الفصل الثاني: الروتين
يشير الروتين إلى سلسلة من الإجراءات أو العادات التي يقوم بها الشخص خلال اليوم.
بمعنى آخر، الروتين هو مجموعة من الأفعال التي تجعل يومك أسهل وأكثر راحة، وهو شيء لا يمكن تطويره إلا من خلال الوقت والتكرار.
ولكن لانا لم يكن لديها ذلك…
حتى أصغر الأشياء، مثل مكان وضع أغراضها أو كيفية ارتداء ملابسها، كانت صعبة بالنسبة لها.
أولاً، كان عليها أن تفتح جميع الخزائن الخمس في غرفتها لمعرفة المكان الذي تحتفظ فيه بملابسها غير الرسمية.
لكن الأمر كان صعبًا لأن كل ما كانت تملكه هو فساتين براقة تناسب الحفلات أكثر من الحياة اليومية.
لحسن الحظ، وجدت في النهاية فستانًا مريحًا مطويًا على أحد الرفوف.
لقد استغرق اختيار الفستان وقتًا طويلاً.
لو كانت ذاكرتها سليمة، لكانت قررت ما سترتديه خلال دقائق.
وبعد أن غيرت ملابسها، نظرت إلى انعكاسها غير المألوف في المرآة ولمست الضمادة الملفوفة حول رأسها. لو لم تكن هناك هذه الإصابة، لما كان عليها أن تبدأ من جديد في هذا العمر.
أخذت نفسا عميقا قبل أن تمسك بمقبض الباب.
لقد تطلب الأمر الكثير من الشجاعة منها لفتح هذا الباب لأنها لم تكن لديها أي فكرة عما ينتظرها في الخارج.
وبينما كانت تنزل الدرج ببطء، نظرت حولها وراقبت كل التفاصيل. لأن هذا سيكون واقعها الجديد.
“صباح الخير مارغريت” قالت لانا بهدوء للسيدة العجوز.
“صباح الخير يا آنستي”
كانت طاولة الإفطار وفيرة ومجهزة بشكل جميل مثل كل شيء آخر في المنزل.
“هل سنأكل ثلاثتنا كل هذا؟” سألت وهي تنظر إلى الطاولة المزخرفة.
“لا يا آنستي. هذا فطورك. أنا وبرنارد نتناوله بشكل منفصل.”
“من فضلكي تناولي الطعام معي، على الأقل اليوم، لأنكي أعددتي الكثير من الطعام هذه المرة.”
بدت مارغريت في حيرة، و لم تجب على الفور كعادتها. وأخيرًا، وبعد بضع ثوانٍ، أجابت بنبرة مهذبة للغاية.
“سيدتي، لا يُسمح للخدم بتناول الطعام على نفس الطاولة مع أسيادهم.”
وبعد أن قالت ذلك، عادت إلى المطبخ.
لم تسألها لانا مرة اخرى لأن مارغريت بدت غير مرتاحة.
“من الآن فصاعدا طبقان في كل وجبة كافية”، قالت لمارجريت وهي تلتقط شوكتها وتبدأ في الأكل.
كان الطعام لذيذًا، لكنها أكلت بضع قضمات فقط لأن لديها الكثير لتفكر فيه…
“متى سيعود السيد لويس؟“
عادةً ما يأتي مرتين أسبوعيًا، لكن بما أنكي مريضة لا اعتقد انه سيتحمل. سيصل على الأرجح بحلول الظهر، رغم الطريق الموحل.
على الرغم من أنها لم تكن مستعدة لمقابلته بعد، إلا أن لديها الكثير من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها، واعتقدت أنه كلما اكتشفت ذلك في وقت أقرب، كان ذلك أفضل.
بعد كل هذا، فهي لا تستطيع أن تعيش في هذه المنطقة الرمادية إلى الأبد.
قبل ساعات قليلة من وصول لويس، قررت لانا الخروج والتعرف على المنطقة المحيطة بالمنزل.
من الخارج، يبدو المنزل عاديًا ولم يكن فيه أي شيء مميز. إنه مجرد منزل جميل بجوار بحيرة كبيرة.
ولكن كلما تأملت في الأمر، أدركت أن الموقع تم اختياره بعناية شديدة.
كانت أشجار البلوط الكبيرة تحيط بالمنزل من جميع الجوانب وكأنها تحاول إخفاءه.
لم يكن هناك طريق مباشر إلى المنزل، وحتى القليل من المطر كان من شأنه أن يسبب مشاكل في التنقل.
وبينما كانت تفحص المكان، سمعت صوت حوافر الخيول تقترب.
يبدو أن مارغريت كانت مخطئة ووصل لويس قبل الموعد المتوقع.
عندما نزل من العربة، كان يبدوا متحمسا و ابتسم بمجرد رؤيتها.
“يسعدني رؤيتك بخير”، قال بنبرة سعيدة ثم مد يده ليلمس وجهها لاكنه توقف.
“هيا بنا ندخل، لقد أحضرت لكي الحلوى المفضلة لديك من أحد المحلات الشهيرة في العاصمة.”
أعدت مارغريت الشاي وأخرج لويس حلوى الكريم بروليه.
“ماذا يحدث؟ بالكاد لمسته،” سأل لويس بنظرة قلقة.
“إنه حلو للغاية والملمس لا يناسب ذوقي.”
“أنا آسف”
“لا بأس”، أجابت لانا، وهي لا تزال تشعر بالحرج من حوله.
ثم ساد صمت لعدة دقائق.
وأخيرًا، فتحت لانا فمها وسألت السؤال الوحيد الذي كان يدور في ذهنها طوال الليل.
“لماذا يجب أن أختبئ في هذا المنزل؟“
“هل يمكننا تأجيل هذه المحادثة حتى تتحسني اكثر؟” قال محاولا تغير الموضوع.
“لا، أريد أن أعرف الآن.”
جلس بشكل مستقيم، ووضع مرفقيه على الطاولة وضم يديه معًا بتوتر.
“أنت حب حياتي وأم طفلي…”
“لكن في الماضي، كنت زوجة لشخص آخر…”
توقف مرة أخرى، ثم أخبرها أخيرًا بالسر الذي كان يخفيه عنها.
“لقد كنتي زوجة أفضل أصدقائي…”
التعليقات لهذا الفصل "2"