الفصل العشرون: عودة الفيكونتيسة

“هل سمعت أن الفيكونتيسة عادت؟“

“لقد كانت مفقودة كل هذه السنوات، يقولون انها فقدت ذاكرتها.”

“كم يجب أن يكون زوجها سعيداً لأنه تم لم شمله مع زوجته بعد كل هذه السنوات.”

“إنها محظوظة جداً لأن لديها زوجاً رومانسياً كهذا، الذي انتظر بإخلاص عودتها لعشر سنوات.”

“عشر سنوات؟! حقاً؟ زوجي سيتزوج مرة أخرى في أقل من سنة لو اختفيت.”

“لا أطيق الانتظار لرؤيتهما في المجتمع الراقي.”

كانت جميع أنواع الشائعات تدور حول العاصمة، والنبلاء الذين لا يملكون شيئاً ليفعلوه متلهفين لمعرفة المزيد عما حدث حقاً.

ومع مرور الأيام، أُضيفت الأكاذيب إلى الحقيقة لجعل القصة أكثر إثارة.

قال البعض أن الفيكونتيسة كانت تعمل كعبدة في مناجم الشرق، وجاء زوجها لإنقاذها كفارس على حصان ابيض.

قال آخرون أن العدو اختطفها منذ سنوات للضغط على زوجها. كان الناس مفتونين جداً بقصتهما لدرجة أنه تم كتابة مسرحية عن كايزن وهو ينقذ زوجته.

كتب الشعراء أغانٍ عنهما.

وغنى الأطفال تلك الأغاني طوال اليوم.

“

سأنتظر سنة، سنتين، حتى تعود حبيبتي.

ثلاث، أربع سنوات.حتى تكوني بين ذراعي.

خمس، ست سنوات،  أنادي اسمك.

هناك شعلة في قلبي…

سبع، ثماني سنوات،ليس هناك أخرى مثلك.

تسع، عشر سنوات. الأن وإلى الأبد أنتي الوحيدة بالنسبة لي

“

تم النظر إلى قصة حب لانا وكايزن بشكل إيجابي، لكن في الواقع، لم يكن هناك شيء رومانسي حولها.

انفصالهما كان بسبب خيانة زوجية، ولم شملهما كان بسبب الانتقام.

مرَ الوقت و كل شيء سار كما أراد كايزن، لكن في المقابل، تم استدعاء لويس إلى القصر الملكي.

“لويس، سمعت أنك حاولت دخول قصر كايزن بالقوة مرة أخرى. ما الذي يحدث بينكما بحق الجحيم ؟” قال ولي العهد بصوت غاضب.

منذ سنوات المراهقة كان الثلاثتهم اصدقاء، و هذه كانت المرة الأولى التي يراهم فيها يتقاتلون.

“أستمر في طلب رؤيته، لاكنه يرفض” رد لويس.

“لا أعرف ما فعلته، لكن إذا اعتذرت بشكل صحيح في المرة القادمة التي تراه فيها، سيسامحك كايزن.” قال ولي العهد و هو يفكر بأيجابية.

“لست متأكداً من أنه سيسامحني.”

“لا أريد حتى أن أسأل عما فعلته، لأن هذه المرة الأولى التي أرى فيها كايزن غاضباً هكذا، لذا فقط ابق صامتاً وانتظر حتى الحفل السنوي لماركيز مور لتتحدث إليه.”

“كايزن سيحضر؟؟” سأل لويس بنظرة متفاجئة.

“نعم، لا أعرف ما الذي حدث له، لكنه طلب دعوة لأن زوجته تحتاج إلى التعود على المجتمع الراقي في أسرع وقت ممكن. لم أكن أعرف أنه يحب زوجته إلى هذا الحد.”

عندما سمع لويس هذا، أصبح أكثر حيرة، ولم يستطع معرفة ما يفكر فيه كايزن.

‘ هل يحاول كايزن كشف الحقيقة أمام الجميع في الحفل وإهانتي وإهانة لانا؟ ‘ لويس فكر لنفسه.

من أجل معرفة ما يخطط له كايزن. كان عليه حضور الحفل أيضاً.

الماركيز مور كان معروفاً بحفلاته المبهرة والأنشطة الممتعة، ومعظم النبلاء كانوا يتطلعون لرؤية أي لون سيختاره كقواعد الباس هذا العام، أو الفضائح الجديدة التي ستكشف.

كان كايزن يتجنب عادة هذا النوع من الحفلات غير الضرورية لأنه لم يكن يحب رؤية النبلاء ينفقون ببذخ على حفلاتهم بينما يعاني الناس من الفقر.

بعد أسبوع، وصلت الرسالة التي طال انتظارها، وتم اختيار الأحمر كللون الرسمي لملابس الحفل.

‘لانا ستبدو جميلة بالأحمر،’ فكر لويس لنفسه.

استمر في التحديق في الدعوة، متخيلاً لم شمله مع لانا مراراً وتكراراً.

قرر أنه إذا كان ما يريده كايزن هو كسر كبريائه امام الناس، فسيقبل ذلك برحابة صدر من اجل استعادة لانا.

كل ما أراده هو أن ينتهي هذا الكابوس وأن يلتم شمله مع حبيبته.

بدت السنوات الأربع الأخيرة وكأنها أبدية بالنسبة له، ولم يكن قادراً على الاستمتاع بلحظة واحدة أو التركيز على أي شيء آخر غير العثور على لانا.

تقاريره اليومية كانت عن تتبع لانا، وأحلامه وحتى كوابيسه كانت عن لانا. إذا كان مهووساً بالماضي، فهو الآن أكثر تعلقاً بها، كما لو أن جميع مشاكله في الحياة ستختفي إذا عادت لانا إليه.

لقد وعد نفسه أنه سيتغير من أجلها هذه المرة، لكن في الواقع، كان نفس الرجل الأناني الذي كان عليه منذ أربع سنوات.

ما زال يريدها بغض النظر عن رأيها.

عندما جاء يوم الحفل، ذهب لويس وحده.

كان كل شخص في الحفل يرتدي اللون الأحمر النابض بالحياة، و القاعة بأكملها مضيئة بشكل ساطع لدرجة أنه كان من المستحيل التصديق انة المساء، لكن لويس وقف هناك بتعبير كئيب.

ربما بسبب ذلك التعبير المظلم على وجهه، لم يقترب منه أحد أو يتحدث إليه.

استمر في النظر إلى الباب، منتظراً الإعلان عن أسماء كايزن ولانا، وأخيراً جاءت اللحظة.

“سعادة الفيكونت كايزن بالوا وسعادة الفيكونتيسة لانا بالوا!” أعلن المنادي، وأصبحت الغرفة بأكملها صامتة.

*****

Instagram: Cinna.mon2025