الفصل 22: دروس الحب

بدأ الدرس في اليوم التالي من محادثة لانا وكايزن.

أخبرها أنهما سيتناولان وجبة واحدة معاً يومياً على الأقل.

سيتمشيان في الحديقة.

وعندما يصبحان مستعدين، سيبدآن بالذهاب في مواعيد إلى العاصمة لجذب انتباه الناس.

بدت الخطة سهلة، لكنها لم تنجح.

كانت لانا متوترة جداً ومحرجة وغير سعيدة بجانب كايزن.

وبعد ثلاثة أيام، فقد كايزن صبره أخيراً و اخبرها ، “إلى متى ستبقين تتصرفين هكذا؟“

“عمّا تتحدث؟” قالت وهي تضع شوكتها على الطاولة.

“كيف تمكنت من إغواء لويس وأنت هكذا؟” قال بنبرة منزعجة وهو ينظر إلى لانا، لكنه سرعان ما ندم على كلماته القاسية.

آذت كلماته لانا كثيراً حتى أنها بدأت تبكي. ظلت تمسح دموعها، محاولة ألا تفقد رباطة جأشها، لكن دموعها خانتها. نهض كايزن فوراً وناولها منديلاً وأعتذر بطريقة صادقة.

في تلك الليلة، لم يكمل أي منهما عشاءه وعادا إلى غرفتيهما.

في وقت متأخر من تلك الليلة، سمعت لانا طرقاً على الباب.

كانت ليسا، أصغر خادماتها سناً. أحضرت صينية من الحساء الدافئ والخبز.

“ما هذا؟ .”

“السيد كان قلقاً لأنك لم تتناولي العشاء، لذا طلب من الطباخ إعادة تسخين الحساء. لم أكن أعلم أن سيدي يمكن أن يكون رومانسياً إلى هذا الحد،” قالت بابتسامة عريضة.

وضعت ليسا الحساء على الطاولة، لكن لانا لم تبد مشتهية للطعام، لذا حاولت التحدث معها أكثر. “أعلم أنك لا تشعرين بالراحة حول السيد كايزن لأنك فقدت ذاكرتك، لكنه ليس شخصاً سيئاً.

جميعنا الذين نعمل في القصر فقدنا عائلاتنا في الحرب.

أعطانا وظائف وجعل من الممكن لنا أن نعيش بكرامة.

لذا ثقي به.”

 بما أن لانا كانت ضعيفة في تلك اللحظة، أثرت كلمات ليسا عليها وقررت أن تبذل قصارى جهدها لتنفيذ خطة كايزن.

اعتقدت بحماقة أنها إذا دفعت نفسها للمرة الأخيرة، ستصبح حرة في النهاية.

لذا قررت أن تتبع نصيحة كايزن وتستمر في الكذب على نفسها حتى تصدق الكذبة في النهاية.

لذا عندما قابلته لتناول الإفطار في صباح اليوم التالي، ابتسمت بشكل بريء وقالت، “صباح الخير، حبيبي“ أمام جميع الخدم.

صُدم كايزن وأصبح عاجزاً عن الكلام، بدت الفارسة ذات الشعر الأحمر ماريسا منزعجة من تصرف لانا.

اما خادمتها ليسا أومأت للانا وكأنها فخورة بجهود سيدتها الصغيرة.

“صباح الخير، حبيبتي.” رد كايزن بابتسامة عريضة.

كان هذا الإفطار مسرحاً رائعاً لتدرب، وبدا أنهما تحسنا بين عشية وضحاها.

التالي كان التمشي في الحديقة، وهذه المرة كانت لانا طبيعية حقاً. حتى أنها حاولت إمساك يده كزوجين حقيقيين وإجراء محادثة صغيرة حول الطقس بنبرة مرحة.

عندما انتهت النزهة وتركت لانا يده، نظر كايزن إلى يده، التي كانت ما زالت دافئة رغم أن لانا غادرت الحديقة منذ بضع دقائق.

ثم حدثت سلسلة من الأشياء الغريبة لكايزن.

فكرة تناول الطعام معها أصبحت تبدو طبيعية الآن، وفكرة إمساك يدها لم تكن مقززة كما ظن.

بعد كل شيء، كيف يمكن لشخص بيدين صغيرتين كهاتين أن يؤذيه؟

كانت مجرد فريسة ضعيفة، وكان سعيداً لأنه استطاع أخيراً التلاعب بها لأغراضه الخاصة.

لكن أحياناً عندما يستلقي في فراشه ليلاً، كان عقله يلعب عليه الحيل. وجد نفسه يتذكر الأشياء الصغيرة التي فعلتها أمامه، وتأتي ابتسامة على وجهه.

مثل المرة الأخيرة التي صرخت فيها وهربت عندما رأت نحلة في الحديقة، أو الطريقة التي اختبأت بها خلفه والتجأت إليه.

أو كيف تترك دائماً معظم خضرواتها في طبقها كلما تناولا وجبة معاً. أصبح تدريجياً أكثر فضولاً حولها، وغالباً ما وجد نفسه ينظر إليها من نافذة مكتبه.

في لحظة بدت بريئة وطاهرة ، وفي التالية كان يتذكر ما فعلته به ويغلق الستائر لتجنب رؤيتها.

كان عقله يواجه صعوبة في التمييز بين لانا الماضي التي خانته ولانا الحاضر التي لم تكن أفضل من حمل أليف لا يؤذي. في نقطة معينة حتى أنه فكر أن لويس هو الذي خدعها، لكن ذلك لا يمكن أن يكون صحيحاً.

بعد كل شيء، حتى لو كان لويس أغواها، فهي التي قررت أن تخونه و ألا تعطي زواجهما فرصة عادلة.

لذا قرر أن يستمر في خطته للانتقام منهما كليهما.

وبدا أن خطته تعمل، لأنه بالعودة الى هذه اللحظة بعد أن تم الإعلان عن أسمائهما في حفلة الماركيز دي مور، جاء لويس مباشرة إليهما، وكأنه مستعد لخسارة كل مايملك من اجل استعادتها.

****

Instagram: Cinna.mon@2025