الفصل السابع والعشرون: أيها الأحمق
كان ولي العهد يستمتع بالشاي مع زوجته وأطفاله في الحديقة عندما سمع ضجيجاً.
“جلالتك، لا يمكنك الدخول هكذا،” قال أحد الحراس للويس، الذي ظهر فجأة في القصر دون موعد.
“أحتاج للتحدث مع سمو ولي العهد فوراً،” قال لويس بشكل يأس.
“لا بأس، دعوه يدخل.” أرسل ولي العهد زوجته أولاً وخرج ليرى ما سبب الضجيج.
“من فضلك اسمح لي بأخذ الطبيب الملكي لعلاج شخص ما،” قال لويس، راكعاً.
“انهض،” قال ولي العهد إيفان، وهو في حيرة من تصرفات لويس.
لأن لويس كان أحد أقوى مؤيديه والمساهمين في الحرب، لم يرفض طلبه. “اذهب وأحضر الطبيب الملكي واجعله يذهب إلى قصر الدوق… ” أمر ولي العهد خادمه.
“ليس الى قصري،” قال لويس، وهو لا يزال راكعاً على الأرض.
“ماذا تعني؟” “أريد أن آخذ الطبيب إلى قصر الفيكونت كايزن. لانا مريضة،” اجابه لويس.
“لا أفهم… ليست زوجتك هي المريضة، بل زوجة كايزن، ولماذا تناديها باسمها؟” توقف للحظة، ثم أدرك. “لا يمكن؟!” رفع صوته، وكان تعبيره غاضباً.
“أيها الأحمق!!” صرخ ولي العهد، بصوت عالٍ بما فيه الكفاية ليُسمع عبر الحديقة الملكية.
“الآن أعرف لماذا لا يريد كايزن التحدث معك. منذ متى وأنت تخونه مع زوجته؟” الطريقة التي نطق بها اسمها بحنان والطريقة التي لا يزال يركع بها أقنعت ولي العهد أن هناك شيئاً بين لانا ولويس.
بقي لويس صامتاً لحماية شرف لانا، لكن ذلك فقط جعل ولي العهد أكثر غضباً.
“أجبني!!” صرخ ولي العهد ايفان.
سبب غضبه هو أن لويس وكايزن كانا أقرب أصدقائه، ومعرفة هذه المعلومة ستعني أن صداقتهما ستدمر إلى الأبد.
“منذ عشر سنوات،” أجاب لويس، لانه لم يتمكن من الاستمرار على رفض الأمر الملكي أكثر من ذلك.
بسبب غضبه، سحب ولي العهد سيف حارسه ووجهه نحو رقبة لويس.
كان النصل قريباً جداً لدرجة أنه ترك علامة على رقبته.
“من فضلك، لانا تحتضر،” توسل لويس من أجل حياتها.
“أنت مثير للشفقة،” قال ولي العهد، رامياً سيفه من الغضب. “اسمحوا للطبيب الملكي بالمغادرة إلى قصر الفيكونت كايزن، واجعلوا الدوق لويس يعود إلى المنزل و أبقوه تحت الاقامة الجبرية في الوقت الحالي“
أمر ولي العهد الحارس وغادر الحديقة.
في تلك اللحظة، كان كل شيء في حالة فوضى في قصر كايزن.
كان خمسة أطباء مشهورين من العاصمة والمدن المجاورة الأخرى يعملون لإنقاذ حياة لانا.
حتى انه استدعى الكاهن الأعلى أيضاً، لكنه لم يصل بعد. وقف كايزن بقلق خارج غرفتها.
لم يستطع الدخول، خائفاً من رؤيتها في هذه الحالة، وإذا حدث ما هو أسوأ، فإنه لا يستطيع أن يتحمل رؤية لحظاتها الأخيرة.
وفقاً للأطباء، كانت في حالة حرجة.
ضغط كايزن بيده على صدره. كان قلبه يؤلمه كثيراً. وكأن شخصاً ما يعصره.
عندها أدرك أن كم قميصه لا يزال ملطخاً بدمها.
كان هناك دم كثير لدرجة أنه جعل قميصه الأبيض أحمر.
لقد رأى الكثير من الدم في المعارك التي خاضها، لكن الأمر مختلف الآن. لأنه دم لانا.
دم امرأة أقسم أن يكرهها لكنه لم يستطع التوقف عن القلق عليها.
بينما كان غارقاً في أفكاره، سمع خطوات سريعة في الردهة.
“جلالتك،” انحنى الطبيب الملكي له ودخل غرفة لانا.
لم يستدع كايزن الطبيب الملكي لأنه اعتقد أن ولي العهد لن يوافق، لكن كان هناك شخص واحد يمكنه فعل ذلك.
مع ذالك كايزن لم يكن غاضباً. ‘طالما ستفتح عينيها مرة أخرى، فسيكون كل شيء على ما يرام،’ ظل كايزن يفكر بتوتر.
“سيدي، حالتها مستقرة. يمكنك رؤيتها الآن،” قال الطبيب الملكي قرابة منتصف الليل.
احتاج الأمر إلى الكثير من الشجاعة لفتح الباب ورؤيتها هكذا.
رغم أنه لم يمر سوى يوم واحد، بدت أنحف بالفعل، وكانت حواف شفتيها زرقاء.
مد يداً مرتجفة نحو وجهها ولمسه بلطف.
“أعرف أنك لا تريدين رؤيتي، لكن من فضلك افتحي عينيك…
افتحي عينيك والعنيني لعدم قدرتي على حمايتك…
افتحي عينيك وأخبريني أنك تكرهينني…” قال كايزن بيأس.
لكن لانا لم تستطع سماعه. لأنه في الوقت الحالي، كانت في مكان آمن صنعه عقلها للهروب من الالم الحاد في جسدها.
في ذلك المكان الآمن، كانت تريح رأسها على حجر امرأة عجوز كانت تدندن لحناً اعتادت أن تغنيه في قصر السير ماركوس.
بعد أن انتهت المرأة العجوز من الغناء، مالت قريباً من أذنها وهمست، “حان وقت الاستيقاظ… أوليفيا.”
*****
Instagram: Cinna.mon2025
هل خمن احدكم هذا ؟😆❤️ اخبروني رأيكم ؟😘
التعليقات لهذا الفصل " 27"
عقلي ممستوعب شنو اوليفيا منو؟ احتاج معلومات بعد ميصير تعوفوني هيجي طول الفصل اني أقره وايدي على قلبي خايفه من القفله تالي جلطتني