منذ اليوم الأول الذي قابلت فيه لانا سيدريك، بذلت قصارى جهدها لتعامله بشكل جيد.
أمضت الكثير من الوقت معه، وتعلمت كيف تصنع حلوياته المفضلة، وحاولت أن تخوض محادثات طويلة لتتعرف عليه مرة أخرى.
لكن سيدريك لم يفتح قلبه لها أبداً.
“رسائل إلى الأمهات” و”كتاب الأمهات” كانا من بين الكتب القليلة التي بدأت تقرأها لتفهم دورها كأم بشكل أفضل، لأن هذا كان جديداً عليها أيضاً.
مع فقدان ذاكرتها، حُرمت من أشياء كثيرة، واضطرت لتتعلم من جديد.
كيف تعتني بطفل، وكيف تتحدث معه، والأهم من ذلك، كيف تقترب من طفل وتلعب معه.
لذلك عندما أدركت كم يكرهها سيدريك، شعرت وكأن قلبها قد تحطم.
بدأت يداها ترتعشان وأذناها تطنان. كان الأمر وكأن جسدها كله متوتر بشأن ما سيقوله بعد ذلك.
لكن الأمور استمرت في التدهور. “لا تقلقي، لن أخبر والدي. فقط تأكدي من أنه لن يجدك واذهبي إلى مكان بعيد.”
قال سيدريك وكأنه يتحدث إلى شخص غريب.
ثم أمسك بيدها لأول مرة و كأنه يتوسل اليها: “هل يمكنك الإسراع؟ سيكون هناك مهرجان صيد ثعالب قريباً. سأذهب مع والدي ودونا لأول مرة، ولا أريد أن أفوته بسببك كما حدث العام الماضي.”
‘توقف! من فضلك توقف!’ استمرت لانا في الصراخ في عقلها، لكن سيدريك استمر في الحديث.
“عندما يصطاد والدي الثعلب، سأطلب ان يعطيه لي” تحدث سيدريك وكأنه يفكر بالفعل في مستقبل بدون أمه.
مستقبل سعيد مع والده وزوجة أبيه.
“حسناً.” أجابت لانا بصوت متصدع ونبرة منخفضة، ثم أضافت: “سأفعل ذلك قريباً.”
“شكراً لك.” قال سيدريك وهو يبتسم بشكل مشرق.
عندما جاء المساء وكانت تودع سيدريك قبل أن يدخل العربة، اقتربت منه لانا فجأة وعانقته. “عش حياة سعيدة.” همست في أذنه وقبلت خده.
استمرت في التلويح بالوداع بينما كانت العربة تبتعد أكثر.
على الرغم من اختفاء العربة، ظلت لانا تلوح، لأن رؤيتها كانت ضبابية بسبب كل الدموع التي استمرت في السقوط من عينيها.
بالطبع، ذهبت إلى السرير تلك الليلة دون أن تتناول العشاء. كيف يمكنها أن تبتلع حتى لقمة واحدة بعد سماع ما قاله سيدريك؟
تلك الليلة، وكأن السماء أرسلت لها إشارة، بدأت تمطر بغزارة حوالي الساعة الثانية صباحاً.
كان الرعد والبرد شديدين لدرجة أن لا أحد لاحظ أنها نزلت بالفعل من الدرج وهربت من نافذة المطبخ.
رغم أن الطقس كان سيئاً وخطتها لم تكن مثالية بعد، لم تكترث.
لم تستطع أن تعيش ثانية أخرى في ذلك المنزل البائس.
منذ ان فتحت عينيها، كل ما كان لديها هو عاشق مهووس يحتجزها، وطفل يكرهها، وخدم يتصرفون ككلاب حراسة. أرادت أن تهرب تلك الليلة أو تموت في المحاولة. على الأقل لن تضطر لرؤيتهم مرة أخرى.
لسوء الحظ، جعل المطر الطريق موحلاً جدا وصعب المشي عليه.
بعد المشي بضع أمتار قليلة اصبحت أحذيتها ثقيلة جدًا بسبب الطين الذي التصق بها.
كانت الغابة مظلمة وباردة، لكنها لم تكن خائفة. في تلك اللحظة، كانت مشاعرها مخدرة.
كل ما فعلته هو المضي قدماً والابتعاد قدر الإمكان عن ذلك السجن.
تلك الليلة، تلقت هديتها الأخيرة. بمجرد أن بدأت الشمس تشرق وتبدد الغيوم الرمادية التي بدت وكأنها تبكي من أجلها، توقفت عربة مزارع من اجلها.
كان في طريقه لإحضار دواء لابنته المريضة وعرض مساعدتها.
لم يسأل المزارع لماذا كانت هناك وحدها في الصباح الباكر. كان بإمكانه أن يرى كم كانت محطمة من الداخل من التعبير الذي يعلو وجهها.
“هل هناك مكان معين تريدين الذهاب إليه؟” سألها المزارع.
“لا، فقط خذني بعيداً قدر ما تستطيع.”
وهكذا تمكنت لانا أخيراً من الهرب.
في تلك اللحظة، في قصر الدوق، كان خادم يحضر الطعام إلى مكتب لويس.
قضى الليل كله يعمل حتى لا يفكر في لانا.
وضع الخادم الصينية على طاولة المكتب وذهب لفتح الستائر.
كانت الشمس مشرقة جداً لدرجة أنك لن تصدق أبداً أنه كان هناك عاصفة في الليلة الماضية.
أضاءت أشعة الشمس الغرفة بأكملها، لكنها لم تقدم أي دفء.
نظر لويس الى النافذة، ثم مد يده، لكنه ضرب بالخطأ كوب الشاي المفضل لديه و وقع على الأرض. انكسر إلى عدة قطع، وانسكب الشاي الأسود على السجادة.
في تلك اللحظة، شعر لويس بشعور مشؤم، لكن هروب لانا كان آخر شيء يخطر بباله.
بعد كل شيء، اعتقد أن باب قفص طائره المفضل لا يمكن كسره.
لكنه كان مخطئاً. حتى الطيور الأكثر طاعة ستطير بعيداً إذا أُعطيت أدنى فرصة.
*****
Instagram: Cinna.mon2025
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 11"
شكرا على الترجمه
احتاج بعد فصول 😭😭😭😭