132
بعدَ فرارِ الكاردينالِ فيلهلم منَ المعبدِ، بدأتْ عمليةُ إعادةِ تنظيمٍ واسعةِ النطاقِ للمعبدِ.
أعلنَ البابا أغناتيوس عنِ الأعمالِ الدنيئةِ التي ارتكبَها الكاردينالُ فيلهلم.
ولمنعِ تكرارِ مثلِ هذه الحوادثِ، أعلنَ البابا عن إصلاحاتٍ داخلَ المعبدِ.
بدأَ المُحقِّقونَ الذينَ اختارَهم البابا شخصيًّا في التحقيقِ بلا تردُّدٍ في أنشطةِ جميعِ الكهنةِ، بينما ارتعدَ أولئكَ الذينَ تورَّطوا في أفعالٍ مشبوهةٍ، منتظرينَ نهايتَهم الحتميَّةَ بخوفٍ.
هبَّتْ رياحُ تغييرٍ جديدةٌ داخلَ المعبدِ، ومعَ عودةِ البابا، بدتْ شجرةُ العالمِ التي استعادتْ إشعاعَها البهيَّ، وكأنَّها تُعلنُ بدايةَ عصرٍ ذهبيٍّ جديدٍ للمعبدِ.
“كلُّ هذا بفضلِ القدِّيسةِ.”
“لا، إنَّه بفضلِكَ يا صاحبَ القداسةِ. بفضلِكَ تمَّ الكشفُ عنْ رجالِ الدينِ الفاسدينَ، كما ازدادَ إيمانُ المؤمنينَ بشكلٍ كبيرٍ.”
أثناءَ حديثي معَ جدي، أومأَ الحاضرونَ برؤوسِهم بابتساماتٍ تعلو وجوهَهم، معبِّرينَ عنْ رضاهم.
مرَّ شهرٌ منذُ وصولي إلى المعبد المركزي، وكانَ هذا الاجتماعُ الخامسُ الذي أحضرُهُ ضمنَ اجتماعاتِ المعبد.
“بفضلِكما، عادتِ الحيويَّةُ إلى المعبدِ. ومن المؤكَّدِ أنَّ شجرةَ العالم قدْ رأت ذلك، وهكذا عادتْ الحياةُ إليها.”
قالَ أحدُهم ذلكَ.
وعندَ سماعِ هذا التعليقِ، وافقَ الجميعُ وأطلقوا ضحكاتٍ عاليةً.
“يبدو أنَّ الحاكمَ لمْ يتخلَّ عنا.”
ولكنْ لتحقيقِ ذلكَ، سيكونُ المستقبلُ بالغَ الأهميَّةِ.
“لقدْ حانَ الوقتُ للانتقالِ إلى الموضوعِ الأخيرِ.”
تحدثَ البابا بصوتٍ جادٍّ، فتوقَّفتِ الضحكاتُ، وثبَّتَ الجميعُ أنظارَهم عليه.
وكذلكَ أنا.
ربَّما لأنني توقَّعتُ ما سيَقولهُ.
بلعتُ ريقي بقلقٍ، منتظرةً الكلماتِ التي ستخرجُ منْ شفتيهِ.
“السببُ الذي جمعتُكم منْ أجلِهِ هو مناقشةُ هذا الموضوعِ تحديدًا.”
ما نطقَ بهِ البابا كانَ إعلانًا بأنَّهُ رأى حقيقةَ العالمِ داخلَ شجرةِ العالمِ الذابلةِ.
“وهذا الكتابُ، الذي وُجِدَ داخلَ مكتبةٍ خفيَّةٍ لشجرةِ العالمِ، يحتوي على الحقيقةِ ذاتِها التي اكتشفتُها.”
بينما كُشفتِ الحقائقُ حولَ أصولِ الشياطينَ والبشرِ واحدةً تلوَ الأخرى، شحبَتْ وجوهُ الحاضرينَ منْ هولِ الصدمةِ.
“أعلمُ أنَّنا قدْ تجاوزْنا نقطةَ اللاعودةِ في قطعِ علاقتِنا معَ الشياطينِ، لكنْ أريدُ أنْ أقولَ إنَّنا لا نستطيعُ الاستمرارَ على هذا النحوِ إلى الأبدِ.”
“هلْ تقصدُ منْ أجلِ شجرةِ العالمِ؟”
“ما نقومُ بهِ الآنَ ليسَ سوى علاجٍ طارئٍ. وإذا بدأتْ شجرةُ العالمِ بالذبولِ مرةً أخرى، فقدْ يكونُ ذلكَ إعلانًا لنهايةِ العالمِ.”
أدَّى هذا الحديثُ عنْ احتمالِ وقوعِ ذلكَ في المستقبلِ القريبِ إلى غرقِ الجميعِ في صمتٍ عميقٍ.
“ولكنْ، التفكيرُ في التحالفِ معَ الشياطينِ أمرٌ لا يُصدَّق.”
“إنَّهم مليئونَ بالنوايا لاستغلالِ البشرِ.”
وسطَ هذهِ الأجواءِ المُتحفِّظةِ، فتحتُ فمي أخيرًا لأتحدَّثَ.
“أليسَ البشرُ أيضًا يفعلونَ الشيءَ نفسَه؟”
تحوَّلتْ جميعُ الأنظارِ منَ البابا إليَّ.
كانَ ثقلُ هذهِ النظراتِ مربِكًا، وخفقَ قلبي خوفًا، لكنْ لمْ يكنْ بمقدوري الهروبُ منْ هذا الموقفِ.
كانَ هذا جزءًا منْ التحدي الذي عليَّ أنْ أواجهَهُ كقدِّيسةٍ، وللإيفاءِ بوعدي لشجرةِ العالمِ.
“لقدْ أبرمَ البشرُ أيضًا عقودًا معَ الشياطينِ بدافعِ الطمعِ، لذا لا أرى فرقًا كبيرًا.”
“يا قدِّيسة!”
رفعَ أحدُهم صوتَهُ، وكأنَّهُ يعاتبُني، لكنْ بالنظرِ إلى الأحداثِ التي جرتْ في المعبدِ، لمْ يتمكَّنْ أحدٌ منْ إنكارِ كلامي تمامًا.
رغمَ وجودِ تعبيراتٍ مُتعكِّرةٍ على بعضِ الوجوهِ، لمْ يجرؤْ أحدٌ على معارضةِ رأيي بشكلٍ علنيٍّ.
“في لحظةٍ ما، أصبحْنا أعداءً. لقدْ اتَّسعتِ الفجوةُ بينَ الجنسَينِ بالفعلِ، ومنَ المؤكَّدِ أنَّهُ كما تخشَونَ، لنْ يكونَ منَ السهلِ العودةُ إلى ما كُنَّا عليهِ في البدايةِ. فقدْ مضتْ أزمنةٌ طويلةٌ ونحنُ نعيشُ منفصلينَ.”
تحدَّثتُ بصوتٍ خافِتٍ ومُنخفِضٍ وبهدوءٍ:
“أعتقِدُ أنّ علينا أنْ نخطوَ الخطوةَ الأولى بحذرٍ لتقريبِ المسافةِ بينَنا.”
“هلْ تعتقدينَ أنّ هناكَ طريقةً لذلك؟”
“علينا أنْ نبدأَ التفكيرَ منَ الآن. بالتأكيدِ لنْ يكونَ منَ السهلِ تحقيقُ ذلكَ دفعةً واحدةً، ولكنّني أؤمِنُ بأنّنا قادرونَ على النجاحِ.”
“إذاً، يبدو أنّ التفاوضَ معَ الشياطينِ قدْ يكونُ جزءًا منَ الحلِّ.”
“هاه… لا أستطيعُ حتّى تخيُّلَ ذلك.”
وكما توقَّعتُ، تبادلتِ الآراءُ بكثافةٍ، وكما هو متوقَّعٌ أيضًا، لمْ تظهرْ أيُّ حلولٍ واضحةٍ.
‘حتّى وإنْ ناقشنا الأمرَ بينَنا فقط، فلنْ يتغيَّرَ شيءٌ.’
ومعَ ذلكَ، فإنّ مجرَّدَ طرحِ فكرةٍ كهذهِ يُعدُّ بدايةً صغيرةً.
سُرعانَ ما انتهى الاجتماعُ. ورغمَ شعورِ الجميعِ بالضيقِ، إلّا أنّ تعبيراتِهم عكَسَتْ انشغالًا عميقًا بالتفكيرِ.
هكذا تبدأُ التغييراتُ.
مِنْ خلالِ التساؤلِ المستمرِّ والبَحثِ عنِ الإجاباتِ يُمكننا تحقيقُ التقدُّمِ.
لوْ أمكنَنا تنظيمُ طاولةِ مفاوضاتٍ معَ الشياطينِ، لكانَ ذلكَ مثاليًا، لكنْ يبدو أنّ هذا لا يزالُ بعيدَ المنالِ.
كَتمتُ زَفرةً عَميقةً، وغادرتُ قاعةَ الاجتماعِ وبدأتُ السيرَ في الممرِّ.
أثناءَ مروري، كانَ الجميعُ يُحيُّونني باحترامٍ شديدٍ، وكنتُ أرُدُّ عليهمْ بإيماءةٍ خفيفةٍ.
‘إنّهُ أمرٌ مُربِكٌ.’
العيشُ هنا كقدِّيسةٍ كانَ خيارًا اتّخذتُه بنفسي، ولكنّ الاهتمامَ والنظراتِ التي لمْ أختبرْها مِنْ قبلُ ما زالَتْ تُشعِرُني بالتوتُّرِ.
‘لكنّني سأتجاوزُ ذلكَ.’
عندَ نهايةِ الممرِّ، ظهرَ شخصٌ مألوفٌ. لقدْ كانَ أديليو يقفُ هناكَ منذُ بدءِ الاجتماعِ، وعلى ما يبدو، كانَ ينتظرني طوالَ هذا الوقتِ.
“قُلتُ لكَ أنْ ترتاحَ قليلًا.”
“كنتُ قلقًا.”
“ما الذي يَستدعي القلقَ؟”
“إنّهُ مُجرَّدُ شعورٍ في قلبي، فأنا أرغَبُ في مواساتِكِ إذا كنتِ تشعُرينَ بالإحباطِ.”
بكلماتِه تلكَ، تلاشَتِ الأفكارُ المُعقَّدةُ التي كانتْ تدورُ في ذهني.
‘نَعم، لحمايةِ مَنْ أُحبُّهم، عليَّ أنْ أسلُكَ هذا الطريقَ الصعبَ.’
كانَ لديَّ أُمنيةٌ واحدةٌ فقط.
أنْ يَعيشَ مَن أُحبُّهمْ بأمانٍ وسعادةٍ.
هذا كلُّ ما كنتُ أحتاجُه.
✲ ✲ ✲
“لقدْ وصلَتْنا رسالةٌ مِنْ ستيلا.”
ابتسمتُ ابتسامةً واسعةً وأنا أنظرُ إلى الطائرِ الأبيضِ الصغيرِ الذي طارَ نحوي.
كنتُ قدْ أرسلتُ لها رسالةً في وقتٍ سابقٍ، أُطمئِنُها فيها بأنّ شجرةَ العالمِ بخيرٍ في الوقتِ الحالي. ولمْ أتوقَّعْ أنْ يأتي الردُّ بهذهِ السرعةِ.
“شجرةُ الحياةِ تستعيدُ حيويتَها، كما أنّ البيوضَ بدأَتْ بالظهورِ مُجدَّدًا.”
“إنّها حقًا أخبارٌ سارَّةٌ.”
بينما كنتُ أُعبِّرُ عنْ فرحتي بما حملَهُ الطائرُ مِنْ أخبارٍ، نظرتُ نحوَ أديليو، الذي أجابَ بنبرةٍ غيرِ مُكترثةٍ.
“لماذا تنظُرينَ إليَّ هكذا؟”
“هلْ كنتَ تعرفُ مُسبقًا أنّ الأمورَ تتحسَّنُ؟”
“آه، لمْ أكنْ مُتأكِّدًا تمامًا. كانَ مُجرَّدَ توقُّعٍ مني.”
“همم.”
نظرتُ إليهِ بنظراتٍ ذاتِ مغزًى، لكنَّهُ أمالَ برأسِه قليلًا مستفسرًا:
“لماذا تنظُرينَ إليَّ هكذا؟”
“لوْ كنتَ تتوقَّعُ ذلكَ، ألمْ يكنْ مِنَ الأفضلِ أنْ تُخبِرَ ستيلا مُسبقًا؟ لقدْ كانَتْ قلِقةً للغايةِ.”
لقدْ انحنَتْ ستيلا لي، وأنا غريبةٌ عنها تمامًا، طالبةً المُساعدةَ، في حينِ أنّ سيِّدَ الشياطينِ نفسَهُ بدا غيرَ مُكترثٍ تمامًا.
“إنّها أُختُكَ، أديليو. عليكَ أنْ تُظهِرَ لها بعضَ الاهتمامِ.”
“همم.”
“بهذا الشكلِ، قدْ ينتهي الأمرُ بــ ستيلا إلى كُرهِكَ حقًا. ولا أعتقدُ أنّكَ تُريدُ ذلكَ، أليسَ كذلكَ؟”
“سأبذُلُ جُهدي.”
كانَ ذلكَ مُجرَّدَ نصيحةٍ نابعةٍ مِنَ القلقِ، وخَشيتُ أنْ يكونَ لها وَقعٌ سلبيٌّ عليهِ، ولكنْ لحسنِ الحظِّ لمْ يبدُ عليهِ أيُّ انزعاجٍ.
“بالمُناسبةِ، قداسةُ البابا قد دعا إلى العشاءِ اليوم. وقد أشارَ إلى أنّهُ يُريدُ أنْ تكونَ بصحبتِنا. هلْ يُناسبُكَ ذلك؟”
“بالطبع. أنا مُستعدٌّ في أيِّ وقتٍ. فأنا حريصٌ على كَسبِ رضا قداسةِ البابا.”
مدَّ أديليو ذِراعَيْهِ مُبتسمًا بمودَّةٍ مُبالَغٍ فيها، مما دفَعَني للضَّحكِ بخِفَّةٍ.
“قالَ إنّهُ ينتظرُنا في مكتبهِ. دَعْنا نذهبْ.”
كنتُ على وَشكِ الإمساكِ بيدِه مُبتسمةً، لكنَّ طائرًا أبيضَ آخرَ حلَّقَ نحونا.
“يبدو أنّ الرسائلَ التي أرسلتُها إلى أخواتي وصلَتْ إليهنَّ بالفعل.”
كانَ الحُصولُ على ردٍّ مِنْ ستيلا وأخواتي في العاصمةِ في اليومِ ذاتِه أمرًا أدخلَ السُّرورَ إلى قَلبي.
“همم.”
تنهَّدَ أديليو وكأنّهُ يَشعُرُ بخيبةِ أملٍ صغيرةٍ، لكنَّهُ خفَضَ ذراعَيْهِ بصمتٍ.
بينما كنتُ أستمعُ إلى الأخبارِ التي حملَها الطائرُ الأبيضُ، تغيَّرتْ ملامحُ وجهي إلى الجديَّةِ، وبدأتُ أومئُ برأسي مُتأمِّلةً.
“ما الذي قرأتِهِ لتتغيَّرَ تعابيرُكِ هكذا؟”
عندما اختفى الطائرُ الأبيضُ في الهواءِ، سألني أديليو بنبرةِ قلق.
“يبدو أنّ القصرَ الإمبراطوريَّ يُخطِّطُ لإرسالِ وفدٍ رسميٍّ للمشاركةِ في المهرجانِ المُقدَّسِ القادمِ. وهناكَ جدلٌ حولَ مَن سيُمثِّلُ الوفدَ.”
“مِنَ الطبيعيِّ أنْ يُحاولوا إقامةَ علاقةٍ جيِّدةٍ معَ المعبدِ. ولا شكَّ أنّ هناكَ مَن يَطمحونَ بشدَّةٍ للحُصولِ على هذا المنصبِ.”
نقَرَ أديليو بلسانِه، بوضوحٍ يُظهِرُ استياءَه.
‘إذا جاءَ شخصٌ مُرتبطٌ بـ رينارد أو بلير، فقدْ يُصبِحُ الأمرُ مُزعِجًا.’
معَ عودةِ سُلطةِ المعبدِ والبابا إلى الارتفاعِ مرَّةً أُخرى، كانَ مِنَ الحتميِّ أنْ يُحاولوا مُراقبتَنا أو الحدَّ مِنْ نُفوذِنا.
مُجرَّدُ التفكيرِ في ذلكَ جعَلَني أشعُرُ بالصداعِ، فأطلقتُ تنهيدةً بينما وصلنا إلى وجهتِنا.
“مِنَ الأفضلِ أنْ نناقشَ هذا الأمرَ أثناءَ تناوُلِ الطعامِ.”
طرَقتُ على البابِ المألوفِ، لكنْ لمْ يأتِ أيُّ ردٍّ.
‘ما الذي يحدُث؟’
شعرتُ بشيءٍ غريبٍ، فطرَقتُ مرَّةً أُخرى، لكنَّ الصمتَ استمرَّ.
“هلْ أنتِ مُتأكِّدةٌ مِنْ وجودِه هنا؟”
“نعم. لمْ يُغادِرْ منذُ أنْ دخلَ سابقًا.”
ابتلعتُ شعورَ القلقِ الغريبِ، واستعددتُ للطَّرقِ مرَّةً أُخرى.
“انتظرِ.”
أدرَكَ أديليو وجودَ شيءٍ غيرِ طبيعيٍّ، ففتحَ البابَ بسرعةٍ.
بالرغمِ مِنْ أنّ الدُّخولَ دونَ إذنٍ كانَ يُعتبَرُ تصرُّفًا غيرَ لائقٍ، إلّا أنّ أيَّ توبيخٍ كانَ الفرسانُ سيوجِّهونَهُ تلاشى فورًا عندما رأينا المشهدَ داخلَ الغرفةِ.
“يا قداسةَ البابا!”
كانَ البابا ممدَّدًا على الأرضِ، والدمُ يسيلُ مِنْ فمِه.
بالرغمِ مِنْ صدمةِ المشهدِ المُفاجئِ، استعدتُ هدوئي بسرعةٍ واندفعتُ نحوَه.
ركضَ الفرسانُ لاستدعاءِ أعضاءٍ آخرينَ مِنْ الكهنةِ، تاركينَ أديليو وأنا وحدَنا معَ البابا في الغرفةِ.
“جدي! جدي! أرجوكَ افتحْ عينيكَ!”
حاولتُ بثَّ الطاقةَ المُقدَّسةَ فيهِ، لكنها بدَت وكأنّها تتسرَّبُ قبلَ أنْ تُحدِثَ أيَّ تأثيرٍ.
كانَ الماءُ قدْ تجمعَ حولَ المكانِ الذي سقطَ فيهِ، وبجانبِه كوبُ ماءٍ مقلوبٌ.
بالقربِ مِنَ الكوبِ، لفتَ انتباهي ظرفٌ مألوفٌ.
“هذا ظرفُ دوائِه.”
تذكَّرتُ كيفَ كانَ قدْ وصفَ لهُ الأطباءُ هذا الدواءَ لتقويةِ جسدِهِ الضعيفِ بعدَ أنْ بذلَ الكثيرَ مِنَ الطاقةِ لإحياءِ شجرةِ العالمِ.
لكنْ بالرغمِ مِنْ تناولِهِ الدواءَ، كيفَ يُمكنُ أنْ يسعلَ دمًا ويَسقطَ هكذا؟
أخذَ أديليو الظرفَ، وكانتْ ملامحُ وجهِهِ خطيرةً وهو يقولُ:
“هذا… ليسَ دواءً. إنّهُ سُمٌّ مُستخلصٌ مِن عُشبةِ الشيطانِ.”
[ يُتبع في الفصل القادم …… ]
– ترجمة خلود