“أمي لا تقوى على الكلام أو الحركة، وهي بالكاد على قيد الحياة… أرجوك أنقذها”. هذا كان آخر سطر في رسالة سيدريك إلى كايزن.
“بالكاد على قيد الحياة” ظل هذا السطر يتردد في ذهن كايزن وهو يقاتل الحراس يمينًا ويسارًا في قصر لويس.
كان غاضبًا للغاية لدرجة أنه لا يمكن إيقافه.
كلما لوّح بسيفه، كانت الدماء تتناثر على الأرض وعلى درعه.
وعندما نظف الطابق الأول من الحراس، حل الصمت التام محل صراخ الخدم.
كان صرير خطواته يُسمع في الردهة و هو يمشي نحو الغرفة الأخيرة في الجناح الأيمن من الطابق الثاني، حيث كانت لانا، وفقًا لرسالة سيدريك.
عندما وصل إلى الغرفة، نظر ببطء إلى مقبض الباب ودفعه ببطء. كما وصفها سيدريك “بالكاد على قيد الحياة“.
هذه المرة، كانت عيناها مغمضتين.
بدت هادئة كما لو كانت في نوم أبدي، كقصة اخبرته أمه ذات مرة عن أميرة جميلة نائمة و عالقة في برج.
“أنا آسف على تأخري“.قال وهو يجذبها ببطء نحوه ويعانقها.
في طريق العودة إلى المنزل، لم تفتح لانا عينيها ولو لمرة .
ولكن من المدهش أن كايزن كان هادئًا.
وسار بخطوات ثابتة نحو غرفتها.
وضعها برفق على السرير وغطاها ببطانية.
“أنا آسف يا سيدي، عليك الخروج قبل أن أفحصها“.قال الطبيب الذي كان خائفًا من درع كايزن الملطخ بالدماء.
“يا سيدي، عليك أن تذهب وتبدل ملابسك“.قال الخادم لكايزن ليُخرجه من ذهوله.
كانت مشاعر كايزن مخدرة وعقله مشوش، لم يستطع التمييز إن كان ماء الاستحمام باردًا أم ساخنًا.
ظل يحدق في السقف ثم غطى عينيه بيده وصرّ على أسنانه.
كان غاضبًا من نفسه لأنه لم يستطع حمايتها…
لكن الوقت كان قد فات، وندمه لا يخفف من ألم لانا.
لذلك فكّر أن الخطوة التالية هي إخبارها بالحقيقة عن هويتها، لأنه ربما لو علمت انها بريئة وأنها غير مُلزمة بالبقاء معه أو لويس، لكانت الأمور قد سارت بشكل مختلف.
لكن الأمر ليس بهذه السهولة.
وفقًا للطبيب، فإن الدواء الذي كانت تتناوله خلال الأسابيع الماضية سيُصعّب عليها التفكير بوضوح لفترة.
قد تُصاب بأمور مثل تشوش الذاكرة والهلوسة.
لذا طلب الطبيب من كايزن أن يكون حذرًا وأن يوفر لها بيئة هادئة بعيدًا عن الصدمة، على الأقل للأسبوع القادم.
لأن دواء إزالة السموم يحتاج لبضعة أيام ليبدأ مفعوله، وستستعيد قدرتها على الحركة والكلام تدريجيًا.
“أمر آخر يا سيدي، دواء الشلل الذي تناولته في الأسابيع الماضية ضار بالحامل وقد يسبب بعض المضاعفات أثناء الحمل.”
“حامل؟!… من؟!” توقف قلب كايزن للحظة ولم يستطع إكمال الجملة.
“السيدة لانا في مراحلها الأولى من الحمل، ربما في الأسبوع السابع بالضبط.”
لم يكن من السهل معرفة ذلك، لكن التغييرات في جسدها واضحة بالفعل.
كان كايزن صامتًا ولم يستطع التركيز على بقية الحديث.
كان جميع من في الغرفة، بمن فيهم خادمتها المقربة ليسا والفارسة ماريسا، مصدومين من الخبر.
“ليغادر الجميع الغرفة“.قال كايزن بنبرة مكسورة.
“طفلتنا..” تمتم كايزن في نفسه ثم وضع يده اليمنى على فمه.
جثا على ركبتيه بجانب سريرها.
كما لو كان آثما يتوسل طلبًا للمغفرة.
والآن مع وجود طفل بينهما، أصبحت الأمور أكثر تعقيدًا.
رحل لويس، مما يعني أنه لم يعد هناك عائق أمامهم ليصبحوا عائلة سعيدة.
كان بإمكانه دائمًا أن يتجاهل الكاهن الأعلى، وإذا دفن سر هويتها الحقيقية، كان بإمكانه الحصول على كل ما يتمنى.
عائلة مع المرأة التي يحبها.
لكنه لا يستطيع فعل ذلك…
لا يستطيع استخدام الطفلة لربطها به، لم يُرد أن يكون مثل لويس.
ولهذا كان عليه أن يكون صادقًا معها ويخبرها بكل شيء عندما تكون مستعدة.
لذا، بمعنى ما، سيكون هذا آخر أسبوع يستطيع فيه أن يعيش وهم كونها زوجته.
وبعد أن يُخبرها الحقيقة، سيساعدها حتى في العثور على عائلتها الحقيقية إذا أرادت، بل ويسمح لها بالمغادرة إذا كان هذا ما ترغب فيه.
بعد كل هذا التفكير العميق، نظر إلى الخارج، وكان هناك منظر غروب شمس جميل يُعلن نهاية أشياء كثيرة.
التفت إلى لانا ووضع يده على بطنها.
كانت نحيفة جدًا لدرجة أن أحدًا لم يستطع تخمين أن هناك إنسانًا آخر ينمو بداخلها.
طفل عمره 7 أسابيع بالفعل…
لو…
فقط لو سُمح له، تمنى لقاء الطفلة…
وللحظة، لمعت صورة عائلة سعيدة أمام عينيه.
فيها كانت لانا جالسة تحت شجرة بلوط كبيرة تحمل طفلها بابتسامة عريضة وتنادي باسمه.
ثم ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجه كايزن…
“يا له من حلم جميل…” تمتم لنفسه.
*****
Instagram: Cinna.mon2025
هل فاجئتُكم بفصل اليوم, ام توقعتم هذا؟
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 41"