الفصل السابع عشر: من فضلك أنقذني
سار كل شيء بسلاسة حتى موعد رحيل كايزن.
ركب حصانه للتحدث مع حراس الحدود لآخر مرة.
ثم قام بزيارة سريعة لرئيس القرية ليرى إن كان لديه أي طلبات لينقلها إلى العاصمة.
أراد إنهاء كل شيء قبل الظهر حتى يتمكن من المغادرة إلى وجهته التالية.
كل ما كان عليه فعله هو التوقف للمرة الاخيرة في قصر السيد ماركوس لأخذ بعض المؤن للطريق، لكن بمجرد أن عبر البوابة ونزل من حصانه، ركضت لانا نحوه وأمسكت بيده بكل قوتها.
“من فضلك أنقذني!” قالت بتعبير مرعوب.
“ما الذي يحدث؟ لماذا أنت هكذا؟” حاول كايزن تهدئتها، لكن لا شيء نجح.
كانت ترتجف، ومهما سألها لماذا هي هكذا، لم تستطع التحدث بشكل صحيح.
لذا وضع يديه على كتيفيها، انحنى قليلاً، ونظر مباشرة في عينيها. “سيكون الأمر على ما يرام ، فقط أخبريني ماذا حدث.”
“هو—” قالت بصوت مرتجف، لكنها مرة أخرى لم تستطع إنهاء الجملة.
ثم فجأة بدأت في البكاء، وبعد الارتجاف بشكل لا يمكن السيطرة عليه لبضع ثواني، تمكنت أخيراً من قول جملة كاملة. “هو هنا… من فضلك أنقذني.”
علم أنها تعني بـ”هو” على الأرجح عشيقها السابق.
“لا بأس، يمكنني أن أطلب من اللورد ماركوس أن يحميك منه قبل أن أغادر.” فكر بإيجابية.
“لا يستطيع إنقاذي منه،” أجابت، ممسكة به وكأن حبل حياتها مربوط به.
“ماذا تقصدين؟“
“أنت وحدك من يستطيع إنقاذي منه.”
بمجرد أن قالت ذلك، سُمع صوت حوافر الخيل تقترب من الباب الأمامي.
بضع ساعات غيرت مصير ثلاثة أشخاص.
لو وصل لويس بعد بضع ساعات فقط، لكان بإمكانه القبض على لانا بسهولة.
لكن القدر كان له خطط أخرى لهم، وهكذا التقى لويس وكايزن.
بمجرد أن رأى وجه لويس، تفاجأ كايزن كثيراً، واستغرق منه لحظة ليدرك ما يحدث.
“لانا!!” قال لويس بمجرد نزوله من حصانه.
رغم أنه كان يستطيع رؤية تعبير كايزن المصدوم بوضوح، استمر بمناداتها بيأس.
عندما نادى باسمها، تجمد جسد لانا من الصدمة، ولم تكن تريد الالتفات ومواجهته.
“لانا، إنه أنا، لويس، من فضلك تعالي وأمسكي بيدي.”
لم تلتفت لانا برأسها، لكنها نظرت مباشرة في عيني كايزن وحركت شفتيها بصمت ، “من فضلك...”
في تلك اللحظة، كل ما أراده لويس هو احتضان لانا مرة أخرى، ثم التعامل مع كايزن و عواقب أفعاله.
لقد حلم بهذه اللحظة مرات كثيرة خلال السنوات الأربع الماضية.
بدا أن حلمه سيتحقق اخيراً، لكنه سيكلفه أفضل صديق له…
وكان مستعداً لدفع هذا الثمن. لأنه منذ اليوم الذي هربت فيه لانا، وعد نفسه أنه سيستردها مهما كلف الأمر.
عند سماع صوت الضجيج أمام القصر، خرج السير ماركوس وابنه والخدم ليروا ما يحدث.
وتعرف السير ماركوس على هوية لويس بنظرة واحدة فقط وانحنى.
“تحياتي، الدوق الأكبر. ما الذي جلبك إلى هذا البيت المتواضع؟“
“لقد جئت في أمر شخصي،” أجاب، ثم تقدم نحو لانا وكايزن.
أغلقت لانا عينيها خوفاً مما سيحدث بعد ذلك، ظناً منها أن كايزن قد يتخلى عنها. لكنه لم يفعل.
شعرت بشخص يحتضنها، وعندما فتحت عينيها من الصدمة، رأت أنه ليس لويس، بل كايزن.
صُدم الجميع من هذا المشهد.
“لقد وجدت زوجتي الحبيبة أخيراً،” قال وهو يحتضنها.
عندما قال كايزن ذلك، نظر مباشرة في عيني لويس ورأى كم آلمه ذلك.
رؤية تعبير لويس المجروح جعل كايزن يبتسم من الفرح.
“ماذا يعني ذلك؟!” قال أنطونيو بتعبير مصدوم.
“لقد كنت أبحث عن زوجتي خلال السنوات العشر الماضية، من كان ليخمن أنها فقدت ذاكرتها وكانت تعمل في الريف؟” قال، وهو يجذبها إلى جانبه.
أراد لويس أن يفتح فمه ويقول شيئاً، لكنه لم يستطع.
لم يستطع أن يخبر الجميع أنه عشيقها أمام زوجها الحقيقي.
“هل أنت متأكد أن أليس هي حقاً من كنت تبحث عنها؟” سأل أنطونيو، رافضاً تصديق ما يحدث أمام عينيه.
“في البداية لم أكن متأكداً، لذا تابعتها عن كثب، لكنني الآن متأكد أنها زوجتي الحبيبة التي فقدتها قبل بضع سنوات،” قال، متظاهراً بالحنان وهو يمسك يدها.
في الواقع، كل ما أراده هو إيذاء لويس قدر الإمكان.
استمتع كايزن بكل لحظة من ذلك.
كم بدا لويس مجروحاً…
كيف كانت عيناه حمراوين من الحزن بدلاً من الغضب…
وكيف أنه رغم كل شيء، ما زال ينظر إلى لانا بعيون محبة…
حينها قرر كايزن في طريقة للانتقام من كليهما.
*****
Instagram: Cinna.mon2025
كيف وجد لويس لانا ؟ و ماهي خطة كايزن للانتقام ترقبوا هذة التفاصيل في الفصول القادمة
التعليقات لهذا الفصل " 17"