الفصل السادس والعشرون: ورود الغاردينيا
الحب السري والخطر الخفي… هذا هو معنى زهرة الغاردينيا.
كايزن ليس أحمقاً، وكان يعلم أنه بدأ يتغير بسبب لانا، لكن بما أنه كان مصمماً على الانتقام، فقد أراد دفن تلك المشاعر قبل أن تحصل على فرصة للازدهار.
لكن الأمر كان كما لو أن حلم لانا يفضحه، ويجبره على مواجهة مشاعره.
حتى هذه اللحظة، لم يحلم كايزن قط بيوم يمكن فيه لامرأة أن تؤثر عليه.
لطالما اعتقد أن النساء مزعجات، ولانا لم تكن استثناءً. على الأقل هذا ما كان يعتقده.
المشكلة أنها تغيرت كثيراً في السنوات القليلة الماضية حتى أن الجميع الآن يحترمونها.
لقد مرت بضعة أسابيع فقط، والجميع العاملون في القصر يحبونها، فكر كايزن في نفسه وهو يراقب لانا تشتري الزهور من فتاة صغيرة في الشارع.
“أعتذر لإبقائك تنتظر، لكنني أردت حقاً شراء تلك الزهور الجميلة،” قالت لانا لكايزن، وهي تنظر إلى الزهور البرية التي اشترتها. “هل نكمل، سيدتي؟” قال كايزن، آخذاً يدها بينما قادها إلى متجر الحلويات الشهير في العاصمة.
“واحدة من كل نوع، من فضلك،” قال كايزن، رافعاً القائمة.
“عزيزي، أليس هذا كثيراً؟ ما رأيك بأربعة أنواع مختلفة هذه المرة؟” طلبت منه لانا تغيير طلبها.
“ها أنت تفعلين ذلك مرة أخرى. هل تشعرين بعدم الراحة في إنفاق أموالي؟“
“لماذا تقول ذلك؟” أجابت بنبرة عادية، بما أن النادل قد غادر ولم يبدُ أن أحداً يستمع إلى محادثتهما.
“لقد استدعيت لك خياطاً و صائغ جواهر وعطاراً، لكنك أصررت على اختيار بضعة أشياء فقط.”
“هل أخبرتك يوماً كيف عشت مع لويس؟“ قالت لانا بتعبير حزين.
“لا أريد سماع ذلك،” قال كايزن ببرود، وكأنه منزعج.
“لقد أعطاني فساتين ثقيلة جداً لدرجة أنني بالكاد كنت أستطيع المشي بسبب كمية المجوهرات عليها…”
“توقفي.” حاول كايزن إيقافها مرة أخرى، لكنها لم تستمع إليه. “لقد أعطاني أفضل الاشياء التي يمكن شراؤها بالمال، لكن في المقابل حبسني و ابقاني بعيدة عن العالم الخارجي.
قيل لي ما يجب أن أرتديه وما هو مسموح لي أن أفعله وكنت دائمًا تحت المراقبة.
لذا وعدك بتحريري في النهاية هو أثمن من أي جوهرة أو فستان يمكن ان تعطيني اياه“
أحضر النادل الطعام وبدأت لانا تأكل.
“عزيزي، جرب الإكلير الخاص بهم. إنه لذيذ،” قالت لانا لكايزن بنبرة محبة.
كان واضحاً أنها تحاول التمثيل أمام النادل وباقي الموظفين الذين كانوا يقفون بجانب الطاولة لتقديم الشاي والحلوى.
كان المطعم مشهوراً بين النبلاء، وشائعات موعدهما ستصل بالتأكيد إلى أذني لويس.
لكن كايزن وقف هناك مصدوماً، لا ينطق بكلمة.
في تلك اللحظة، كان كايزن مرعوباً مما قالته له لانا للتو. إذا وضع لويس يده عليها مرة أخرى، فربما سيفعل أسوأ. لطالما شعر بأن خطة انتقامه مبررة، بعد أن خانه أقرب شخصين إليه، لكنه الآن لم يعد متأكداً.
بعد ذلك، كان كايزن في ذهول، غير قادر على التركيز على أي شيء.
كان عقله في مكان آخر.
“هل تعجبك تلك البروشة؟” قالت امرأة تبيع بعض الأشياء في الشارع.
كانت لانا تتطلع حول السوق، وكايزن يتبعها عندما لفت انتباهه شيء فجأة.
عندما اشترى بروشة الفراشة، أدرك أن لانا لم تكن موجودة.
و لاكنه لم يكن قلقاً لأنه عيّن ماريسا كفارسة مرافقة لها.
بينما كان يبحث عنها في السوق المزدحم، اصطدم شخص ما بكايزن وسقطت البروشة على الأرض، وانكسرت قليلاً.
انحنى والتقطها ووضعها في جيبه. ثم سمع صوت حوافر عالية ثم صوت تحطم عالٍ عبر الشارع.
دون تردد للحظة، بدأ كايزن يجري نحو الصوت وكأن شخصاً ما يدفعه.
‘لا يمكن أن تكون هي،’ فكر وهو يتجه نحو الصوت.
‘ربما هي في مكان اخر تشتري شيئاً مع ماريسا.’ استمر في محاولة إقناع نفسه، لكن في النهاية واجه الحقيقة القاسية.
كانت لانا مستلقية على الأرض، مغطاة بالدم، تحمل طفلة صغيرة.
كانت بائعة الزهور الصغيرة التي التقت بها في وقت سابق اليوم.
ركض إليها وحملها في حضنه فوراً.
حاول إزاحة الشعر عن وجهها ومسح الدم من جبهتها.
لكن رأسها استمر في النزيف، وركبتاها كانتا في حالة سيئة.
“أنا آسفة ياسيدي. لقد قفزت فجأة أمام العربة لحماية الفتاة الصغيرة، ولم أستطع إيقافها.” قالت ماريسا لكايزن، محاولة تفسير سبب فشلها في واجبها و حماية لانا.
لكن كايزن كان صامتاً في تلك اللحظة، وكل ما يمكنه التفكير فيه هو إيصال لانا إلى الطبيب في أسرع وقت ممكن.
داخل العربة، وقف كايزن متصلباً ومشلولاً، يحمل لانا بين ذراعيه.
أمال وجهه ووضع جبهته على جبهتها. “لا تفكري حتى في الموت هكذا،” قال بصوت خافت وهو يتوسل اليها.
*****
Instagram: Cinna.mon2025
ترقبوا الفصل القادم الذي سيكشف لنا عن أول دليل على ماضي لانا
التعليقات لهذا الفصل " 26"
متشوقه كلش لماضي لانا
شكرا على الفصل كايزن شخصيه لطيفه و منطقيه