120
قبل أن ندرك ذلك، كان أديليو يقف أمامنا وكان يبتسم ببرود.
“سألت ماذا كنتِ تفعلين، ستيلا؟”
“أليس ذلك واضحًا؟”
لم تتوقف ستيلا عن العبث وضحكت عليه وشبكت ذراعها مع ذراعي أكثر.
وكأنها تتباهى بصداقتنا.
“كنتُ أغازلُ ديزي لتكونَ صديقتي بدلًا من أخي.”
لا أعتقدُ أن الشرارات المنبعثة من عينيّ الأخوين وهم.
“أنتِ؟ صديقة لــ ديزي؟”
“نعم، لقد أحببتُ ديزي حقًا. إنها جميلة ولطيفة ومُحبّة، إن صداقتها مع شخصٍ وغدٍ مثلكَ يا أخي مجرد مضيعة.”
“هل تعتقدُ ديزي نفسَ الشيء؟”
بهذه الكلمات، تحوّلت عيون الأخوين نحوي في نفس الوقت.
“نعم. تحدثنا قليلًا، وكانت ستيلا تتمتع بشخصيةٍ لطيفةٍ حقًا.”
بالطبع، أنا في صف ستيلا الآن.
كانت الصدمة واضحةً في عينيّ أديليو عند سماع كلماتي، وابتسمتْ ستيلا لكونها الفائزة.
“أشعر براحةٍ أكبر لأنني حصلتُ على صديقةٍ من جنسي وليس من الجنس الآخر. ماذا فعلتَ من أجلي بعد إحضاري إلى هنا في المقام الأول؟”
ابتسمت ستيلا عند كلماتي وبدأت بمضايقة أديليو.
“بينما كانت ديزي محاصرةً في القلعة، لم تفعل أكثر من إظهار وجهكَ من حينٍ لآخر، أليس كذلك؟ ليس الأمر وكأنك كنتَ مشغولًا بشكلٍ خاص.”
صبّت ستيلا الزيت على النار.
بفضلها تذكرتُ أيامي الأولى هنا.
‘هل أساعدها قليلًا؟’
أريد أيضًا أن أقوم بمضايقته.
“بالنسبة لي، أعتقد أن الأشخاص الأوفياء المخلصين الصادقين متألقين للغاية. لهذا السبب أعتقد أن ستيلا رائعةٌ حقًا.”
“ديزي! أنتِ تبالغين بمدحي، أنا أفعلُ فقط ما يجب عليّ فعله كــأميرة.”
“إن إحساسكِ العالي بالمسؤولية ما يجعلُ منكِ رائعةً يا ستيلا.”
بالتأكيد لم يكن وهمًا أن طرف أنفها بدا وكأنه يرتفع عند كلماتي.
أصبح وجه أديليو قاتمًا في لحظة.
نظر إلينا كلينا بدوره بعيونٍ مليئةٍ بالشك.
“لا أعرف متى أصبح كلاكما قريبين جدًا.”
خلف الشك كان صوته مليئًا بالانزعاج.
“هذا لأن ستيلا لطيفة.”
“ديزي، بصفتي الأخ الأكبر لــ ستيلا، أشعر بالحرج قليلًا من قول هذا، لكنني لا أعتقدُ أن بإمكاني القول أن شخصية ستيلا جيدة.”
“يمكنني قول نفس الشيء عنكَ يا أخي.”
كانت نظراتهما الشرسة لبعضهما البعض باردةً للغاية لدرجة أنني شعرت وكأن درجة الحرارة في الردهة قد انخفضت.
لإنهاء هذا الشجار، صفّقت بيديّ ولفّتُ انتباه الشخصين إليّ.
“لقد حان وقت العشاء تقريبًا. ماذا عن أن نتناول الطعام معًا جميعًا؟”
“ديزي.”
نادى أديليو باسمي بهدوء، غير قادرٍ على إخفاء تعبير عدم الموافقة على كلامي.
“لا أريد أن تقاطع ستيلا وقتنا الذي نقضيه بمفردنا.”
بالطبع، كانت هذه الكلمات عديمة الفائدة بالنسبة لــ ستيلا.
“أحببتُ هذه الفكرة.”
“ستيلا جوينوس.”
أعرّب أديليو عن عدم موافقته، لكن لم يغيّر موقفه رأي ستيلا.
“يجب أن تفكر أيضًا في رغبة ديزي في تناول الطعام مع صديقتها. هل تعتقد أنكَ صديق ديزي الوحيد هنا؟”
أضافت ستيلا تعليقاتٍ ساخرة، وأصبح تعبير وجه أديليو مجعدًا.
“لنذهب، ديزي.”
لم تعد ستيلا مهتمةً لأمر أديليو وسحبتني نحوها.
دون تردد، مرّرنا بجانب أديليو واستمررنا في المشي دون توقف.
نظرت إلى الوراء ورأيت أديليو يُدلّكُ صدغه ويتنهد.
‘تعالَ بسرعة.’
بمجرد أن أجرى اتصالًا بالعين معي، تحدثتُ بصمت، ولا بد أنه فهمت حركات شفتيّ وتبعني دون أن ينبس ببنت شفة.
‘الشياطين لا يختلفون عنا حقًا.’
عادت الأسئلة التي خطرت ببالي منذ قليل إليّ مرة أخرى، لكن وقت الفراق كان يقترب، لذلك لم أستطع إبقاء هذه الأسئلة برأسي الآن.
لأن إن الاستمتاع بهذه اللحظة يجب أن يأتي في المقام الأول.
✲ ✲ ✲
بمساعدة ستيلا، أرسلتُ رسالةً إلى أخواتي بالموقع الدقيق لهذا المكان ولقاءهنّ هنا عند الفجر بعد ثلاثة أيام.
لم تكن هناك إجابة، لكن أخواتي كنّ يعرفنّ موقع قلعة ملك الشياطين أفضل من أيِّ شخصٍ آخر، لذلك سيأتون بالتأكيد بحثًا عني.
قضيتُ الأيام الثلاثة المتبقية بسلامٍ أكثر مما توقعت.
تبعتُ أديليو، الذي أراد التباهي بعمله، وجلست بجوار مكتبه، وقرأت، وتناولت الوجبات الخفيفة معه.
عندما نمتُ واستيقظت، كنت مغطاةً ببطانية، وهو أمرٌ محرج، لكنني ابتسمت بمرح.
ذهبت في نزهةٍ في الحديقة مع ستيلا، وتعلّمتُ الشطرنج منها، ولعبت معها بعض الألعاب.
على الرغم من أنها كانت فترةً قصيرةً من الزمن، أصبحنا أصدقاء بسرعةٍ كبيرة، وكان من غير الممكن إنكار أنها كانت سهلة الانقياد ولديها شخصيةٌ جيدة لا يمكن إنكارها.
“أعتقد أنه غبيٌ حقًا. كيف لا يمكنه معرفة مشاعره الخاصة؟”
بعد مشاهدة سلوك أديليو تجاهي خلال اليومين اللذين قضيناهما معًا، ضحكتُ بصوتٍ عالٍ على الكلمات التي قالتها.
“لذا فكرتُ في الأمر. أعتقدُ أنه سيكون من الجيد أن نتمكن من استخدام هذه الفرصة لجعله يُدركُ هذا الشعور.”
لمعت عينا ستيلا بالفضول حول خطتي، لكنني لم أخبرها لأنني شعرت بالإحراج.
هذا لأنني كنتُ أخططُ لاستخدام هذه الخطة في لحظة مغادرتي.
مرّت الأيام الثلاثة المريحة في لحظة، بفضل حسن تعامل الجميع معي.
واليوم.
أخيرًا، جاء اليوم الذي كان عليّ فيه مغادرة قلعة ملك الشياطين مع أخواتي.
بعد أن ارتديت ملابسي بشكلٍ صحيح، جلستُ عند نافذة غرفتي ونظرتُ من النافذة.
‘إنه اليوم الأخير بالفعل.’
كما توقعت، أبقتْ ستيلا أديليو بجانبها طوال اليوم.
عندما تلقيتُ رسالته للاعتذار عن عدم تمكنه من الحضور بعد التخطيط لتناول الغداء معي، تعمدت أن أبديَّ تعبيرًا حزينًا.
– تظاهرِ بالحزن ليشعرَ ذلك النذل بندمٍ أكبر.
لم أنسَ أيضًا أن أتصرف بناءً على النصيحة المقدمة مسبقًا.
كانت ستيلا محقة.
على الرغم من أن الوقت كان متأخرًا، جاء أديليو إلى غرفتي على الرغم من معرفته أنني ربما أكون نائمة.
“لستِ نائمة.”
على الرغم من أن صوته لم يبدي أيّ شيء، لم يكن هناك شكٌ في أنه كان سعيدًا.
كان هناك لطفٌ مألوفٌ في الابتسامة الناعمة.
شعورٌ حقيقي، وليس شيئًا مختلقًا.
“لماذا تجلسين هناك؟”
عبس للحظة، كما لو كان غير راضٍ عن كوني جالسةً على النافذة.
“هذا خطير، لذا تعالِ إلى هنا.”
“لا، لا أريد.”
“ديزي، هذا خطير.”
حاول أديليو أن يأتي إليَّ.
“أديليو، السماء جميلةٌ جدًا.”
“إذا كنتِ تريدين رؤية السماء، يمكننا الذهاب في نزهةٍ معًا. سأصطحبكِ معي بقدر ما تريدين، لذا انزلِ.”
على الرغم من أنه تظاهر بالهدوء، إلّا أنني شعرتُ بقليلٍ من نفاد الصبر في صوته.
“هواء الليل لطيفٌ للغاية، والسماء جميلة. مجرد النظر إلى تلك النجوم التي لا تُعد ولا تحصى يجعلني أشعر بالرضا.”
“أنا سعيدٌ لأنكِ تحبين سماء أراضينا.”
ربما لأنه اعتقد أنه سيكون من الصعب إقناعي، بدأ يقترب مني ببطء.
أعتقد أنه يخطط لإنزالي بنفسه.
“هل أحبُّ المكان هنا، أم أُحبُّ أن أكون معك؟”
“……..”
توقف أديليو في مكانه عند كلماتي.
ظهرت ابتسامةٌ على وجهي عند تعبير الحيرة على وجهه، وكأنه لم يتوقع سماع مثل هذه الكلمات.
“لديّ سؤال.”
“…ما الأمر؟”
جاءت الإجابة متأخرة، من الواضح أنه شعر بالإحراج.
ما زلت لم أُخفي ابتسامتي وأنا أصفي حلقي، ربما بسبب الحرج.
“هل السبب في لطفكَ معي هو أنكَ تشعر بالفضول نحوي حقًا؟”
“…….”
“هل الأمر حقًا كذلك؟”
“لا أعرف الإجابة التي تريدين سماعها.”
تحكّم أديليو بإرتعاش عينيه وتحدث بهدوء.
من الجيد أنه بدا مستاءً بعض الشيء.
“لا أعرف ….”
لكن لم تكن هناك كلماتٌ بعد ذلك.
بدا الأمر وكأنه يريد أن يقول شيئًا، لكنه لم يستطع قول أيّ شيء، وكأن حلقه مسدود.
في هذا الموقف الذي لم يستطع فيه الإجابة، تمكنتُ من معرفة ما يدور في باله.
تساءلتُ عما إذا كان من الصواب أن أقول هذا، لكنني لستُ مخطئة.
“لا أعتقد ذلك.”
هبّت ريحٌ غير باردة عبر النافذة.
رفرفت الستائر البيضاء، مما بعثر شعري.
بينما كنت أقوم بترتيب شعري، نظرت إلى الخارج ورأيت شخصين مألوفين خلف النافذة.
أختي ڤيولا، التي كانت ترتدي درعًا، وثيودور، الذي كان يتبعها.
ربما كانت ليليانا تحرس القارب، وهي الوسيلة الوحيدة للهروب من قلعة الشياطين.
لقد حان وقت المغادرة.
“أنتَ لا تفكر بي كــ لعبة. مجرد شيءٍ مثير للاهتمام؟ ربما كان الأمر كذلك في البداية.”
“ديزي.”
لم يعد قادرًا على إخفاء الذُعر في صوته.
حاول أديليو إيقافي قدر الإمكان، لكن لم يكن لديّ أيّ نيةٍ للتراجع.
“ولكن ليس الآن.”
“أنا حقًا لا أعرف من أين أتيتِ بهذه الثقة لقول مثل هذه الكلمات.”
“لأنني أُحِبُّكَ.”
“……….”
توقف أديليو عن الرد ثم تصلّب.
على الرغم من أنني كنت أتوقع ذلك، إلّا أنني ابتسمت على نطاقٍ واسع للتعبير على وجهه الذي لم أكن أعتقد أنني سأراه شخصيًا.
“أعرفُ أنكَ واقعٌ بالحب. يمكنني معرفةُ ذلكَ لأنني كنتُ أشاهدكَ.”
“……”
“من الذي ينظرُ بنظرةٍ مُحبّةٍ إلى لعبة؟ لا أحدَ سيُصدقُ هذه الكذبة الغبية. أنتَ لا تُفكرُ فيَّ كــ لعبة.”
انفجرتُ بالضحك، لكنه فتح فمه ولم يستطع أن يقول أيّ شيء.
أدركتُ أن ڤيولا وثيودور قد وصلا للأسفل.
حالما تلاقت عينيّ بعينيّ أختي، شعرت أن الوقت قد حان أخيرًا لنفترق أنا وأديليو.
في هذه اللحظة، هنا في قلعة ملك الشياطين.
“أديليو، أنتَ تحبني.”
هذا كل شيء.
دون تردد، ألقيتُ بنفسي من النافذة.
“ديزي!”
فزع أديليو وركض نحوي، مناديًا باسمي، لكنني كنت بالفعل بين ذراعي ڤيولا.
“تبًا، لا تذهبِ. عودِ رجاءً. ديزي!”
سمعتُ توسلاته لي بالعودة، لكن لم يكن هناك مجالٌ للتراجع.
[ يُتبع في الفصل القادم ….. ]
– ترجمة خلود