119
“آه …..”
“ديزي ليڤيان. سمعت أنكِ الابنة الثالثة لعائلة ليڤيان وأصبحتِ مؤخرًا قديسة.”
كانت نبرتها واثقةً جدًا لدرجة أنني لم أستطع أن أقول لا.
“مستحيلٌ ألّا أتعرّفَ عليكِ.”
‘هل سأموت؟’
أليس من الواضح أنها تريد قتلي نظرًا لحقيقة أنها أخذتني لمكانٍ معزول؟
“ليس لديّ أيّ نيةٍ للإفصاح عن وجود القديسة هنا، وليس لديّ أيّ نيةٍ لقتلكِ، أيتها القديسة. “
“هل قلتُ أفكاري بصوتٍ عالٍ بالصدفة؟”
“لا، كل شيءٍ مكتوبٌ على وجهكِ. ومع ذلك، يبدو أنكِ مدركةٌ لحقيقة أنكِ في وسط أراضي العدو.”
“في الواقع، لستُ قلقةً بشأن سلامتي.”
كان المقصود من ذلك جعلها تبتسم، لكن فمها أصبح أكثر إحكامًا من ذي قبل.
“إن اتباعَ أديليو إلى هنا هو في حد ذاته علامةٌ على الاستهتار.”
حتى أنها نظرت إليّ بطريقةٍ مثيرةٍ للشفقة قليلًا.
“أنا سعيدةٌ لأنكِ تبدين قويةً عقليًا بما يكفي للضحك في أراضي العدو.”
قبل أن أعرف ذلك، وصلنا إلى وجهة ستيلا.
‘هذا المكان….’
كانت هذه الغرفة حيث توجد شجرة الحياة التي رأيتها منذ فترةٍ ليست طويلة.
‘لماذا أتينا إلى هنا فجأة؟’
بينما كنت أغمض عينيّ وأتساءل، طردت ستيلا الفرسان الذين يحرسون باب الغرفة.
بعد التأكد من عدم وجود أحدٍ هنا، همست بهدوء.
“لقد أحضرتكِ لأنني اعتقدت أنكِ قد تكونين قادرةً على حلِّ هذه المشكلة بما أنكِ القديسة.”
كانت الابتسامة على وجه ستيلا قد اختفت بالفعل.
عند رؤية تعبيرها العصبي للغاية، لم أستطع إلّا أن أشعر بالتوتر أيضًا.
“سمعتُ ذلك من كورت. لقد دخلتِ إلى هنا، أليس كذلك؟”
“نعم.”
“إذًا يمكنكِ رؤية الفرق بوضوح.”
فُتح الباب مع تحذيرٍ قصير.
وكان المنظر الذي ظهر أمام عينيّ مشهدًا لا يُصدق على الرغم من أنني كنت أراه بأم عينيّ.
كانت معظم البيوض على الأرض متشققةً أو مكسورةً ومبعثرةً على الأرض.
بدا أن هناك عددًا هائلًا من البيض المكسور، ولكن كانت هناك بيضةٌ واحدةٌ فقط سليمة.
“ما هذا…؟”
جلست ببطء، مذهولةً وخائفةً من الكلمات.
حاولت التقاط قطع البيض المكسورة، ولكن بالطبع لم يعد شيءٌ إلى حالته الأصلية.
“كيف حدث هذا؟”
سمعت أن الجيل القادم من الشياطين سيُولَدُ من هذه البيوض.
“هناك مشكلةٌ بشجرة العالم.”
“شجرة العالم؟”
“تُولد الشياطين تحت حماية شجرة العالم؛ لهذا السبب لدينا القدرة على التحكم في الوحوش.”
جلست ستيلا بجانبي بتعبيرٍ متألم ومسحت البيضة الوحيدة الباقية.
“إذا كانت هناك مشكلةٌ مع شجرة العالم، فسوف تتأثر شجرة الحياة أيضًا. إذا استمر هذا، فلن يتمكن الشياطين من الولادة مرة أخرى. في النهاية، سنختفي كُليًّا.”
“ذلك….”
“أنتِ تعلمين أننا لا نستطيع الذهاب إلى الجسم الرئيسي لشجرة العالم، أليس كذلك؟”
نظرًا لأن فرسان المعبد والكهنة يحرسون شجرة العالم، فإن ذهاب الشياطين إلى هناك يشبه الإعلان عن بدء الحرب.
لذا كنت أعرف أنه موقفٌ لا يمكنهم إتخاذه بسهولة.
“أريد منكِ التحقق مما إذا كانت هناك مشكلةٌ مع شجرة العالم، وإذا كانت مشكلة أرجوكِ قُمِ بحلّها.”
“…….”
“أعلم. أنه من غير المعقول أن أطلب هذا منكِ، أيتها القديسة ….. أعلم أنني وقحةٌ وأطلب المستحيل، لكن ……”
لقد ضغطت على قبضتها قائلةً إن هذا خيارٌ لا مفر منه بالنسبة لها.
في موقفٍ لا يمكن فيه فعل أيّ شيء، أصبحتُ خلاصها الوحيد.
“أعلم أن البشر يريدون تدمير الشياطين، لكنني حقًا لا أملك خيارًا سوى طلب المساعدة منكِ.”
“ستيلا.”
“لذا، أنا أطلب منكِ معروفًا، أيتها القديسة. اذهبِ إلى شجرة العالم وساعدينا.”
سألت ستيلا بأدب، وهي تحني رأسها لي.
لم يبدو حتى أنها سترفع رأسها إذا لم أوافق.
‘شجرة العالم والشياطين.’
نظرت بهدوء إلى شجرة الحياة.
الآن رأيت أن شجرة الحياة كانت تجف.
في غضون أيامٍ قليلة ستجف بالكامل.
‘ما لم يحدث شيءٌ للجسم الرئيسي، فمن المستحيل أن يحدث هذا.’
ماذا يجب عليّ أن أفعل بمثل هذا الموقف؟
كــقديسة، هل يجب عليّ أن أفرح بهلاك الشياطين، أم يجب عليّ أن أمدّ العون إلى ستيلا، التي رمت كبريائها جانبًا وأحنت رأسها لي، قديسة العدو؟
على الرغم من أنني كنت أعلم منطقيًا أنني يجب أن أختار الخيار الأول، إلّا أنني لم أكن على استعدادٍ للقيام بذلك على الإطلاق.
بل كان قلبي يخبرني أنه خيارٌ خاطئ.
لماذا أصبح الشياطين والبشر أعداءًا في المقام الأول؟
وفقًا للكتاب المقدس، عندما خُلق العالم في البداية، خُلقت الكائنات الشريرة التي تسللت إلى العالم.
لقد كانت هذه الكائنات الشياطين.
لقد كانوا في العالم لفترةٍ طويلة، وارتكبوا أفعالًا شريرةً للارتقاء بسُمعتهم وأصبحوا رمزًا للخوف.
كائنٌ قبيحٌ يحفر في رغبات الناس وجشعهم، ويبرم العقود مع البشر، ويأخذ في النهاية الأشياء الثمينة للمتعاقدين.
هل الشياطين حقًا هكذا؟
على الأقل الشياطين الذين رأيتهم لم يكونوا مختلفين كثيرًا عن البشر باستثناء القليل منهم.
إنهم يريدون السلام الخاص بهم ولديهم حياتهم اليومية العادية.
تمامًا مثل البشر.
عندما نرى شيئًا ثمينًا، نرغب في حمايته والاعتزاز به.
ولهذا السبب، قامت ستيلا بــرمي كبريائها جانبًا والتوسّل إليّ.
على الأقل، هكذا هم الشياطين الذين التقيتهم هنا في قلعة ملك الشياطين.
‘هل الجشع والأنانية حقًا هي سِماتٌ خاصةٌ بالشياطين وحسب؟’
ألّا يشعر البشر أيضًا بهذه المشاعر في المقام الأول؟
الفرق بيننا وبينهم هو على الأرجح البيئة والعرق المُعطى.
‘في المقام الأول، بما أن شجرة العالم تحمي الشياطين، ألّا يعني هذا أن قتال البشر والشياطين عديم الفائدة؟’
شجرة العالم هي شجرةٌ مقدسةٌ تدعم هذا العالم.
شجرة العالم هي مركز العالم.
‘منذ متى بدأنا كُره بعضنا البعض؟ لماذا كان لابد أن يكون الأمر على هذا النحو؟’
أرهقت دماغي بالسؤال الذي نشأ فجأة، لكن لم يكن هناك إجابة.
‘ألّا تعلم ليليانا شيئًا؟’
اعتقدت أنه سيكون من الجيد أن أطلب المساعدة من الأشخاص من حولي.
“ارفعِ رأسكِ، أيتها الأميرة ستيلا.”
“…..كما توقعت، هذا صعبٌ عليكِ.”
على الرغم من أن ستيلا لم ترد بعد، إلا أنها ابتسمت بمرارة، وشعرتُ وكأنها استسلمتْ.
“أنا آسفة لطلبي منكِ معروفًا صعبًا، يا قديسة. أنا أطلب منكِ للمرة الأخيرة. هل يمكنكِ التظاهر بعدم رؤية ما حصل هنا؟”
“لا، لا أعتقد أن هذا ممكن.”
ضيّقت ستيلا عينيها.
وبوجهها المليء بالحذر، أمسكتُ بكلتا يديها.
“سأساعدكِ.”
“ماذا؟”
“إذا كان هناك خطبٌ ما بشجرة العالم، فهذا أمرٌ سيءٌ للبشر أيضًا، أليس كذلك؟”
ابتسمتُ عمدًا وأمسكتُ يدها بإحكام.
“طلبكِ ليس صعبًا؛ لهذا السبب أخبرتكِ أن ترفعِ رأسكِ. كانت وجهتي شجرة العالم على أيّ حال.”
“آه، أيتها قديسة.”
بدا أن ستيلا تأثرت وعانقتني.
كان الأمر محرجًا لأن فتاةً أطول مني بكثير تعانقني، لكنني لم أرغب في الرفض لأن ذلك كان علامةً على امتنانها.
“شكرًا جزيلاً لكِ. شكرًا جزيلاً لكِ. كنتُ قلقة لأنني لم أستطع إخبار أيّ شخصٍ بعد، لكن بفضلكِ، يمكنني أن أشعر براحةٍ أكبر.”
يبدو أنها كانت تحت ضغطٍ كبيرٍ بسبب هذا.
كان صوتها مليئًا بالدموع، فربّتُ على ظهرها، وكأنها على وشك الانفجار حزنًا في أيِّ لحظة.
“كما هو متوقع، تتمتع القديسة بقلبٍ كبير. ربما لهذا السبب تمكنتِ من أن تكونِ بجانب رجلٍ مثل أديليو. على كل حال، كيف يمكنني السماح له بأخذ القديسة؟ كونكِ معه أيتها القديسة مضيعةٌ وذنبٌ كبيرٌ بحق نفسكِ.”
“من فضلكِ لا تترددِ في مناداتي ديزي.”
“نعم، ديزي. ناديني ستيلا أيضًا!”
أظهر صوتها الحيوي أن مزاجها قد تحسن.
‘لكن ماذا لو حدث شيءٌ ما حقًا لشجرة العالم؟’
على الرغم من أنني أعرف أنه يتعين عليّ العودة، إلّا أنني لا أستطيع التحرك بسهولة، لكنني أعتقد أن هذا ما سيحدث في النهاية.
‘ستُجرحُ مشاعرُ أديليو إذا غادرتُ بدون سابق إنذار.’ ( العالم اهم من الlover boy العبيط دا)
أعتقد أنه من الصواب أن أودعه وأغادر.
ومع ذلك، إذا قررت مغادرة قلعة ملك الشياطين، فقد يُمسكُ بي أو يحبسني حقًا في الغرفة، لذلك قد يكون من الأفضل أن أودعه قبل مغادرتي مباشرةً.
بينما كنت أُرهق عقلي وأفكر فيما سأقوله لأخواتي، اقتربت ستيلا مني وطوت ذراعيها ببطء.
“أنتِ تفكرين بشأن الهروب بدون علم أديليو؟”
“سأقول وداعًا على الأقل وأغادر.”
“جيد، بهذه الطريقة سيغضب للغاية.”
“لماذا سيغضب جدًا؟ أليس من الطبيعي أن ترغب صديقته بالعودة لمنزلها؟”
“صديقته؟ أنتما صديقان؟”
“في الواقع، هو يُفكر بي كــلعبةٍ مثيرةٍ للإهتمام.”
“هل قال ذلك الــ**** ذلك؟”
نظرتُ بدهشةٍ لــ ستيلا التي بدأت بشتم أخيها بطريقةٍ عادية.
لوهلةٍ فقط، ظهرت ابتسامةٌ شريرة على شفتيها.
“هل ترغبين في أن أساعدكِ على الهروب؟”
“إذا استطعتِ مساعدتي، فسأكون ممتنة.”
“متى تريدين الهروب؟”
“من المستحيل الهروب بمفردي. أعتقد أن أخواتي سيأتينّ على الأرجح لاصطحابي، لذا ما رأيكِ بالهروب في الفجر بعد ثلاثة أيام؟”
“حسنًا. سأتعامل مع جميع الفرسان بشكلٍ مناسبٍ وسأجعلهم يتراجعون.”
بدت ستيلا أكثر حماسًا مني عندما رأيت ملامح وجهها.
بدا أنها قد تموتُ فرحًا. ( شكلها عايزة تشوف اديليو المجلوط مسكور القلب 🤣 )
“لنفعل المعتاد لمدة ثلاثة أيام. حتى يتمكن أديليو من خفض حذره تمامًا.”
غادرنا الغرفة، ممسكين بأيدي بعضنا.
بالطبع، لم يكن هناك أحدٌ حولنا، وألقت ستيلا تعويذةً على الغرفة مرةً أخرى لمنع أيّ شخصٍ من الدخول.
“وفي ذلك اليوم، سأجعله يعمل بجدٍ حتى لا يتمكن من زيارتكِ حتى أثناء النهار.”
“هل هذا ممكن؟”
“إنه من النوع الذي يرمي عمله عليّ، لذا إذا غضب مني لأني أخرته قليلًا، فسيكون قمامةً حقيقية ناهيك عن كونه أخي الأكبر.”
تمكنتُ سماع صوت صرير الأسنان، وكأنها تتذكر الأعمال التي تنتظرها.
في وقتٍ كهذا، سيكون من الأفضل الوقوف إلى جانب ستيلا وليس إلى جانب أديليو.
“اشتكى أديليو ذات مرة من أن أخته الصغرى تكرهه، والآن أعتقد أنني أعرف السبب.”
ربّتُ على ذراع ستيلا وهي تطوي ذراعيها وابتسمت بتعبيرٍ متفهم قدر استطاعتي.
كانت زوايا العينين مستديرة، وزوايا الفم مرتفعةً بشكلٍ طبيعي قليلًا.
“بالنظر إليكِ، أعتقد أنكِ مسؤولةٌ ورائعةٌ حقًا.”
وبينما أضفت الإطراء، لم تفارق ابتسامة الرضا وجهها.
“أعتقد أنني أحبّكِ أكثر منه.”
خفضت ستيلا وجهها ببطء نحوي بتعبيرٍ ماكرٍ قليلًا.
“أكثر منه؟”
كانت نبرة صوتها معسولة، لكنني استطعت أن أرى المكر في عينيها.
“أعتقد أنني أستطيع إرضائكِ أكثر منه.” ( البنية دي تقريبًا مش سالكه زي اخوها )
كنت على وشك أن أخبرها بالتوقف عن العبث عندما سمعت صوتًا جادًا بعض الشيء.
“ماذا تفعلان الآن؟”
سمعنا صوت أديليو البارد القاسي.
[ يُتبع في الفصل القادم …..]
– ترجمة خلود