الفصل الثامن عشر: الخيانة
التقى كايزن بلويس لأول مرة عندما كان في السادسة عشرة.
كان لويس أصغر منه بثلاث سنوات فقط، لكنه كان ضعيفًا ونحيفًا، ولأنه كان الوحيد في مثل عمره اتبعه لويس في كل مكان.
اهتم كايزن بلويس وعامله كأخ أصغر، حتى انه علمه كيفية استخدام سيفه بشكل صحيح.
و هكذا بدأت صداقتهم…
كان كايزن هناك عندما أصبح لويس كبيراً بما فيه الكفاية ليشرب لأول مرة في حانة قذرة بالقرب من باردن.
وعندما مات والد لويس وأصبح الدوق التالي، كان كايزن هناك من أجله.
أعجب كايزن بتجاهل لويس للرتبة النبيلة و الاهتمامه بقيمة الشخص الحقيقية فقط.
أثناء الحرب، عندما تجنب النبلاء خيام العامة التي تفوح منها رائحة لحم الفاسد وروث الخيل والعرق، كان لويس يناقش دائماً الخطوات التالية معهم، وأحياناً يتشارك معهم الطعام.
كانوا موجودين دائماً في حياة بعضهم البعض، ومن المضحك أن لويس حتى حضر زفاف كايزن.
لهذا السبب آلمت خيانة لويس كايزن أكثر من أي شيء آخر.
كان كايزن و لانا معاً لأقل من عام، و هذا يشمل فترة خطوبتهما القصيرة، لكن من ناحية أخرى، كان يعرف لويس منذ أن كان مراهقاً.
لذا شعر بمرارة شديدة حيال هذا. خلال السنوات الماضية اعتقد ان لانا ربما هربت منه لأنها كانت تخافه أو لأنها وجدت حبيباً، و هذا لم يزعجه. على الأقل حصل كل منهما على ما أراده.
لكن حقيقة أن الرجل الذي خانته معه كان لويس غيرت كل شيء.
بالعودة إلى هذه اللحظة… بعد كل تلك الضجة، كان الجميع يجلسون بهدوء على طاولة العشاء.
جلس كايزن بجانب لانا، وكان لويس في الجهة المقابلة من الطاولة.
“إذن، سيد كايزن، ماذا ستفعل الآن بعد أن اجتمعت مع زوجتك؟” قال السير ماركوس، مشيراً لخادمه ليصب له بعض النبيذ. لانه كان سعيداً بهذا الموقف.
أخيراً، لم يعد عليه القلق بشأن زواج ابنه منها.
“إذن لن تكوني أمي؟” سألت ماريا ببراءة بتعبير حزين.
“ماريا!” صرخ والدها ثم أخبر الخادمة أن تأخذها إلى غرفتها.
“أرى أن زوجتي قد كسبت قلوب الكثير من الناس هنا،” قال كايزن بابتسامة كبيرة، ناظراً مباشرة إلى لويس.
“أنا حزين لرؤية أليس… اعني لانا تغادر، لكنني سعيد لأنك اجتمعت أخيراً مع زوجك،” قال السير ماركوس بابتسامة كبيرة على وجهه.
طوال الوجبة لم ترفع لانا نظرها لأنها كانت خائفة من رؤية تعبير لويس.
ثم التقط لويس قطعة من الدجاج المشوي وحاول وضعها في طبق لانا، لأنه كان قلقاً من أنها لم تتناول لقمة واحدة أثناء الوجبة.
عندما مد يده ليضعها في طبقها، استبدل كايزن طبقه بطبق لانا الفارغ.
“لا تقلق، يمكنني الاعتناء بزوجتي،” قال كايزن بسخرية.
لتجنب المزيد من الصراع، أجبرت لانا نفسها على الأكل وأفرغت طبقها، مما تسبب في تقيؤها بعد ساعة.
كانت متوترة جداً أثناء تلك الوجبة لدرجة أن الطعام رفض البقاء في معدتها.
عندما خرجت من الحمام، بدت شاحبة وضعيفة، وكأنها قد تغمى عليها في أي لحظة، لذا ناولها كايزن كوباً من الماء بمجرد أن جلست.
“إذن ما الذي تخطط لفعله بي؟” جمعت لانا شجاعتها أخيراً لتسأل كايزن.
“سنعود إلى منزلي. من الحزين أنك نسيت بالفعل أنك ما زلت زوجتي على الورق،” قال كايزن بسخرية، وتابع، “سأستخدمك للانتقام من لويس، وسأقرر ما أفعل بك لاحقاً.”
ثم أخبر لانا أنه عليها البقاء في غرفته وأنهم سيغادران في اليوم التالي.
في تلك الليلة، لم يستطع كايزن النوم، لذا سكب لنفسه كوباً من شراب رم البلاكستراب ليهدئ عقله قليلاً.
ذلك المشروب الرخيص، الذي يستمتع به العامة في الغالب، ذكره بلويس، لأن له رائحة حلوة تخفي طعمه المرير الذي يشبه القطران.
بعد كوبه الثالث، بدأ الكحول يأخذ مفعوله، ونظر عبر الغرفة إلى حيث كانت لانا نائمة على الأريكة.
“ماذا يجب أن أفعل بك؟” تمتم لنفسه، وهو يرتشف ما تبقى من كوبه.
سواء كان ذلك عقله أم الكحول، لم يكن متأكداً، لكن في تلك الليلة خطرت لكايزن الفكرة المثالية للانتقام.
سيأخذ لانا إلى العاصمة ويتظاهر بأنه مجنون بحبها، مما يغضب لويس ويؤذيه قدر الإمكان.
وعندما يمل من تعذيب لويس، سيعيدها إليه.
إذا أعلن لويس علاقته الحقيقية مع لانا امام النبلاء، فسيكرههما الجميع وستتلطخ سمعة الدوق إلى الأبد.
وإذا حبسها لويس مرة أخرى، فستكون تلك العقوبة المثالية للمرأة التي خانته مع أفضل أصدقائه.
*****
Instagram: Cinna.mon2025
التعليقات لهذا الفصل " 18"