بغض النظر، إن هذا الإحساس بالقشعريرة الذي يجمد الأوصال – من أتى به حتى أرعب هذه الوحوش بهذا الشكل؟
توجهت أفكار ليوتين في اتجاه واحد:
“لا يمكن…”
هل وصل مفترس أقوى إلى هنا؟
هل خرج سيد هذه الجبال العميقة؟
رغم برودة الجو القارصة، سال العرق البارد على خديه.
بدأ جسده يرتعش لسبب لا علاقة له بالطقس.
وفي تلك اللحظة:
“ها! وجدتك أخيراً!”
صدح صوتٌ في الفضاء.
كان صوتاً مسترخياً لا يتناسب مطلقاً مع هذا الجو المشحون، وفي نفس الوقت، صوتاً مألوفاً جداً لليوتين.
ببطء، التفت ليوتين.
وسرعان ما غمرت وجهه تعابير عدم التصديق.
“…قائد؟”
“ليوتين! الحمد لله أنني لم أتأخر كثيراً!”
وقف إيريك في مكانه يضحك بينما يتأوه.
كان يضرب برفق على ركبته اليمنى بقبضة يده.
“آه، في أيام شبابي لم يكن هذا القدر من الجري شيئاً يُذكر. الشيخوخة مخيفة حقاً. أو ربما بسبب الإصابة؟”
هذه الثرثرة السخيفة تؤكد أنه إيريك حقاً.
احتمال أن يكون شيطاناً أو وحشاً متنكراً أصبح ضئيلاً للغاية.
بدأت حيرة ليوتين تزداد:
“كيف… كيف…”
“لماذا أنت هنا؟”
بل الأهم، “كيف وصلت إلى هنا؟”
علق الكلام في حلقه.
كل ما استطاع ليوتين فعله هو فتح وإغلاق فمه مثل السمكة.
في هذه الأثناء، اقترب إيريك بابتسامة أوسع وكأن ما يحدث حوله لا يعنيه:
“هل جرحت في أي مكان؟”
دوران عيني ليوتين في كل اتجاه.
منذ ظهور إيريك، كانت الوحوش متجمدة مثل تماثيل، غير قادرة على أي رد فعل.
المعنى واضح:
إيريك هو مصدر كل هذا الموقف.
لحظة، شعر ليوتين أن إيريك بعيد جداً.
بل بالأحرى، كان يغمره بوجود ساحق.
كأنه ينظر إلى سماء لا يمكن لمسها.
يمكن القول إن الفجوة بينهما كانت شاسعة لدرجة أنه لم يستطع حتى أن يحسد، بل شعر بالرهبة.
“همم…”
ضحك إيريك وهو يحك مؤخرة رقبته بإحراج:
“في الحقيقة، عندما رأيت أنك في خطر، أتيت مسرعاً دون تفكير. لكن… أنا الآن في موقف محرج بعض الشيء.”
“محرج؟”
“نعم، موقف محرج. خلال العشر سنوات الماضية، تسببت ببعض المشاكل. هناك أناس… كثيرون؟ يطاردونني.”
كان كلاماً غير مفهوم.
أدرك ليوتين مقصده بعد لحظة، عندما قال إيريك بصوت جاد:
“لذا أطلب منك: هل يمكنك أن تتظاهر بأنك لم ترَ ما سيحدث من الآن فصاعداً؟”
كان صوته يحمل قوة غريبة.
أومأ ليوتين وكأنه تحت التنويم المغناطيسي.
فأشرق وجه إيريك وأصبح أكثر استرخاءً:
“آه، شكراً لك! سأنتهي من هذا سريعاً!”
كان هذا أقصى ما استطاع ليوتين فهمه بصعوبة.
أما ما حدث بعد ذلك، فكان خارج نطاق إدراكه.
*صوووووت*
مع هذا الصوت، تشوه المشهد.
الوحوش الخمسة، الأشجار القريبة، رقاقات الثلج المتساقطة، والرياح – كلها انشطرت دفعة واحدة.
كان خطاً مستقيماً واحداً.
يبدو أنه فن قطع يلوي الفضاء نفسه بعكس الاتجاهات، ويقطع كل ما في مساره.
كان هناك سبب واحد لعدم التأكد:
لأنه لم يرَ كيف حدث ذلك.
كل ما فهمه ليوتين هو أن المحادثة مع إيريك كانت السبب، وأن كل شيء في خط مستقيم قد انقسم كان النتيجة.
في إدراك ليوتين، كان إيريك يبتسم فقط ويحافظ على التواصل البصري معه من البداية إلى النهاية.
*أصوات سقوط الأشلاء*
بينما كانت أشلاء اللحم المقطوعة إلى نصفين تسقط على الأرض، قال إيريك بابتسامة عريضة:
“حسناً، سأعود إلى الكوخ، بينما تذهب أنت إلى القرية وتخبرهم أنك قتلت الوحوش. آه! ولإضفاء واقعية على القصة، سأعتذر مقدماً! سأصنع بعض الجروح السطحية على جسدك!”
بقي ليوتين فاغر الفم مثل أحمق، في ذهول تام.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 28"