الفصل 42: هادئ

هادئ…

كانت هذه الكلمة هي الوصف الأمثل للأجواء في منزل كايزن خلال فترة تعافي لانا.

لحسن الحظ، استيقظت لانا في اليوم الثاني وساعدها كايزن على الجلوس، لكن عينيها كانتا لا تزالان ضبابيتين.

لم تستطع الاستجابة لما قاله الطبيب، و اضطرت الخادمات الى فتح فمها لإطعامها الحساءً.

كلما كانت مستيقظة ضلت صامتة و بدون اي حراك، ثم تغلق عينيها فجأة وتنام بشكل متواصل لأكثر من 15 ساعة.

طمأن الطبيب كايزن أن هذا طبيعي.

تركيز الدواء المسبب للشلل لا يزال قويًا في دمها، وستحتاج إلى يوم أو يومين آخرين قبل أن تتمكن من الكلام.

“تميل النساء الحوامل إلى النوم كثيرًا في الأشهر الأولى“. أضاف الطبيب.

شعر الجميع بالأسف على لانا، التي عانت كل هذا أثناء حملها، باستثناء ماريسا.

كانت تخشى أن تخبر لانا كايزن، عندما تستعيد وعيها، أنها ساعدتها على الهرب.

لذلك كانت قلقة للغاية، تفكر في حل لهذه المشكلة.

في صباح اليوم الرابع، استيقظ كايزن قبل لانا ولمس وجهها برفق.

لكنها فتحت عينيها فجأة.

تحسنت صحتها كثيرًا في الأيام القليلة الماضية.

ساعدها كايزن على الجلوس وشرب الماء.

“أين جدتي؟” قالت فجأة.

تجمد كايزن عندما سمع صوتها بعد كل هذا الوقت.

كان ذلك الصوت الذي افتقده كثيرًا.

“جدتك؟“

“نعم، لا بد أنها تبحث عني الآن…”

كان كايزن عاجزًا عن الكلام ولم يعرف كيف يجيب في البداية.

“أنا آسف، لكنكِ تعرضتِ لحادث وتتعافين حاليًا. سأبحث عن جدتك لاحقًا…” قال بحزن.

“لماذا تبدو حزيناً هكذا؟ هل تعرفني؟“

“تبدين كشخص اعرفه“. قال كايزن وهو يحكم على قبضته.

“ما اسمك؟“ سألت لانا بفضول.

“اسمي كايزن.”

“تشرفت بلقائك، اسمي أوليفيا.”

“أوليفيا…” كرر اسمها لنفسه.

“متى يمكنني المغادرة لرؤية جدتي؟” قالت وهي تحاول تعديل وضعية جلوسها.

“انتبهي، ما زلتِ تتعافين حالياً.”

“ولاكن ربما جدتي قلقة و تبحث عني.“

“أعلم، لكن عليك أن تتعافى أولًا…” قال وهو يضع الكوب على طاولة السرير.

“معذرةً، هل يمكنكِ إخباري ما هي آخر ذكرياتكِ؟” سأل كايزن.

“كنت أتحدث إلى تلك المرأة بجانب البحيرة، ثم شعرتُ بألم حاد في رأسي، و…” قالت ثم شعرت بصداع.

“لا بأس، لا تحاولي التذكر الآن،” قال كايزن وهو يمسك بيدها.

في تلك اللحظة، أدرك أنها تستعيد ذكرياتها تدريجيًا، بدءًا من أقدمها.

مما يعني ان الوقت المتبقي معها أقل مما كان يتوقعه.

“أوليفيا، هل أحضر لكِ شيئًا؟” سأل كايزن بابتسامة كي لاتشعر بالخوف منه.

“لا، رأسي ما زال يؤلمني، لذا أحتاج إلى النوم قليلًا.”

“حسنًا،” أجاب كايزن. “إذا احتجتِ أي شيء، نادي على الخادمة.”.

أراد التحدث معها أكثر، لكنه كتم نفسه، ظانًا أن ما تحتاجه الآن هو الراحة.

فعاد إلى غرفته وجلس في مكتبه.

“أوليفيا…” قال بصوت خافت.

ظل يفكر في الذكريات التي صنعاها معًا وندم على أشياء كثيرة فعلها خلال تلك الفترة. وصولا لذكريات الليلة التي قضياها معًا وكيف هربت في اليوم التالي،ثم فجأةً أدرك شيئًا ما.

“لماذا اختفى بروش أمي الماسي؟” فكر لنفسه.

“من الواضح أن لانا لم تكن بحاجة إليه.”

ولأن البروش كان مفقودًا، لم يساعده ولي العهد في العثور عليها، قائلًا أنها هربت بعد أن وضعت يديها على قطعة ثمينة.

لكن الآن وقد فكر في الأمر، “كيف عرفت لانا بأمر البروش؟“

لم يُرِها البروش قط، ولم تكن تعرف مكانه.

مما يعني أن شخصًا آخر أخبرها به، ولاكن من؟

الوحيدون الذين يعلمون بالأمر البروش هم كبير الخدم، وأقرب فرسانه ماريسا، وديريك، لكن لانا لم تلتقِ بديريك قط، ولم يكن كبير الخدم قريبًا منها. كانت ماريسا المشتبه به الوحيد المتبقي.

أراد كايزن التخلص من هذه الفكرة السخيفة، ولم يُرد تصديقها.

فنادى على ماريسا ليسألها إن كانت لانا قد التقت بأي شخص مريب أثناء وجودها خارج القصر.

“أنا آسف يا سيدي. ماريسا ليست هنا.” أجاب كبير الخدم عندما سأل كايزن عنها.

“أين هي؟“

“قالت إنها ذاهبة لرؤية السيدة لانا.”

“ماذا؟؟!!” قال كايزن في حيرة. ثم بدأ بالذعر وتوجه نحو غرفة لانا.

سبب ذعره هو أنه أخبر الجميع أن ليزا، خادمة لانا الشخصية، هي الوحيدة المسموح لها برعايتها في الوقت الحالي.

قال الطبيب إن مقابلة عدد الكبير من الوجوه الجديدة في حالتها قد يكون مرهقًا لها.

ولاكن لأول مرة ماريسا عصت أوامره.

لذا، وللتأكد بأن كل شيء بخير، أراد رؤية لانا بأم عينيه.

لكن عندما فتح الباب، رأى ماريسا تضع وسادة على وجه لانا وتحاول خنقها.

والجزء الأسوأ هو أن لانا لم تكن تقاوم أو تتحرك حتى.

*****

Instagram: Cinna.mon2025