“أعني… إذا كان الأمر يتعلق بفرقة فرسان، فربما لدي خبرة أكثر منك. أوه… هل أخبرتك أن حلمي في الصغر كان أن أصبح فارسًا؟”
“… نعم.”
“بل حتى درست تفاصيل الأمر آنذاك.”
لم يكن السبب الوحيد، لكنه كان يعرف أن تأسيس فرقة فرسان مجال يتقنه أكثر منها.
فقد التقى بمعظم الفرق الكبرى في جبهة الغرب ورآها عن قرب.
وبالنسبة لرجل لا يتقن إدارة الإقطاعيات كما ينبغي، كان هذا أفضل ما يبرزه كي يثبت أن له دورًا يستطيع القيام به.
“أتسمح لي بذلك حقًّا؟”
لما كرر سؤاله، أومأت تيريا برفق.
“… نعم، افعل كما تشاء.”
“أشكرك!”
طفرت السعادة في قلب إيريك.
أنهى فطوره على عجل، ثم نهض واقفًا يحييها بتحية سريعة قبل أن يخرج مسرعًا.
أما تيريا، فبقيت وحدها تحدّق في الفراغ لحظة، قبل أن ترتسم على شفتيها ابتسامة صغيرة.
لقد رأت للحظة في ملامحه صورة الطفل الذي كانه في صغره.
—
فرقة الفرسان.
ليست مجرد قوة تحمي الإقطاعية، بل وجه من وجوه هيبتها ومكانتها.
ومن ثَمَّ، كان لا بد أن يتميز أفرادها بالقوة البارزة، وبالمهابة والانضباط الذي يثير إعجاب الآخرين.
غير أن العثور على مثل هؤلاء في ويبين لم يكن أمرًا يسيرًا.
أما جلبهم من الخارج فعملية مرهقة وطويلة.
صحيح أن عصر البنادق تقدّم، لكن الفارس يظل فارسًا.
فمن يملك القدرة على التحكم بالمانا يُعَدّ كنزًا ثمينًا، و”ثمنه” في السوق باهظ للغاية.
ومع ذلك، كان هناك أمر سار…
أمر سارّ لإيريك وحده.
“هل اجتمع الجميع؟ خمسة فقط… عدد قليل على فرعٍ كهذا.”
“ههه… نعتذر يا سيدي إن خيّبنا ظنك.”
“لا بأس. لو كان العدد كبيرًا، لأثار ذلك شكوك زوجتي.”
إنه “ظل القمر “، المنظمة السرّية في الغرب.
وكان دانال، الرئيس السابق لفرع فردين، يصرخ في داخله ساخطًا:
‘أي نغمة علي أن أرقص عليها هذه المرة!’
فبعد أن لفظه المركز الرئيسي وتمزق فرعه إربًا، لم يجد مفرًا إلا أن يلجأ إلى كاشا منذ بضعة أسابيع.
وبأمره، جاء إلى هذه القرية النائية، ويبين، منذ خمسة أيام فقط.
وها هو الآن واقف أمامه، يكاد يبكي في سره.
‘ظننت أني سأقوم بأعمال بسيطة…’
فإذا به يفاجأ: أن يصبح فارسًا!
بل وأكثر من ذلك، أن يكون ضمن فرقة فرسان جديدة تابعة للإقطاعية!
حتى هنا كان يمكن أن يتقبل الأمر…
لكن—
‘لماذا الراتب بهذا البؤس!’
راتب زهيد بالكاد يقبضه فارس مبتدئ عيّنه سيد إقطاعية حديثًا.
فإن كان حال الخزانة كذلك، فَلِمَ لا يلغون فكرة الفرسان من الأصل؟
لماذا أصر أن يجعل الخمسة كلهم فرسانًا؟
أكان قراره بالانضمام إلى كاشا صائبًا أصلًا؟
وفي خضم غليانه الداخلي، جاءه صوت كاشا:
“ألديك اعتراض؟”
“سأبذل كل إخلاصي وولائي!”
صرخ دانال بدافع غريزة البقاء.
وكذلك فعل رجاله من ورائه.
عندها فقط، ارتسمت على شفتي كاشا ابتسامة راضية.
“أحسنتم. فلنبدأ إذن بتسمية فرقتنا.”
“أجل!!!”
في تلك اللحظة، لم يجد دانال في قلبه سوى كرهٍ عميق لكاشا.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 56"