لم أَعُد أُطيقُ التَّركيز على حديثِنا، إذْ كانَ الصَّوتُ يعلو شيئًا فشيئًا.
“خَشخَش… خَشخَش…”
تصاعدَ الضجيجُ حتى أيقظَ رودسيل، الذي لا يستفيقُ عادةً حتى على أصواتنا، ففركَ عينيه ونهض.
“نمْ قليلًا بعدُ.”
“سيّدتي، سأكونُ على أحسنِ سلوك.”
لم أدرِ أكان يقصدُ ذلك عمدًا، لكنّ كلوي بادرت بالكلام سريعًا:
“أمّي، ماذا سيُحسِنُ كلوي؟”
“ليس شيئًا يُذكر.”
هل تعمّدت قول ذلك لحظةَ نهضَ رودسيل؟
‘كلا، لا تَظُنّي.’
كلوي التي أعرفها ليست من هذا الطِّراز.
هي مَن أنقذت رودسيل بعد فقدان أمِّه، وهي مَن كبحت جماحه. مهما حاولتُ أن أغيّر مسار الأحداث بتدخّلي، ومهما جذبتُ الخيوط لِتسلك طريقًا آخر، فالشخصيّات لا تتبدّل.
ولهذا أنا أُصدّقها.
كلُّ ما في الأمر أنّها لا تُجيد دورها كمُرضِعة، لا أكثر. نزعتُ عن نفسي شكًّا كان يوشك أن يطفو.
“قلتُ لكِ: لا شيء.”
“سيّدتي…”
كادت كلوي تُكمل كلامها، لكنّ الأصوات عادت من جهة الشجيرات في اللحظة ذاتها.
كنتُ أظنّ المكان آمنًا لارتباطه بحديقة الدوق، لكنّ العرقَ البارد انحدر على ظهري فجأة.
هل يمكن أن يكون حيوانًا مُفترسًا؟ ضممتُ رودسيل سريعًا إلى صدري.
“سأُمسكك يا صغيري.”
رودسيل، الغافل عن توتّري، ابتسم ببساطة، فيما تجمّد وجهي وأنا أُحدّق في الأدغال.
لم يكن أرنبًا أو جرذًا، فالحجم أكبر بكثير.
“إنّها كومةُ براز!”
قالها رودسيل فجأة وهو يُشير إلى الأدغال.
“ب… براز؟”
“نعم يا أمّي!”
كان رودسيل يُسمّي البراز دومًا بتسميةٍ واحدة. عندها فقط خفَضتُ نظري، فرأيت خصلةً ورديّةً من الشَّعر تبرز بين العشب.
“…ميا.”
تنفّستُ بعمق وناديت الطفلة.
لكنّها لم تُبدِ رغبةً في الخروج، بل راحت الأعشاب حولها ترتجف بلا توقّف وكأنّها ترتعد خوفًا.
“اخرجي قبل أن أُعيد كلامي.”
ظلّت الطفلة جامدة، فالتفتُّ إلى كلوي.
ورغم أنّ الأمر بات واضحًا أنّ ابنتها هناك، صمتت طويلًا قبل أن تُنادِي بخطًى متردّدة:
“ميا… أأنتِ هنا حقًّا؟”
“…”
“يمكنكِ الخروج يا ميا.”
وفجأةً اندفعَ الرأس الورديّ من بين العشب.
“أمّي…”
“لماذا أنتِ هنا؟”
خرج صوتي ببرود، إذ كنتُ متوتّرة خشيةَ وجود خطر حقيقي.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات