“يا للأسف، كنتُ أظنّ أنّني أريكِ السبيل الوحيد للخلاص، لكنّكِ تكافئينني بهذه الطريقة؟”
“إن كنتَ فعلًا تُريد أن تنجح علاقتنا، فلا تتفوه بتلك الترهات.
أحضر لي وسيلةً تُنقذ ابني.
حينها فقط سأحاول أن أحبّك.
سأطبع قُبلةً على شفتيك، وأهمس في أذنك بأنّي أحبك.
فابحث عن الطريقة، إن كنتَ فعلًا تريدني.”
كنتُ أظنّ أنّه حين يسمع ذلك سيحاول إيجاد حلٍّ حتى لو كان مستحيلًا، لكنّ وجه “فيسريو” تجمّد في لحظة.
“لا تقولي لي إنّه لا وجود لمثل هذه الطريقة؟”
“لو كانت هناك وسيلة، يا نيديا، لجئتُكِ بها دون تردّد. ولأريتُها لامرأةٍ تُحبّ ابنها أكثر من نفسها.
كنتُ سأقول لكِ: هذا هو المخرج الوحيد، لذا أحبّيني، وارفقي بي، ولنرحل معًا.”
“…”
“لا تُعلّقي أملًا واحدًا.
ما لم تنزِل معجزة من السماء، فلن ينجو إنسانٌ دنّسه السحر الأسود.”
“أتقصد أنّه سيموت في النهاية؟”
أومأ برأسه ببطء، وعيناه تومضان بأسى هادئ.
“نعم، سيموت.
وإن كانت حالته مختلفة قليلًا عمّا رأيتُه في الآخرين، إلا أنّ المصير واحد.
فالسحر الأسود لا يهب سوى الموت، لأنّه يسلب أرواح البشر.”
“قلتَ إنّ حالته تختلف… كيف ذلك؟”
“إنّه لا يزال على قيد الحياة.
فلو سار الأمر كما ينبغي وفق قوانين هذا السحر، لكانت شعلة حياته قد انطفأت منذ زمن، أو لكان يحتضر الآن.
لكنّه، بالمقارنة بما غمرته من ظلام، يبدو سليمًا على نحوٍ غريب. ومع ذلك، مصيره الفناء.”
كانت كلماته تلسع كأنّها لعنة، ومع ذلك أدركتُ أنّها الحقيقة بعينها. لم يكن يتحدّث عبثًا، بل كان يُخبرني بنهايةٍ حتمية. في تلك اللحظة، أيقنتُ أنّه لا أمل.
“كان عليك أن تمنعني… أن تقول لي ألّا أفعل ذلك… لماذا لم تمنعني؟”
“منذ أن جئتِ إلى القصر، لم أكن برفقة فيسريو ولو مرة واحدة.
فكيف تعرفينه إذًا؟”
“آه… ربّما اختلط عليّ الأمر؟”
“مستحيل. لا يمكن أن تُخطئي في ملامحه.
ثمّ يا كلوي، أنا لم أخرج مع فارسٍ أصلًا.
طوال تلك المدّة، لم يرافقني سوى وصيفاتي.”
“حقًّا؟”
“لماذا أخبرتِه عن حالة ابني؟”
لم أعد أُبالي بكيفية لقائهما.
كلّ ما أردت معرفته هو الدافع. بأيّ نِيّةٍ أفشت أسراري؟
لقد تركتُ لها المجال بكلّ ثقة، لأجل طفلي… لكنها خانت.
“لماذا أريتِه ابني؟”
ارتجفت عيناها للحظة، كأنّها انكشفت.
“دلا، سيّدتي، لم أفعل شيئًا!”
“لم تفعلي؟ إذًا هل تبعكِ هو إلى هنا صدفة؟”
“لا، لا، الأمر ليس كما تظنين، أقسم إنّه سوءُ فهم!”
لكنّ عينيها المرتبكتين، وصوتها المرتجف، ونظراتها التي تهرب يسارًا، كانت تقول الحقيقة بأوضح مما تنطق به الكلمات.
كانت تكذب.
“حسنًا… سوءُ فهم، إذًا.”
ابتسمتُ ببرود. كنتُ أعلم أنّ حديثنا الحقيقيّ لم يبدأ بعد.
“سيّدتي… أيمكنني الخروج قليلًا؟”
“لم أمنعكِ، اخرجي إن شئتِ.”
“إذًا، لو سمحتِ…”
“لكن بعد أن أنهي كلامي.
لأنّ لديّ ما يجب أن أقوله، يا كلوي.”
تقدّمتُ نحو الباب وطرقتُه من الداخل.
“لن يدخل أحد، ولن يخرج أحد.
عندي أمرٌ مع كلوي.”
“أمركِ، سيّدتي.”
شعرتُ بشخصٍ يستند إلى الباب من الخارج.
عدتُ إلى السرير ببطء.
“سيّدتي؟ لماذا…؟”
“كلوي.”
“نعم…؟”
كانت تحدّق بي بعينين واسعتين يكسوهما الاضطراب.
“أنا أؤمن بالمخاكم.”
“هاه؟ الآن؟ فجأة؟”
“وأنتِ؟ أتؤمنين به؟”
“كلّ من يعيش في الإمبراطورية يؤمن به، أليس كذلك؟”
ابتسمتُ بخفّة، وهززتُ رأسي ببطء.
اليوم…
سأقول لها كلّ شيء.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 51"