
كان تعبير الدهشة على وجه كايزن لا يُقدر بثمن، فنظرت إليه أوليفيا بابتسامة عريضة، ثم قبلته قبلة خفيفة على شفتيه .
وضع كايزن يده على وجهها .
وانحنى ليقبلها .
قبلة مليئة بالشوق والحنين لبعضهما البعض .
بعد قبلة طويلة وعاطفية، رفعها كايزن وحملها إلى غرفة النوم .
وضعها على السرير ووضع يدها على صدره: “هل تسمعين قلبي؟ إلى هذا الحد تُجنني !”.
“أحبك يا كايزن “. قالت أوليفيا بابتسامة عريضة .
“ من الأفضل ألا تندمي على هذا لاحقًا، لأنه لا سبيل لي للتوقف “.
قال ثم بدأ يُقبّلها مجددًا .
في تلك الليلة، تركت ليزا عربة طعام العشاء خارج غرفة نومهما، لأنهما فوّتا العشاء .
“النساء الحوامل بحاجة إلى قسط كبير من الراحة“ صرخت ليزا من خارج الغرفة .
في صباح اليوم التالي، أثناء تناولها الفطور، أخبرت أوليفيا كايزن بقرارها، فكاد كايزن أن يبكي من شدة فرحته.
“أقسم أنني لن أجعلكِ تندمين على قراركِ “. قال وهو يُقبّل يدها.
وسرعان ما غادر كايزن وأوليفيا إلى البلدة التي كانت تعيش فيها هي وجدتها .
بدت المدينة مختلفة تمامًا .
فتحت العديد من المتاجر أبوابها، وكان المكان مزدحمًا للغاية .
وبينما كانت تمر بالمنطقة، رأت وجهًا مألوفًا، وأرادت أن تُلقي التحية، لكنها توقفت .
لم تعد أوليفيا، ولا تستطيع شرح وضعها لأحد .
“ليف” ناداها كايزن ، فعادت إلى رشدها .
عندما وصلت إلى منزل جدتها وطرقت الباب، فتح شخص غريب .
“ من أنتِ؟” سألت أوليفيا في حيرة .
“ نبحث عن الآنسة هاندرسون” قال كايزن وهو يحاول مساعدة أوليفيا التي بدت مرتبكة .
آه آنسة هاندرسون… لقد اشتريتُ المنزل من حفيدتها بعد وفاتها قبل عام .
غطت أوليفيا فمها بيدها، فبدأت الدموع تتجمع في عينيها .
عزيزتي، اهدئي من فضلك .
طوال هذا الوقت، كانت أوليفيا تعلم أن جدتها ربما تكون قد رحلت عن الدنيا منذ زمن، لأنها كانت كبيرة بالسن ومريضة .
لكن استعدادها لأسوأ الاحتمالات لم يُسهّل عليها سماع الخبر .
بدأت بالبكاء، وحاول كايزن مواساتها .
بعد أن سألوا عنها، عرفوا أن صحة جدتها ساءت لأن حفيدتها تسببت ت في الكثير من المشاكل في المدينة .
وباعت المنزل فور وفاتها، ثم غادرت المدينة .
عندما وصلت إلى المقبرة رأت ان شاهد قبر جدتها كان مجرد لوح خشبي رقيق مكتوبًا على عجل بحبر باهت. لا زهور، لا حُلي – مجرد بقعة من التراب غير المستوي.
عانقت شاهد القبر وبكت لبرهة .
“ لن أسامحها أبدًا” قالت في نفسها، ثم غادرت المكان مع كايزن لأن الظلام بدأ يرخي سدوله .
أمر كايزن بعض فرسانه بتعقب لانا .
“ بما أن لها مظهرًا فريدًا، سنعثر عليها قريبًا جدًا” قال أحد الفرسان لكايزن، قبل أن يخرج للبحث عنها .
لكنه كان مخطئًا، فقد مرّ سبعة أشهر على ذلك الوعد، ولم يتمكنوا من العثور عليها بعد .
في ذلك الوقت، لم يكونوا يعلمون أن لانا أقرب من أي وقت مضى، وأن اللقاء المنتظر سيحدث قريبًا .
****
Instagram: Cinna.mon2025
التعليقات لهذا الفصل " 46"