الفصل التاسع والعشرون: تصبحين على خير، زوجتي الحبيبة

كايزن، الذي عاش حياته كلها مغطاة بالدماء والجروح، لم يفكر قط أنه سيقع في الحب.

كان الشعور غريباً جداً عليه لدرجة أنه لم يعرف ماذا يفعل.

“ماذا يفعل الناس عادة عندما يقعون في الحب؟” سأل كايزن ماريسا في الصباح اليوم قبل حادثة لانا.

اعتقد أنه بما أنها مشهورة بين الفرسان، فستكون لديها بعض الخبرة في الحب.

فوجئت ماريسا بالسؤال.

“الجواب يعتمد على من تسأل من اجله” قالت ببرود.

“لماذا؟ أليس الحب متشابهاً للجميع؟“

“لا. يجب أن يكون لدى الطرفين نفس القيم.”

كانت ماريسا ذكية، وأدركت فوراً ما يحدث.

“سيدي، ليس من حقي التدخل، لكن… لا تفعل ذلك.”

“ماذا تقصدين؟“

“لا تعطِ قلبك للسيدة لانا. إنها ليست الشخص المناسب لك.” لم تستطع ماريسا رفع عينيها عن الأرض. كانت محطمة القلب.

الرجل الذي أعجبت به على مدى السنوات الثماني الماضية كان الآن واقعاً في حب امرأة أخرى.

لطالما اعتقدت أن كايزن لا يبحث عن الحب، لذا أرادت دعمه بطريقة مفيدة أخرى.

لقد عملت بجد أكثر من أي فارس للوصول إلى مرتبة عالية بما فيه الكفاية لتقف إلى جانبه.

إذا لم تستطع كسب حبه، فقد أرادت على الأقل نيل احترامه.

لكنها كانت تكذب على نفسها… لأنها الآن أرادت المزيد.

لقد حافظت على رباطة جأشها من الخارج، لكنها من الداخل كانت تغلي من الغيرة.

لذا عندما تعرضت لانا لحادثها، كانت ماريسا في الواقع سعيدة.

كانت لانا في حالة مروعة، وبدت فرص نجاتها ضئيلة.

‘أخيراً سيعود كل شيء إلى طبيعته،’ فكرت بابتسامة شريرة بينما كان الأطباء يخبرون كايزن باستمرار أنها قد لا تنجو.

لكن وصول الطبيب الملكي غيّر كل شيء.

وبعد خمسة أيام، استيقظت لانا، والآن بدا كايزن أكثر تعلقاً بها.

هذا أزعجها.

لكن كان هناك شيء غريب في حالة لانا.

قبل بضعة أيام من استيقاظ لانا، جاء الكاهن الأكبر لشفائها بالقوة الإلهية ، لكن لم يكن لها أي تأثير عليها.

لذا عندما اتى الكاهن بعد بضعة ايام، استمعت خلسة إلى محادثة مع كايزن، آملة في إيجاد طريقة لإزالة لانا من حياة كايزن.

“الطاقة التي شعرت بها من جسد السيدة الشابة بدت وكأنها تعويذة سحر أسود،” قال الكاهن الأعظم، عائداً ليخبره بما تعلمه عن حالة لانا.

“كنت أعرف ذلك من اليوم الأول.”

“كنت تعرف؟” قال الكاهن الذي بدى مندهشاً.

“اعتقدت أنها ساحرة سوداء ضعيفة.”

“نعم. لكن المشكلة أنها ألقت تعويذة على نفسها.”

“أي نوع من التعاويذ؟” سأل كايزن، فضولياً.

“لست متأكداً، لكن بالحكم من تموجات الطاقة الخارجة من جسدها، يبدو أنها تعويذة استبدال الأرواح.”

وقف كايزن هناك في صدمة بعد سماع ذلك.

تسارعت نبضات قلبه وبدأ جسده يرتجف. لم يتوقع شيئاً كهذا قط.

“تموجات الطاقة هي روحها تحارب الجسد الغريب الذي دخلته.” أضاف الكاهن.

“إذن هل يعني ذلك أنها ليست زوجتي لانا؟“

“بالمعنى الدقيق، نعم. إنه نفس الجسد، لكن روحاً مختلفة تقيم فيه حالياً.”

تنهد كايزن بعصبية. “لا تخبر أحداً بهذا. خاصة لانا.”

“هل أنت متأكد، سيدي؟ يبدو أنها ضحية للسحر الأسود، وتستحق معرفة الحقيقة. قد تكون لديها عائلة أو شخص ما ينتظرها…”

“لا!” رفع كايزن صوته لإيقاف الكاهن عن محاولة إقناعه. “سأتعامل مع هذا بنفسي. لقد استيقظت منذ بضعة أيام فقط، ولا أريد صدمها مرة أخرى.”

بعد أن غادر الكاهن الأعلى، أصبح عقل كايزن مشوشاً.

لم يعرف ماذا يفعل. هل يجب أن يخبرها بالحقيقة ويخاطر برحيلها، أم يجب أن يدفن الحقيقة ليبقيها إلى جانبه؟

كان يعرف الجواب الصحيح، لكنه تردد.

إذا لم تكن زوجته، فهي بريئة…

لم يكن هناك سبب لبقائها ودفع ثمن جريمة لم ترتكبها…

لكن ذلك يعني أنها ستغادر، وكايزن لم يرد ذلك…

كان كايزن محتاراً، و فكر أن رؤية لانا ستساعده على اتخاذ القرار الصحيح.

عندما وصل إلى غرفتها، فتحت الخادمة الباب لتغادر.

“سيدي،” قالت، منحنية رأسها.

“هل لانا مستيقظة؟”.

“لا، سيدي.” لأن كايزن بدى خائب الأمل، تابعت حديثها . “لقد كانت تنتظرك، لكن الدواء الذي تناولته في الليل كان له تأثير منوم، لذا لم تستطع البقاء مستيقظة حتى موعد زيارتك.”

‘كانت لانا تنتظرني؟’ هذه الفكرة أسعدت كايزن، وقرر الدخول إلى غرفة لانا.

ابتسم لرؤيتها بصحة جيدة مقارنة بالأسبوع الماضي.

اقترب منها ببطء وجلس بجانبها.

بدت مسالمة جداً، دون أي هم في العالم.

‘لماذا يجب أن أزعج سلامها؟’ فكر كايزن بأنانية، وقبّل يدها بلطف.

“تصبحين على خير، زوجتي العزيزة.” قال ثم غادر الغرفة.

******

Instagram: Cinna.mon2025

عنوان الفصل القادم “أول قبلة”