نظرت إلى الأطباء الواقفين، عارفةً أنهم لم يقترفوا خطأ، لكنّ غضبي كان يتصاعد كالنار لا يرحم أحدًا.
“أنتم لم تعرفوا السبب، إذًا ما الذي أعطيتم لابني؟!”
“نحن…… لسنا واثقين، لكن يبدو أنّ شيئًا يتحرّك داخل جسده بسرعة مفرطة، مسبّبًا اضطرابًا داخليًّا حادًّا.”
بمجرّد سماعي هذه الكلمات، أدركت الحقيقة المرّة.
السحر الأسود الذي كنتُ أُعطيه لرودسيل هو السبب.
“هاه…….”
الذنب خنقني.
كلمات فيسريو عادت تتردّد في أذني — هذا ما كان يقصده إذًا.
حين وعيتُ أنني السبب الحقيقي، شعرت ببرودةٍ تسري في أوصالي، وتلاشى غضبي تمامًا.
“لذلك…… لجعل جسده يستقر، قمنا بإبطاء تدفّقاته الحيويّة. يمكن اعتباره في سباتٍ هادئ، ولن يتقيّأ الدم ثانيةً.”
“هاه…….”
مررتُ يدي ببطءٍ على خدّ رودسيل النائم، وأخرجت منديلاً لأمسح الدم عن فمه.
ذلك اللون الأحمر الفاقع فوق بشرته البيضاء كان يبعث في قلبي قشعريرة قاتلة.
لمستُ وجهه بأنامل مرتعشة.
“رودسيل…….”
يا صغيري…… أما كنتُ أستحقّ الموت لأجلك؟ كيف سمحتُ لنفسي بأن أكون سبب ألمك؟
يا ملاكي الجميل…… أأقتلك لأعيش أنا؟
أتحبّني أكثر مما أحبّك، ومع ذلك أختار نفسي؟ أهذا ما يُسمّى أمومة؟
“سيّدتي…….”
اقتربت فيليس وقدّمت لي كوب ماء، لكنّ يدي لم تملك القوّة لرفعه.
“لا حاجة لي به.”
“لكنّكِ……”
“قلتُ لا بأس، يا فيليس.”
كان صوتي واهنًا حدّ الانكسار، فتراجعت دون اعتراض.
مضت لحظات، ثمّ دخل عدد من الأطباء الجدد ليفحصوا رودسيل، لكنّ نتائجهم لم تختلف عن سابقيهم — السبب لا يزال مجهولًا.
وفي تلك اللحظة، دخل الدوق الغرفة بخطواتٍ هادئة.
“ما الذي جرى؟”
“رودسيل…… رودسيل…….”
ما إن نطقتُ اسمه حتى انفجرت الدموع من عينيّ كالسيل.
شعرتُ أن الذنب يسحق قلبي سحقًا.
تولّت فيليس رواية ما حدث له بالتفصيل.
أصغى الدوق بصمتٍ طويل، دون أن يبدو عليه الغضب، ثمّ نظر إليّ بهدوءٍ بارد.
“هل أنتِ بخير؟”
“أنا…… بخير.”
“حسنًا، إذًا انتهى الأمر.”
لم يسأل عن حال رودسيل، ولا عن مدى خطورته، ولا حتى عمّا سبقه من أعراض.
كانت برودته تثير رعشتي أكثر من الخوف نفسه.
“انتهى الأمر؟ أهذا كلّ ما لديك؟!”
“ماذا تقصدين؟”
“لماذا تبدو غيرَ مكترث؟ إنه ابنك! الطفل الذي أحببته، كيف تستطيع أن تكون باردًا هكذا؟!”
“نيديا، لا تبالغي. لستُ غيرَ مبالٍ.”
“إن لم تكن كذلك، فلماذا يبدو الأمر طبيعيًّا بالنسبة لك؟!”
لم يُجب.
وللحظة، أقنعتُ نفسي أنّني أبالغ، لكنّ سكونه كان حقيقيًّا، خاليًا من أيّ شعور.
“لماذا لا تقول شيئًا؟”
“رودسيل سيكون بخير.”
“بأيّ معنى تقول هذا؟”
“نيديا.”
لامست يده رأسي برفقٍ بارد.
“لقد أنهكتِ نفسكِ من القلق، لأنّكِ تحبّين رودسيل أكثر من أيّ شخص. لذا، خذي قسطًا من الراحة. جلستِ تبكين طيلة الوقت ولم تشربي شيئًا، وساقاكِ بالكاد تتحرّكان.”
“كيف لي أن أستريح وهو هكذا؟!”
“لو استيقظ ورآكِ بهذا الشكل، سيحزن منكِ.”
لم أستطع الرد، ولا وجد لساني حجّة.
“تناولي طعامكِ، ونامي قليلًا، من أجله…… ومن أجلي أنا أيضًا.”
ثمّ حملني الدوق بين ذراعيه ووضعني فوق السرير.
“ما الذي تفعله؟!”
“لا أطيق رؤيتكِ بهذه الحال. سأتولّى أمركِ من الآن فصاعدًا.”
“دعني، يجب أن أبقى بجانب رودسيل!”
“كلا. من الآن ستستريحين. إن نمتِ الليلة جيدًا، سأدعكِ تذهبين إليه غدًا. أما إن تمردتِ، فستبقين هنا حتى أقول غير ذلك.”
ورغم احتجاجي، أخذني إلى غرفتي القريبة من غرفة رودسيل.
كان يحتويني في ذراعيه، يطلب مني الهدوء.
“استرخي الآن.”
“أنا…… أكره كونك هادئًا إلى هذا الحد.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 44"