الفصل 23: الدفء
عمي… هذا ما كان سيدريك ينادي به كايزن.
كانا قريبين جداً ويلعبان معاً كثيراً.
كايزن أحب الطفل الصغير كثيراً، لكن الآن بعد أن علم أن الطفل ربما يكون ابن لانا ولويس، سيجد صعوبة حتى في النظر إليه.
كل هذه السنوات، كذب لويس في وجهه وعامله كالأحمق.
“لا بد أنك كنت متأكداً من أنني لن أكتشف سرك الصغير أبداً”، قال كايزن، محرراً ياقة قميص لويس ببطء.
“لا تقترب من زوجتي مرة أخرى”، قال كايزن، ودخل العربة، ليرى لانا تبدو مرعوبة بسبب المحادثة التي جرت للتو في الخارج.
“أنا آسفة”، قالت لانا لكايزن، تضم يديها معاً، متوترة جداً لدرجة أنها لا تعرف ماذا تفعل.
“إذن هل يوجد سر آخر يجب أن أعرفه؟” سأل كايزن، ناظراً مباشرة في عينيها.
كانت نظرته حادة جداً لدرجة أنها لم تستطع إلا أن تخفض رأسها خوفاً. “لا، لا توجد أسرار أخرى.”
استغرقت الرحلة من قصر ماركيز مور إلى قصر كايزن حوالي ثلاث ساعات ونصف، لكن لم ينطق أياً منهما بكلمة حتى وصلا إلى المنزل.
“غداً سنذهب إلى المزاد الخيري. كوني مستعدة في الساعة العاشرة صباحاً.” قال كايزن، ثم نزل من العربة دون أن يرافق لانا حتى إلى غرفتها.
تلك الليلة ندمت لانا على طلب المساعدة من كايزن، وفكرت أنه كان عليها أن تخاطر بحياتها وتحاول عبور الحدود بدلاً من أن تنحصر بين هذين الرجلين الخطيرين.
لكن خلاف ما توقعته، في اليوم التالي حياها كايزن بابتسامة كبيرة كما لو أن شيئاً لم يحدث بالأمس.
حتى أنه تحدث أكثر من المعتاد. “طلبت من الطباخ أن يعد لك فطيرة التفاح”، قال كايزن، مثل زوج مراعٍ يحاول إرضاء زوجته.
“شكراً لك، عزيزي”، قالت لانا بابتسامة خافتة.
كانت تعلم أن هذه كانت طريقته في إعادتها إلى دور الزوجة المحبة. لأنه خاف من أن ما حدث بالأمس قد يزعجها ويفسد مهاراتها في التمثيل.
وسرعان ما وصلا إلى المزاد الخيري الذي يقيمه ماركيز مور كل عام. يمكن للمشاركين إحضار أشياء قيمة لبيعها، وسيتم التبرع بالمال للجهات الخيرية.
كان يقيم هذا الحدث دائماً في اليوم الثاني من حفلته السنوية، وكما أراد كايزن تماماً، كانت كل الأنظار عليهما مجدداً.
“للاحتفال بعودة زوجتي الحبيبة، أود أن أبيع لوحة نادرة للفنان الشهير لورينز راوولت”، قال كايزن عندما جاء دوره لإخبارهم عن الشيء الذي أحضره.
صفق الجميع لخطابه كما لو أن الستار الحمراء على وشك النزول بعد انتهاء المسرحية.
“لقد وصلنا إلى آخر قطعة معروضة للمزاد من قبل العائلة الملكية… النجمة ذهبية.
قطعة فريدة ونادرة…
ارتدتها الأميرات الملكيات فقط على مدى المائة عام الماضية.
يبدأ المزاد بـ 5000 جنيه”، أعلن ماركيز مور بحماس.
صُدمت القاعة بأكملها من السعر وجمال الجوهرة أمامهم.
كانت عقداً فضياً مرصعاً بالماس أصفر.
هذا الماس كان يُستخرج بشكل أساسي من جنوب أفريقيا، وكان النبلاء يعتبرون نفسهم محظوظين اذا حصلوا على ماسة صفراء واحدة لصنع خاتم خطوبة.
لكن هذا العقد الرائع احتوى على عشر ماسات صغيرة وواحدة كبيرة في المنتصف.
“10000”، قال كايزن بثقة.
فوجىء الناس في القاعة عندما سمعوا ذلك. عادة ما يرفع المزايدون أسعارهم ببطء، وليس مضاعفتها على الفور.
“15000”، قال صوت مألوف من الصف الأمامي...
لويس، الذي كان صامتاً طوال المزاد بأكمله، شارك اخيرا.
“18000”، قال كايزن. الذي بدا منزعجاً من أن لويس لم يفهم التحذير الذي أعطاه له بالأمس.
“28000”، أجاب لويس.
“35000”، قال كايزن و وقف على الفور.
كان ذلك مالاً كافياً لشراء قطعة ارض بمساحة 500 فدان و قلعة مع مزرعة او غابة مرفقة معها. في تلك اللحظة، كانت كل الأنظار على لويس وكايزن، لكن القتال الطفولي انتهى مع اقتراح لويس التالي.
“50000”، قال لويس، ناظراً إلى كايزن. كما لو أنه أراد رؤية رد فعله.
هزت لانا رأسها وهي تنظر إلى كايزن. محاولةً ايقافه. لأنه كان واضحاً أن لويس لن يتوقف حتى يفوز.
كايزن الذي كان يصر أسنانه من الغضب، لكن لم يكن لديه خيار سوى التوقف لأن لويس كان أغنى منه بكثير.
“حسناً، لقد بيعت النجمة الذهبية للدوق لويس”، قال المضيف بتوتر، ثم أضاف. “أعتقد أن الدوقة ستحب هذه الهدية”، قال بابتسامة كبيرة محاولاً تلطيف الجو.
“إنه ليس لها”، أجاب لويس.
تحدث بنبرة واضحة ليسمعه الجميع.
“إنها للفيكونتيسة لانا”، قال، واقفاً. “للاحتفال بعودتها، بالطبع…”، اضاف بسخرية، وغادر الغرفة من الباب الأمامي.
كان كايزن يغلي من الغضب وأراد أن يطارده ويحطم تلك الابتسامة الساخرة في وجهه، لكن لانا اقتربت منه ببطء وأمسكت بيده برفق.
“من فضلك اهدأ، لا تعطه ما يريد”، قالت لانا بنبرة منخفضة لا يسمعها سواهما.
نظر كايزن إلى لانا بدهشة.
لقد كانت تحاول حمايته حتى لايجعل من نفسه أضحوكة أمام النبلاء.
“هل نذهب إلى المنزل؟” قالت، ناظرة إليه مباشرة.
في تلك اللحظة بالذات، لمس الدفء قلب كايزن المتجمد لأول مرة في حياته.
كان الدفء الذي جاء من لا أحد سوى لانا، المرأة التي خانته ذات مرة.
******
Instagram: Cinna.mon2025
ملاحظة:الفصل القادم فراشات ❤❤❤
التعليقات لهذا الفصل " 24"
مقهوره كلش على دانا ما اتوقع تستاهل الي يصير بيها كايزن همين اما لانا فنص نص ننتظر ترجع ذاكرتها اما انقهر عليها او أحملها الخطأ مثل لويس , لويس كلش كلش حقيرررررررررر
شكرا على الفصل اخيرااااااااا احتاج فصل يحوي فراشات