كان ذلك آخر شيء سمعته لانا قبل أن تتشوش رؤيتها ويبتلعها الظلام بالكامل.
آخر إحساس شعرت به قبل أن تفقد وعيها تماماً كان دفء الدم المتدفق من جمجمتها.
ثم حلّ صمت التام محل صرخات الناس، وتخدّر الألم الحاد في جسدها .
للمرة الأولى منذ أربع سنوات من الهرب المستمر، كانت في سلام.
لقد خلق عقلها مساحة آمنة، وجلست في ذلك الظلام الحالك.
أحياناً كان ضوء مفاجئ يزعج سلامها للحظة، لكن سرعان ما كان الظلام يبتلعه مرة أخرى.
وأحياناً كانت تسمع الناس يتحدثون، لكن الأصوات كانت بعيدة جداً لتفهم بوضوح ما يقولونه.
لم تكن تعرف كم من الوقت مر هكذا. ولاكن ذات يوم، تغير شيء ما.
شعرت بألم حاد في رأسها وركبتيها.
تمنت لو كان بإمكانها العودة إلى حالتها السابقة الخالية من الألم، لكن الألم ازداد تدريجياً. انقشع الظلام قليلا و تمكنت من رؤية الأشكال الضبابية أمامها.
لم تتمكن من رؤية وجوههم، لكنهم بدوا مذعورين.
وسط كل الهمهمة التي كانت تسمعها، ازداد صوت أحدهم علواً. “من فضلكِ حاولي إبقاء عينيكِ مفتوحتين.” لكن بعدها أصبح كل شيء مظلماً مرة أخرى.
كان الصوت مألوفاً وعرفت فوراً من هو.
كيف يمكن أن تنسى صوت كايزن الأجش؟
الرجل الذي وعدها بالحرية… الرجل الذي عاملها جيداً… والرجل الذي لا تستطيع الوثوق به حتى الآن…
المشكلة في علاقتهما كانت أنها لا تستطيع معرفة ما إذا كان ما يُظهره لها كايزن حقيقياً أم تمثيلاً.
من النظرة الأولى، بدا وكأنه تمثيل، لكن كانت هناك لحظات بدا فيها وكأنه يحبها حقاً.
لكن بالنظر إلى تاريخ علاقتهما، لم تكن هناك فرصة لنهاية سعيدة لهما.
بعد كل شيء، كيف يمكن لرجل أن يحب أو يثق بامرأة هربت بعد ثلاثة أشهر فقط من الزواج؟
امرأة كان لديها الشجاعة لإنجاب طفل مع أفضل أصدقائه؟ لذا قررت تجاهل محاولات كايزن الواضحة.
واستمرت في إخبار نفسها أن الشيء الوحيد الذي تستطيع إعطاءه هو مساعدته في الحصول على انتقامه المثالي ثم تختفي من حياته.
لم تكن مستعدة للاستيقاظ بعد، لذا غطت أذنيها وتمنت أن يتوقف عن مناداتها، لكنها لم تستطع تجاهل توسلاته المستمرة.
في كل مرة تستعيد فيها وعيها لبضع دقائق، كانت تسمع نفس الشيء.
“من فضلكِ افتحي عينيكِ…”
“لانا…“
كانت هذه المرة الأولى التي ينادي فيها اسمها، وقد فاجأها ذلك.
“كاي…” قالت لانا، بالكاد قادرة على نطق تلك الكلمات القليلة.
كان حلقها جافاً ولم تكن تملك حتى الطاقة لتكوين جمل، لكن ذلك كان كل ما أراد كايزن سماعه.
ساعدها ببطء على الجلوس، و عاملها بلطف وكأنها ستنكسر عند أخف لمسة.
“لا بأس، لا تحاولي إجبار نفسك،” قال، آخذاً يدها.
لقد كان هو من يعتني بها منذ أن استيقظت، رغم انه بدا مريضاً مثلها تماماً.
وكأنه لم يتمكن من الراحة منذ الحادثة. وعندما غادر الغرفة أخيراً للاعتناء بأمور عاجلة، استمر في إعطاء الأوامر للخادمات والممرضات.
لم تكن لانا سعيدة برؤية مدى قلقه.
بمجرد أن غادر الغرفة، استمرت في عض شفتها السفلى لكبح دموعها.
كان واضحاً أن لديه مشاعر تجاهها.
لم تكن متأكدة بعد مما إذا كان منجذباً إليها فقط أم واقعاً في حبها، لكن هذا لم يكن مهماً. في تلك اللحظة، قررت مساعدته مع خطة انتقامه و المغادرة في أقرب وقت ممكن.
لذا في البداية، فكرت في التصرف باللامبالاة تجاهه، لأن حبهما لم يمتلك فرصة.
لكن ذلك كان أسهل في القول منه في الفعل، لأن كايزن لم يعد يخفي مشاعره.
رغم أن الخادمات الأخريات كن في الغرفة، كان يطعمها الطعام بنفسه.
كان يحملها في ذراعيه ذهاباً الى الحديقة و اثناء العودة الى غرفتها.
كونها في أحضان كايزن باستمرار جعل الأمر أصعب بالنسبة للانا للتمسك بقرارها.
لمسته، صوته، نظرته، كل شيء كان يجعلها تقع في حبه أيضاً. كل يوم بعد ظهر كان يطرق بابها ويأخذها إلى الحديقة، لأن الطبيب قال أنها تحتاج إلى هواء نقي.
كان يحملها في ذراعيه إلى أسفل الدرج، و في تلك اللحظات تمنت لانا لو كانت المسافة إلى الحديقة أطول و تمسكت به بأحكام.
“هل يمكنك ان تُناوليني المرآة؟” سألت لانا الخادمة يوماً ما، راغبة في فحص مظهرها قبل نزهتها المعتادة مع كايزن.
لكن عندما نظرت في المرآة للحظة، رأت وجه شخص آخر و في هلع رمت المرآة بعيداً.
“هل أنت بخير، يا آنستي؟” سألت الخادمة.
“نعم،” أجابت لانا في حيرة، ثم طلبت المرآة مرة أخرى، لكن هذه المرة كان كل شيء طبيعياً ورأت انعكاس نفسها.
سمعت طرقاً على الباب والتفتت بحماس، ظناً أنه كايزن، لكنه كان كبير الخدم الذي جاء ليخبرها أن كايزن لديه ضيفاً ولن يزورها اليوم.
*****
Instagram: Cinna.mon2025
من هو الضيف الذي يحمل جواب جميع أسئلتنا
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
في شي مو مفهوم بالنسبة لي
هي تقبّلت معاملة كايزن لها رغم انها ماتعرفه وخايفة منه وماعندها ثقة فيه
طيب ولويس اللي ميت عليها كان يعاملها مرة كويس بس قاط نفسه عليه لانه مو مستوعب فقدان ذاكرتها
بالنسبة لي اشوف حب لويس وكايزن للانا متشابه
اثنينهم غرباء ومش محل ثقة ابداً وكل واحد عنه مصلحة عندها
واحد يبغى ينعم بحبها غصب والثاني يبغى ينتقم منها ومن لويس ومستغل حاجتها للحماية في التحكم فيها، ولو حبها فمااختلف عن لويس
no_.x20
منذ 2 شهور
سالفه المرايه الها علاقه بالسحر الأسود ليش ما ادري
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 28"
في شي مو مفهوم بالنسبة لي
هي تقبّلت معاملة كايزن لها رغم انها ماتعرفه وخايفة منه وماعندها ثقة فيه
طيب ولويس اللي ميت عليها كان يعاملها مرة كويس بس قاط نفسه عليه لانه مو مستوعب فقدان ذاكرتها
بالنسبة لي اشوف حب لويس وكايزن للانا متشابه
اثنينهم غرباء ومش محل ثقة ابداً وكل واحد عنه مصلحة عندها
واحد يبغى ينعم بحبها غصب والثاني يبغى ينتقم منها ومن لويس ومستغل حاجتها للحماية في التحكم فيها، ولو حبها فمااختلف عن لويس
سالفه المرايه الها علاقه بالسحر الأسود ليش ما ادري