الفصل 23: لويس، تبدو في حالة سيئة

استأجر الماركيز دي مور رباعية بلاكثورن للعزف في حفلته.

آلاتهم الفريدة وألحانهم الجميلة لا مثيل لها في أي مكان آخر.

لكن عندما أُعلنت أسماء لانا وكايزن ، كان الأمر وكأن القاعة كلها سكتت.

ونظر إليهما الجميع وكأنهما مركز العالم.

عيونهم الجائعة تتبعت خطواتهما وهما ينزلان الدرج.

أخيراً، الفيكونتيسة الشهيرة التي اختفت لعشر سنوات عادت إلى المجتمع الراقي.

لكن هذه المرة، بدت كزهرة متفتحة بالكامل، وليس الفتاة الخجولة التي كانتها.

الفستان الأحمر الجريء ناسبها، تماماً كما توقع لويس، وأُسِر مرة أخرى بجمالها. لهذا السبب خطى نحوهما عندما نزلا الدرج.

في تلك اللحظة، لويس كان مستعدا لتحمل اي شيء. لذلك وقف أمامهما بثقة، لكن قبل أن يتمكن من فتح فمه، تكلم كايزن. “هذا صديقي لويس. قد لا تتذكرينه لأنكي فقدتي ذاكرتك، لكنه صديقي المقرب و أود ان أعرفك عليه.” قال كايزن بابتسامة على وجهه.

“أوه، من دواعي سروري لقاؤك، اللورد لويس.” قالت لانا، ولأنه من رتبة أعلى، حيته.

“ما الذي تفعلانه؟!”

“لا أعرف ما تقصده.” أجاب كايزن بابتسامة وتابع. “حبيبتي، دعينا نذهب و نحيي العائلة الملكية أولاً. عذراً، لويس.”

في تلك اللحظة، صُدم لويس وعجز عن الكلام. لم يتوقع أبداً أن يحدث شيء كهذا، ووقف هناك في صدمة لعدة دقائق، لا يعرف كيف يتفاعل.

وسرعان ما رنت النوتات الأولى من مينويت لبيتهوفن، معلنة الرقصة الأولى.

بعد أن رقص ولي العهد وزوجته، رقص أيضاً مضيف الحفلة، المركيز دي مور، مع ابنته التي كانت تظهر في مجتمع النبلاء لأول مرة تلك الليلة. وبدأ الجميع بالرقص، لكن زوجاً واحداً سرق الأضواء: كايزن ولانا.

حركاتهما كانت سلسة، أجسادهما تتحرك في تناغم وكأنهما تدربا ملاين المرات.

“لا أستطيع أن أصدق أن الكونت كايزن يمكنه أن يبتسم هكذا.” رغم أن الحفلة قد بدأت للتو، بدأ الناس بالثرثرة.

“لا يمكنك لومه. أي رجل لن يكون سعيداً بزوجة جميلة كهذه ؟” بدأ شخص آخر يتحدث عنهما.

وسرعان ما أصبحت الحفلة كلها مسرحاً لأدائهما.

لكن لويس كان يغلي من الغضب كلما ذُكر اسم لانا على شفاههم.

كره الطريقة التي لف بها كايزن يده حول خصرها، وكم كانت قريبة منه، و الطريقة التي كان ينظر اليها.

في الماضي كانت ملكه وملكه وحده، لكنها لم تعد كذلك. لقد بدا الأمر كما لو كانا يحبان بعضهما البعض حقًا، وهذا ما حطمه.

“الأرشيدوق لويس، لم نلتق منذ فترة. كيف حالك؟” سأل الكونت دانتي، الذي كان دائماً يواجه صعوبة في قرأة جو الغرفة، غافلاً تماماً عن مدى غضب لويس.

في تلك اللحظة، تمنى لويس أن يكون بإمكانه أن يفرغ غضبه عليه، لكن لديه مشاكل أكبر من هذا الرجل الغبي.

ثم استدار بعيداً عنه، لكنه أدرك أن لانا وكايزن لم يعودا في القاعة، وبدأ بالذعر.

نظر حوله بجنون، حتى أنه دفع الناس من طريقه.

هذه الحفلات عادة ما تستمر حتى الساعة الثالثة صباحاً، لذلك ظن أنه سيكون لديه وقت كاف للتحدث مع كايزن، لكن يبدو أن الأمر لم يكن كذلك.

عندما خرج من القاعة، رأى كايزن يرافق لانا إلى العربة وسار نحوهما بأسرع ما يمكن.

قبل وصوله مباشرة، أغلق كايزن باب العربة من الخارج حتى لا يتمكن لويس من مقابلة لانا وحدها.

“ما الذي يحدث، لويس؟ تبدو في حالة سيئة؟” استفزه كايزن، لأنه لويس كان يلهث بجنون وملابسه في حالة فوضى بسبب الجري.

“من فضلك توقف عن هذا التمثيل ودعنا نتحدث. أو على الأقل دعني أتحدث مع لانا، من فضلك.”

“لماذا أدع صديقي يقترب من زوجتي؟ آه، أرى. إذن تريد سرقتها مرة أخرى؟” قال كايزن بطريقة مستفزة.

“لم أسرقها. نحن نحب بعضنا البعض.” أجاب لويس بصوت منكسر، متوسلاً. “لانا، من فضلك افتحي الباب.”

بينما استمر لويس في التوسل ونداء اسم لانا، أمسك كايزن بياقة قميصه ونظر في عينيه.

“لم يكن كافياً أنك كذبت في وجهي وخنتني طوال تلك السنوات… كان لديك الجرأة لتنجب منها طفلاً ايضاً!!” قال بغضب ثم تابع. “لولا صداقتنا القديمة، لكنت قد لطخت يديّ بدمك بالفعل.”

خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، تعلم كايزن الكثير عن لانا من الخادمات اللاتي كن يعتنين بها.

كيف تتصرف، وماذا تفعل، ولماذا لديها علامات تمدد على جانب بطنها.

بعد أن علم كايزن بالحقيقة، أصبح مقتنعاً بأنه يجب أن يستمر في خطته الأصلية لمعاقبة لانا أيضاً.

في تلك اللحظة، لم يكن يعلم أنه سيندم على هذا القرار في المستقبل.

واللانّا التي يحتقرها في هذه اللحظة ستصبح كل شيء بالنسبة له وسيصبح مهووسًا بها.

****

Instagram: Cinna.mon2025

ترقبوا الفصل التالي مواجهة لويس و كايزن في المزاد الخيري لعائلة الماركيز مور…