الفصل الأول: البداية
“اسمك لانا، وأنت عشيقتي.”
“لدينا ابن اسمه سيدريك. يعيش معي في القصر، ويأتي لرؤيتك مرة شهريًا.“
واصل الرجل الذي يقف أمامها الحديث، وأخبرها قصصًا لم تكن تعرفها عن نفسها.
أرادت منه أن يتوقف قليلا ويمنحها وقتًا لاستيعاب ما حدث للتو.
لكن الرجل ذو المظهر الملائكي كان يائسًا جدًا في جعلها تتذكر من هي، وكيف أحبوا بعضهم البعض طوال السنوات الست الماضية، وما هي التضحيات التي قدموها ليكونوا معًا.
ولكن على الرغم من توسلاته ودموعه، لم تتمكن لانا من تذكر أي شيء.
اسمها…
عائلتها و كيف نشأت…
الابن الذي أنجبه…
حتى حبيبها…
كان عقلها عبارة عن ورقة بيضاء، تمتلئ ببطء بكل كلمة يقولها الرجل الأشقر الجميل.
استطاعت أن ترى مدى يأس الرجل في محاولته استعادة المرأة التي أحبها لسنوات.
كل ما كانت تعرفه لانا هو انها تشعر بألم حاد كلما حاولت أن تتذكر شيئًا.
حتى بعد مرور ساعاتٍ طويلةٍ من الشرح و سماع لويس يتحدث عنها وما كانت تُحبه و تكرهه، لم تستطع لانا تذكر أي شيء.
لهذا رفضت لمسته مرة أو مرتين، وكأنها ترسم خطًا فاصلًا بينهما.
معادلة حبهم أصبحت الآن غير متوازنة. لأن أحدهم لديه ذكريات ومشاعر السنوات الست الماضية، بينما يراه الآخر مجرد غريب لا يمكن الوثوق به بعد.
“سيدي، عليك العودة إلى القصر. الوقت متأخر وسيد الصغير قد يكون في انتظارك”، قال أحد الخدم للرجل الذي عرّف عن نفسه باسم لويس.
من ملابسه وطريقة كلام خدمه معه، كان يبدو وكأنه رجل نبيل ذو مكانة عالية.
“سأعود في أقرب وقت ممكن، حبيبتي”، قال وهو ينهض ليغادر بعد ان ارتدى سترته الشتوية السميكة.
“إذا كنت بحاجة إلى أي شيء، السيدة مارغريت في الطابق السفلي، فقط رني الجرس”، قال قبل أن يغلق الباب بنظرة قلقة على وجهه.
عندما غادر، تمكنت لانا من التنفس بحرية. لقد حدث كل شيء بسرعة كبيرة لدرجة أنها لم تملك الوقت لفهم ما حدث اليوم و حاولت تذكر كل المعلومات
‘اسمي لانا، عمري 23 عامًا…
أنا عشيقة لويس…
لدي ابن…
وأعيش في هذا المنزل على مشارف العاصمة…
يزورني لويس من حين لآخر لتجنب شكوك الناس…
أعيش في هذا المنزل مع مارغريت و البستاني برنارد…
يعتقد الناس أنني فتاة تعيش مع جديها…
لكن في الحقيقة، هم مجرد خدم لي…
لدى لويس زوجة رسمية تعاقد معها…
إنها تلعب دور والدة سيدريك على الورق.
بحسب لويس، وافقت على أن أكون عشيقته طالما أستطيع أن أكون معه…
هذا هو مقدار حبي له…
أشعر وكأن هناك بعض المعلومات الناقصة، لكنه قال إنه سيجيب على جميع أسئلتي بمجرد أن أتعافى تمامًا وأكون مستعدة لسماع القصة الكاملة حول سبب عدم تمكني أبدًا من أن أكون زوجته الرسمية.’
لقد كانت بالتأكيد معلومات كثيرة جدًا بحيث يصعب على شخص استيقظ للتو منذ ساعات قليلة أن يفهمها.
لكن لويس قال أنه سوف يساعدها حتى تستعيد ذكرياتها بالكامل.
وبعد كل هذا التفكير، توقفت للحظة ونظرت حولها.
غرفة مزينة بشكل جميل.
كانت ملاءات السرير مصنوعة من الحرير و ملمسها ناعم.
لقد تم اختيار كل قطعة أثاث وكل تفصيل بعناية فائقة.
نظرت إلى الزاوية اليمنى ووجدت مرآة كبيرة.
اقتربت ببطء من المرآة ونظرت إلى نفسها للمرة الأولى.
حتى انعكاسها كان يبدو غريبًا، واضطرت إلى لمس وجهها للتأكد من أنه هي.
شعر طويل وحريري بلون بني غامق.
بشرة بيضاء كالحليب…
كيف يمكن لبشرة الشخص المريض أن تكون جيدة إلى هذا الحد؟ فكرت لنفسها و هي تنظر إلى وجهها.
من بين كل ملامحها الجميلة، كانت عيناها الأكثر جاذبية. كانتا مثل العسل السائل أو الشمس في يوم صيفي صافٍ.
كانت عيناها الذهبيتان فريدتين وجذابتين.
صوت مفاجئ عالي من الساعة أفزعها.
كان الصوت الذي يعلن نهاية يوم وبداية يوم جديد.
لكنها لم تكن مستعدة.
لم يمر يوم واحد منذ أن فتحت عينيها.
كيف يستطيع من ليس له أمس أن يستعد للغد؟
لم تكن تعرف ماذا تفعل أو كيف تتعامل مع الآخرين…
وفوق كل ذلك، لم تكن تعرف كيف تتعامل مع لويس في المرة التالية التي تراه فيها.
لكن الزمن لا يتوقف لأحد. يتدفق الوقت بشكل طبيعي، و على البشر ان يحاولوا ببساطة مواكبة وتيرته.
لذلك بدلاً من البكاء، قررت الاستلقاء في السرير والنوم, على آمل أن يكون الغد يومًا جيدًا وأن تتمكن من تذكر من كانت.
****
Instagram: Cinna.mon2025
أهلاً قرائي الأعزاء… رجعت لكم بقصة جديدة.
أتمنى أن تنال إعجابكم.
أريد فقط أن أقول إن الغلاف من تصميم فنانة عربية جميلة
زوروا صفحتها على إنستغرام @nisreen.artist وأظهروا لها الكثير من الحب، فهي موهوبة حقاً.
التعليقات لهذا الفصل "1"