عاش أوليفا وكايزن حياةً صعبةً خلال نشأتهما، مما صعّب عليهما التقرّب من الناس، وتجربة الدفء والحب.
ولكن لأول مرة في حياتهما، انتهت تلك الوحدة واستيقظا بجوار بعضهما البعض.
صباحٌ كان مختلفًا عن سابقه.
لم يعد السرير واسعًا كما كان.
بمجرد أن تمدّ يدك، يمكنك الوصول إلى من تحب.
وتشعر بدغدغة في قلبك، ولا تتوقف عن الابتسام لأنك استيقظت قبل شريكك ورأيت وجهه النائم الجميل.
“صباح الخير يا حبيبتي” قال كايزن وهو يقبّل جبين أوليفيا.
“خمس دقائق أخرى فقط” قالت أوليفيا وهي تمدّ يدها وتعانق كايزن مجددًا.
نظر إليها كايزن مبتسمًا وظلّ يربت على شعرها برفق.
“تعلمين أنني لا أستطيع رفض أيٍّ من طلباتكِ.”
“أعلم.” قالت أوليفيا بابتسامة و هي لاتزال تتظاهر بالنوم.
تناولا الفطور في السرير لأن أوليفيا أرادت ذلك.
كأنهما أرادا قضاء وقتٍ اطول معًا، بعيدًا عن الآخرين.
ليعوضا عن الوقت الذي لم يكونا فيه معًا.
“سيدي، لديك رسالة.” قال كبير الخدم من خلف الباب.
“سأتحقق من الأمر لاحقًا.” رد كايزن.
“إنها من ولي العهد.” قال كبير الخدم بتوتر.
“لا بأس، يمكنكِ الذهاب.” قالت أوليفيا وهي تمسك بيده.
لكن كايزن كان لا يزال مترددًا بشأن تركها بهذه السرعة.
“لا بأس، لن أذهب إلى أي مكان… سأبقى هنا.” قالت أوليفيا بنبرةٍ لطيفةٍ محاولةً تهدئة كايزن.
“حسنًا.” رد كايزن بتردد. ارتدى ملابسه، واستعد للمغادرة.
“سأعود قريبًا” قال كايزن و قبّل يد أوليفيا.
“سيدتي، هنالك رسالة لكِ أيضًا“.قال كبير الخدم بعد مغادرة كايزن.
“مِن مَن؟“
“إنها من الدوقة دونا وابنها سيدريك… لقد طلبا زيارتكِ بعد الظهر“.
“حسنًا، سأراهما”. ردّت أوليفيا بنبرة جادة.
ولكن عندما حان موعد الزيارة، كان هنالك شيء غريب.
دخلت دونا الغرفة وهي تمسك بيد سيدريك، ترتدي ملابس بسيطة وتحمل حقيبة كبيرة.
“هل ستغادرين إلى مكان ما؟” قالت اوليفيا بتعبير مرتبك على وجهها.
وضعت دونا حقيبتها جانبا وجثت على ركبتيها: “أنا آسفة”. قالت وهي تنظر إلى أسفل.
“جثا سيدريك على ركبتيه أيضًا، “أرجوكِ لا تعاقبيها يا أمي، لقد فعلت ذلك من أجلي”، قال بينما تجمعت الدموع في زاوية عينيه.
“قفا أنتما الاثنان من فضلكما”، قالت أوليفيا مباشرة و نهضت.
“أنا لا ألوم أيًا منكما”، قالت وهي تضع يدها على كتفي دونا، ثم أضافت، “لستِ مضطرة للمغادرة“.
“أنا مضطرة”، قالت وهي تنظر إلى أسفل. “لم نكن أنا وسيدريك سعداء في ذلك المنزل أبداً، لذلك أتيت إلى هنا لأترك سيدريك معكي وأغادر للأبد”، قالت وهي تضغط على يدها.
نظرت أوليفيا إلى سيدريك الذي كان بالكاد يحبس دموعه ويحاول أن يكون قويًا من أجل دونا.
“ماذا عنك يا سيدريك؟ سألت أوليفيا وهي تنظر إليه: “هل تريد المغادرة؟“.
صمت سيدريك لدقيقة، ثم مد يده الصغيرة وأمسك بيد دونا.
“أحبكِ يا أمي، لكنني أريد المغادرة مع دونا، إن سمحتِ لي…”.قال بنبرة متوترة و بالكاد استطاع إكمال جملته.
حتى دونا بدت مصدومة لسماع جواب سيدريك.
كانت تعلم أن سيدريك يحب قضاء الوقت معها، لكنها لم تتخيل قط أنه سيختارها على والدته.
ابتسمت أوليفيا لهما ثم قالت الكلمات التي كان كل من دونا وسيدريك يتمنيانها سرًا: “افعلا ما يحلو لكما“.
اقترب سيدريك وعانق أوليفيا من شدة السعادة.
“شكرًا لكِ…” ظل يردد.
“لا تشكرني، فقط تأكد من أن تكون سعيداً” قالت وهي تربت على ظهره.
طلبت دونا من سيدريك الخروج لدقيقة حتى تتمكن من التحدث إلى أوليفيا وحدها.
“لماذا لم تخبري سيدريك بالحقيقة؟” سألت دونا أوليفيا مباشرةً.
“يبدو أن كايزن أخبركِ بالحقيقة بعد اعتقال لويس…” حسنًا، لم أقل الحقيقة لسيدريك لأنني لم أُرِدْه أن يعرف أن والدته الحقيقية تخلت عنه، لا يُمكنني إيذاء طفلٍ لطيفٍ كهذا…”
“شكرًا لك، وأنا آسفة على ما فعلتُه” قالت دونا وهي تشعر بالذنب.
“لا بأس، نحن الأمهات نفعل أي شيء من أجل أطفالنا” قالت أوليفيا وهي تضع يدها على بطنها.
فاجأ هذا الخبر دونا، لكنها ابتسمت وهنأتها.
في تلك اللحظة، قررت أوليفيا الاحتفاظ بالطفل، حتى لو كان ذلك يعني أنها لن تعود أبدًا إلى جسدها الحقيقي أو حياتها السابقة.
لأنها لا تستطيع التخلي عن طفلها أو كايزن.
على الجانب الآخر من العاصمة، وصل ولي العهد وكايزن للتو إلى الزنزانة التي كان يُحتجز فيها لويس.
بدا في حالة سيئة للغاية، فقد ذراعه اليمنى بالكامل.
التهب جرح يده، واضطروا لبتر ذراعه.
“عندما وصل كايزن، بدأ لويس يصرخ بغضب: “لماذا!” مرارًا وتكرارًا، “لماذا أخذتها مني… لم تُحبها قط؟“.
“ربما كان علينا قطع لسانه أيضًا”، قال كايزن بنبرة باردة.
“إنها عقوبة قاسية على قريب من العائلة المالكة… ماذا لو نزعت عنه لقبه و نفيته خارج البلاد؟“.قال ولي العهد محاولاً إقناع كايزن بالسماح للويس بالعيش.
“افعل ما تشاء، لكن إن رأيت وجهه مرة أخرى، فسأقتله دون أي سؤال“.رد كايزن.
“لا!! لا أريد المغادرة، دعني أرى لانا!!”.صرخ لويس بشكل هستيري من خلف القضبان.
“أحمق، أنا أحاول إنقاذ حياتك!” قال ولي العهد بغضب
تقدم كايزن بهدوء نحو الزنزانة التي كان لويس محتجزاً فيها.
“أنت كاذب، لم تحبها قط، لو كنت تحبها لاكتشفت أنها تركتك قبل أربع سنوات… لقد هربت منك“.قال كايزن وهو ينظر مباشرة في عيني لويس.
“ماذا تقصد؟!”.سأل لويس في حيرة.
قبل أربع سنوات، كادت لانا أن تقتل فتاة تُدعى أوليفيا، ثم أجرت تعويذة تبادل أرواح… أي أن المرأة التي تحبها اختفت منذ زمن بعيد، تركتك لأنها لم تعد تطيق عقلك المريض…” قال كايزن بابتسامة عريضة على وجهه.
“لا، هذا غير ممكن” قال لويس وهو يبكي.
“أعتقد أنك تعلم أن ما أقوله هو الحقيقة، لهذا السبب أنت صامت.”
“أين هي؟ أين لانا إذًا؟“
“لا تقلق، عندما أجدها سأرسلها إلى زنزانة مثلك… وهذا إن سمحت لها بالعيش.” قال كايزن ثم غادر السجن.
حتى لو لم تكن هذه هي النهاية التي أرادها، على الأقل سيرحل لويس أخيرًا.
ما إن خرج تحت أشعة الشمس أخذ نفسًا عميقًا ونظر إلى السماء.
“قد إلى المنزل… بسرعة” قال كايزن لسائق عربته بعد أن صعد.
*****
Instagram: Cinna.mon2025
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 45"