كان يستيقظ ويتناول الفطور مع دونا، ثم يرافقها لزيارة أصدقائه القدامى.
مستمتعًا بطبقه المفضل الذي أعده طاهي الدوق، الذي كان من أفضل الطهاة في العالم.
من المضحك كيف أن بضعة أيام سعيدة تُنسيك سنوات من البؤس.
كما لو أنها لم تحدث، كما لو أن كل شيء عاد إلى نصابه.
‘لكن أليس هذا رائعاً لدرجة يصعب تصديقها؟‘ فكّر سيدريك في نفسه وهو يُمسك بيد دونا ليخرجا معًا للمرة الرابعة هذا الأسبوع.
قبل دخول العربة، ألقى نظرة سريعة على القصر الرئيسي على يمين العقار.
بدا المكان هادئًا للغاية.
عادةً ما يكون المكان مليئًا بالخدم يعملون يمينًا ويسارًا، لكنه كان هادئًا بشكل ينذر بالسوء.
لكنه تذكر كلمات دونا، فأدار رأسه ودخل العربة.
في تلك اللحظة، كان لويس يمشي في الممرات الصامتة للقصر الرئيسي، حاملاً صينية، ثم فتح باب إحدى الغرف.
“عزيزتي، حان وقت تناول دوائك“.قال لويس بابتسامة عريضة.
لكنها لم تجب.
كانت لانا جالسة على السرير، ترتدي ثوبًا ذهبيًا جميلًا، لكن كان هناك خطب ما بها.
فقدت عيناها بريقهما، وشعرت بثقل وخدر في جسدها.
لم تستطع حتى رفع ذراعيها أو المشي أو حتى الكلام.
كل ما كان بإمكانها فعله هو مراقبة ما يحدث حولها.
في كل مرة تتناول فيها الدواء، كانت تفقد جزءً من نفسها.
أصبحت الآن أشبه بدمية أكثر منها إنسانة.
كانت خادمة تأتي كل صباح لتغيير ملابسها.
جميع الملابس كانت تُناسب ذوق لويس، بريئة المظهر، ومزينة ببذخ بالمجوهرات. قبل أيام، فقدت لانا القدرة على رفع يدها وتناول الطعام بمفردها، ولذلك أطعمها لويس.
لم يتركها، منذ ان استعادها قبل اربعة اسابيع.
كان قلقًا للغاية ومهووسًا بفكرة هروبها مجددًا.
لهذا السبب قرر إعطائها دواءً.
دواءً يُفقدها القدرة على الحركة، أو حتى التفكير بوضوح.
العيب الوحيد في ذلك أنها لم تعد قادرة على الكلام.
اشتاق لصوتها، لكنه في الوقت نفسه كان راضيًا بأنها في متناول يده، مطيعة لا تغادر.
حتى أنها كانت تفتح فمها طوعًا لتبتلع الدواء.
غيّرها الدواء، لكن على الأقل ما زال لديه بعض أجزائها.
لو خُيّر بين رحيلها أو بقائها مع كايزن، لاختار هذه النسخة الفارغة منها، ولفعل الشيء نفسه مرة أخرى.
بعد أن انتهت لانا من دوائها، لمس وجهها بيده.
كانت بشرتها دافئة، أي أنها على قيد الحياة، وهذا ما يهم.
أمسك الصينية، وقبل أن يخرج من الغرفة، نظر إلى انعكاسه في المرآة، فأدرك أنه يبتسم.
“لا بأس، سنحاول أن ننجح في هذا بطريقة ما” فكّر في نفسه وغادر الغرفة.
كانت خطواته البطيئة والصاخبة تتردد في الردهة.
والآن وقد أصبحت لانا في قصره، قلّل عدد الخدم في المبنى الرئيسي بشكل كبير، وجعل الحراس يراقبون المكان طوال الوقت.
لم يُسمح لأحد بالاقتراب منه ورؤية سره الصغير.
ثم عاد إلى غرفته وغيّر ملابسه، لأن دونا طلبت منه منذ مدة مقابلة سيدريك.
بالتأكيد سيفعل ما طلبته، فهي السبب في عودة لانا إليه على قدميها.
في تلك الليلة، جلسوا لتناول العشاء، وبدوا كعائلة عادية، يبتسمون ويتبادلون أطراف الحديث.
“متى سألتقي بأمي مجددًا؟” سأل سيدريك والده فجأةً.
حالما سأل، تجمدت دونا، ووضع لويس سكينه وشوكته على الطاولة ومسح فمه.
“لماذا تسأل عن هذا؟” قال لويس بنبرة لطيفة.
“قلتَ إنني لا أستطيع العودة الى المنزل حتى تجدها” قال سيديك.
“حسنًا، لقد عادت من تلقاء نفسها، فلا داعي للقلق عليها أو زيارتها بعد الآن، فأنا أعلم أنك لم تكن تراها إلا عبئًا.” قال لويس وهو ينظر إلى كأس النبيذ الأحمر في يده.
“لكن…” أراد سيدريك التحدث، لكن دونا قاطعته.
“سيدريك، والدك يعرف ما هو الأفضل لها، وأنتَ كذلك، فتوقف.” قالت بنبرة صارمة تركت سيدريك عاجزًا عن الكلام.
“حسنًا، سأترككما، لديّ بعض الأعمال.” قال لويس وهو ينهض للمغادرة.
نهضت دونا وتبعت لويس إلى الخارج، لأن لديها بعض الكلمات لتقولها له.
“استرجع الهدية، لا أريدها.” قالت دونا التي هرعت خارج قاعة العشاء مسرعة.
“لماذا لا يعجبك منجم الذهب الذي أهديته لك؟ إذا أردت، يمكنني أن أعطيك شيئًا أفضل، فقد أعطيتني شيئًا أثمن بكثير….” قال لويس مبتسمًا.
“لا أستطيع قبول ذلك!” صرخت دونا. “من الصعب بما فيه الكفاية أن أتظاهر بأنني لم أفعل شيئًا سيئًا، والآن أُكافأ على تدمير حياة أحدهم؟ لا أستطيع قبول ذلك.”
اختفت الابتسامة من وجه لويس. “ماذا تقصدين بتدمير… لن أؤذي لانا أبدًا؟” قال بنبرة غاضبة.
“اهتمي بشؤونكِ الخاصة وعيشي مع سيدريك بسعادة كما اردتي” قال لويس قبل أن يغادر المبنى أخيرًا.
في تلك الليلة، ظل سيدريك يتقلب في فراشه.
شعر أنهم يخفون عنه سرًا.
وكان من السهل معرفة السبب.
بدا والده سعيدًا، ونادرًا ما يغادر المنزل، وكان عدد الخدم في الجناح الأيمن قليلًا، مما يعني أن والدته كانت هناك على الأرجح.
كان بإمكانه تجاهل الأمر لأنه متأكد من أن والده لن يؤذي والدته أبدًا، لكنه في الوقت نفسه تذكر أنه كان يصلي كل ليلة على مدار السنوات الأربع الماضية ويعد نفسه بطلب المغفرة منها و معاملتها جيدا عندما يلتقيان مجددًا.
لهذا السبب كان عليه أن يجد خطة للذهاب سرًا إلى المبنى الرئيسي والتحدث إلى والدته مرة واحدة على الأقل قبل أن يواصل حياته بشكل طبيعي.
*****
Instagram:Cinna.mon2025
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 38"