حتى يومنا هذا، لو سألني أحدهم عن أصعب شيء مررت به، لقلتُ: موت أمي.
لم يُسمح لي بحضور جنازتها.
توسلتُ لعائلتي مرارًا أن يسمحوا لي بوداعها للمرة الأخيرة.
لأضع زهرة على قبرها وأُخبرها كم أحببتها رغم كل شيء.
لكن أبي وإخوتي حبسوني في غرفتي.
قضيتُ تلك الليلة أبكي بحرقة، وطرقتُ الباب حتى صباح اليوم التالي، لكنهم لم يسمحوا لي بالخروج.
وعندما غادر الضيوف الذين حضروا الجنازة أخيرًا، فتحوا الباب عليّ وألقوا حقيبةً في اتجاهي.
“احزمي أمتعتكي، ستغادرين” قال أبي بنبرة غاضبة، كما لو كان يلومني على وفاتها أيضًا.
أرادت عائلتي رحيلي… وفعلتُ ما طلبوه مني.
كنت في العاشرة من عمري فقط، لكنهم أرسلوني في العربة وحدي دون خادمة أو مربية.
خلال رحلة العربة، فكرتُ فيما خططت له عائلتي لي، ولم تكن أي من الأفكار التي خطرت ببالي إيجابية.
لكن على عكس ما كنت أعتقد، تغيرت حياتي للأفضل بعد لقائي بجدتي.
أظهرت لي حبًا وعناية لم أختبرها طوال حياتي، وشعرتُ تدريجيًا بأنني شخص طبيعي.
سمحت لي بإطالة شعري، وكانت تصففه لي كلما خرجنا إلى المدينة، لكنها طلبت مني تغطية عينيّ بضمادة.
اختارت قماشًا رقيقًا، فتمكنتُ من رؤية الأشياء من حولي كلما ذهبنا للتسوق.
وإذا سألها أحد عن لون شعري، كانت تقول: “لقد اصيبت بالحمى القرمزية في صغرها، وتحوّل شعرها إلى اللون الأبيض بين عشية وضحاها و فقدت بصرها”.
اهل المدينة صدقوها.لأن جدتي كانت تحظى باحترامهم.
يوم لقائي بجدتي كان بداية حياتي الحقيقية.
أنا، التي كان الناس ينظرون إليّ بخوف واشمئزاز، الآن اُمدح على جمالي الفريد.
بدأ الناس يُشيدون بشعري قائلين إنه كالحرير، بينما حسدني آخرون على بشرتي البيضاء.
حتى انني تلقيت اعترافات الحب ايضاً.
شعرتُ وكأنني وجدتُ أخيرًا مكانًا أنتمي إليه.
مرة أو مرتين في السنة، كانت جدتي تزور إحدى صديقاتها في ضواحي العاصمة.
لم تكن صديقتها تخاف مني ولم تُبالِ بحالتي، بل وكانت تسمح لي بركوب خيولها.
“فقط كوني حذرة ولا تذهبي إلى الأماكن المزدحمة“. نصحتني جدتي كلما خرجت لوحدي.
كنتُ أتطلع إلى ذلك طوال العام، حيث أركب حصانًا وأشعر بالهواء البارد على وجهي، واندفاع الدم في عروقي.
قبل أربع سنوات، في إحدى جولاتي، رأيت امرأة في مثل عمري جالسة بجانب بحيرة…
عرّفت عن نفسها باسم لانا، وظلت تُثني على مظهري.
وصفتني بجنية الثلج.
تحدثنا لساعات، ثم طلبت مني أن أمرّ غدًا.
وعندما فعلتُ، قضينا وقتًا ممتعًا نتحدث ونلعب بجانب البحيرة الى أن قالت إن قلادتها مفقودة.
انحنيتُ أبحث عنها في البحيرة، ثم شعرتُ بضربة قوية على رأسي.
وهكذا فقدت ذكرياتي، وأنت تعرف بقية القصة.
قالت أوليفيا وهي تشد على قبضتها بغضب.
“أنا آسف…”. قال كايزن بحزن “لقد زدتِ من بؤسكِ“.
“لقد فعلت”. ردت اوليفيا ثم تابعت: “لكنك علمتني أيضًا شكلًا مختلفًا من الحب“.
اتسعت عينا كايزن، والتفت نحو أوليفيا.
طمأنه صوتها وطريقة نطقها بتلك الكلمات بأنها لا تزال تحمل له مشاعر الحب.
“أرجوكِ امنحني فرصة أخرى”. توسل كايزن إليها.
وضعت أوليفيا يدها على وجه كايزن ونظرت إليه في عينيه. “حسنًا”. أجابت، ثم انحنت لتُقبّله قبلة خفيفة على شفتيه.
بعد القبلة، ابتسما كلاهما وهما ينظران في عيني بعضهما.
“هل لا تزال السيدة أوليفيا هنا؟” سألت ليزا ريك الذي كان يتنصت من خلف الباب.
“شششش، أخفضي صوتك.”
“ماذا يحدث؟“
“أعتقد أنهما تصالحا أخيرًا” قال ريك بنبرة سعيدة.
“وكيف عرفتِ ذلك؟“
“لنغادر الآن” قال ريك بابتسامة عريضة وهو يحاول دفع ليزا بعيدًا عن الغرفة.
في تلك الليلة، استلقى أوليفيا وكايزن بجانب بعضهما.
ولكن بما أنهما لم يتناولا العشاء، استيقظا مجدداً حوالي منتصف الليل وساروا نحو المطبخ وهم يضحكون.
وجدت أوليفيا بعض الخبز المتبقي في سلة الخبز، ووجد كايزن بعض الجبن، وجلسا معًا في المطبخ يتحدثان ويأكلان ويضحكان بينما كان جميع من في القصر نائمين.
في صباح اليوم التالي، وصلت رسالتان إلى عائلة بالوا.
قبل أن يستمتعوا حتى بهذا الهدوء، وقبل أن يبدأوا حتى في مناقشة أمور مهمة أخرى، كان عليهم العودة إلى الواقع.
كانت الرسالة الأولى موجهة إلى كايزن. من ولي العهد ليأتي ويقررعقوبة لويس.
التالي كان من دونا وسيدريك الذين أرادوا زيارتها للاطمئنان عليها.
******
Instagram: Cinna.mon2025
رغم جمالها النادر اوليفيا لم تحضى بحياة سعيدة
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 44"