“لكن تأخّرتَ أكثر ممّا توقّعت. لقد مضى أكثر من ثلاثة أيّام منذ زرتَ والدي.”
“أهكذا؟”
“ظننتُ أنّك، بما أنّك تعرف أنّ مكروهًا أصاب طفلي، ستأتي مسرعًا. لكنّك لم تفعل.”
“كنتُ أنتظر.”
‘لا، هو ليس من ينتظر أبدًا.’
في تلك اللحظة، أدركتُ أنّ الذي أطلعه على حالة “رودسيل” لم يكن أحدًا من مَن حولي.
لو كان أحدهم، لكان “فيسريو” قد هرع إليّ في الحال ليبتزّني بكلماته، ويقول إنّ نبوءته تحقّقت.
لكنه لم يفعل ذلك.
‘إذًا، الجاني هو من علم مؤخرًا بحالة رودسيل.’
راودتني فكرة، وكنتُ متأكّدة أنّ أحدًا من مَن أثق بهم لا يمكن أن يكون الخائن.
“عجيب. ظننتُ أنّك ستأتي ركضًا، وكان ذلك سيُربكني أكثر.”
“تظاهري بالتماسك قدر ما تشائين، نيديا، لكنّكِ خائفة. أنتِ تموتين خوفًا من فقدان ابنكِ، أليس كذلك؟”
“نعم. لهذا أسألك، ما الحلّ؟ إن كنتَ توقّعت هذا المصير، فلا بدّ أنّك تعرف السبيل.”
“السبيل؟ أجل، أعرف.”
خفق قلبي بقوة غير منتظمة.
“تعرف؟ حقًّا؟”
“هاها، وجهكِ تغيّر فور سماعك كلمة (أعرف). ممتع حقًّا.”
“أ… أتمزح معي الآن؟”
“أمزح؟ لا، فقط رأفتُ بحالك، فمنحتكِ بصيص أمل صغير.”
“إن كنتَ منحتني أملاً فقط… فلا علاج إذًا؟”
أومأ برأسه دون تردّد.
“لو أخبرتكِ بالعلاج، هل ستُحبّينني؟ أو ربما تُقبّليني؟”
تقدّم نحوي فجأة، وأمسك بذقني بعنف، حتى صار وجهه قريبًا جدًّا.
لكنّي لم أُشِح بنظري عنه.
“هل هناك علاجٌ حقًّا؟”
“قبّليني، وربما أخبركِ.”
“…”
أقسمتُ أن أفعل أيّ شيء من أجل ابني، فلماذا الآن تحديدًا يتبادر إلى ذهني وجه الدوق؟
لسنا على علاقة، ومع ذلك اجتاحتني موجةٌ من شعورٍ غريب بالذنب.
“ما بكِ؟ ألم تقولي إنّك تُحبّين ابنكِ حد الجنون؟ فلماذا لا تستطيعين إذًا؟”
“لأنّه… لا يوجد علاج.”
ارتجف طرفُ فمه حركة خفيفة لا تُرى إلا عن قرب.
“ولِمَ تعتقدين أنّه لا يوجد؟”
“لو وُجد، لطلبتَ حبّي منذ البداية، لا جسدي. كنتَ لتطلب مني أن أقول (أُحبّك)، لأنّك كنتَ تريد سماعها بصدق، لكنك الآن… تحاول استغلال ذلك.”
لو لم يخطر في بالي وجه الدوق، لربّما قبّلتُه فعلًا.
لكنّ رؤية وجهه الحزين في مخيّلتي شلّت حركتي.
فشدّدتُ نبرتي في محاولة أخيرة للضغط على “فيسريو”.
عندها فقط، أفلت وجهي وتنحّى جانبًا.
“مملّةٌ أنتِ بحقّ.”
“إذن لا علاج.”
“بل هناك.”
“وما هو؟”
نظر إليّ طويلًا ثم حرّك رأسه نافيًا.
“إنّه بسيط جدًّا، ولا أحد سواكِ قادرٌ عليه.”
“أنا فقط؟”
هل تركني إذن لأنه لا يستطيع تنفيذ العلاج بنفسه؟ لو كان يستطيع، لاستغلّ ذلك لابتزازي.
“الأمر سهل. استمرّي في ضخّ السحر الأسود في جسده.”
“ماذا…؟!”
“أليس بسيطًا؟”
بسيط؟ بل هو جنون.
لو واصلتُ تغذيته بالسحر الأسود، سيفقد السيطرة، ويقتلني، ثم يلتهم ذاته.
سيعيش، نعم، لكنّه لن يعود إنسانًا أبدًا.
‘هل هذا أفضل؟ أن يموت ببطء أمامي أم أن يتحوّل إلى وحشٍ يقتلني؟ هل يجب أن أفعل كما في الروايات؟’
رغم أنّني وجدتُ الجواب، شعرتُ بصدري يختنق ألمًا.
وبينما أنا غارقة في صمتي، عاد “فيسريو” ليتفوه بكلماتٍ تُثير الاشمئزاز.
“إذن يا نيديا، بعد أن أخبرتك بكلّ هذا، ألا أستحقّ قبلةً أو ليلةً معكِ؟”
“كفّ عن قذارتك.”
“قاسيةٌ أنتِ.”
“وهل حقًّا هذا هو العلاج الوحيد؟”
“لو لم تستخدمي السحر الأسود منذ البداية، لكان الوضع مختلفًا. لكن الآن، هذا هو الطريق الوحيد.
إلّا أن يتجلّى إله بنفسه فيُنزِل قوّة الشفاء.”
ابتسم ابتسامةً باردة، فارتجفتْ يداي من الغضب.
“في هذه ال1حالة، لماذا لا تتركينه ليموت، وتبدئين حياة جديدة؟ يمكنكِ إنجاب طفل آخر، أليس كذلك؟”
اقترب مني مجددًا، ومسح خدّي بإصبعه.
“انظري إلى نفسكِ، كم تدهورت حالتكِ وملامحكِ.”
“فيسريو…”
“هاه؟ هل اتخذتِ قراركِ أخيرًا؟”
“اخرج. أرجوك، اخرُج من حياتي.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 50"