━━━●┉◯⊰┉ الفصل 16 ┉⊱◯┉●━━━
كان دوق لوبيرن ثريًا جدًا .
لم تكن هناك عائلة في الإمبراطورية بأكمــلها يمكن مقارنة ثروتها بثــروة دوقية لوبيرن ، حتى العائلة الإمبراطورية .
ولهذا الســبب كانــت المأدبة باهــظة جدًا .
سواء كانت حفلة عيد ميلاد أو حدثًا
صغيــرًا مثل حفــلة تخرج كاليستا .
أولًا، المــبدأ الأساسي هو إنفــاق الكثير من المال .
كان هذا هو مبدأ هذه العائلة ، ولذلك لم يترددوا في إنفاق الكثــير من المال على تزييــن المأدبة .
وسط قاعة مأدبة مطلــية بالذهب ، وثريات مرصــعة بالماس، وأطعــمة من الدرجة الأولى، وموسيــقيون، اجتمــعت فتيــات من مختــلف العائلات النبيلة التابعة معًا في أرقى فساتينــهن .
“كما هو متــوقع، أن عائلة لوبيرن مخــتلفة حقًا ، انظروا إلى مدى تأنق الرجال هنا ، لا يمكن مقارنتــهم بالرجال في أراضــينا .”
وبينما كانت إحدى الآنسات تتــحدث ، أومأن
الآنسات من حولها برأســهنّْ .
“ليس هذا فحــسب ، هل رأيتــنَّ فرقة الفرسان الأولى التي مرت من هناك ؟ كيف يمــكن لكل واحدًا منــهم أن يكون شُجاعًا ووســيمًا هكذا ؟”
“أوه، آنسة سيلينا، لديك هذا النوع من الذوق ، أنا أفضل الرجال الأذكياء والوسيــمين ، مثل ثيون آربن.”
تحدثــت أبنة عائلة أخرى وهي ترتدي
فســتانًا باللون القرمزي .
“كيف يمــكن أن يكون ثيون بهذه الوسامة ؟ هل رأيتنِّ زيه الأزرق الذي كان يرتــديه اليوم ؟”
تحدثت تلك الفتاة عن ثيون بأعجاب واضــح بدا وكأن هنالك قلوبًا تخرج من عيــنيها .
“لديه أخلاق مثاليــة وذكاء وكــمال ، لقد تخرج كالأول على رأس الأكاديمــية الإمبراطورية ، ســمعت أن عمرهُ عشــرون عامًا فقط!”
بمجرد أن انتهت من التحدث، أومأن الآنسات من حولها برأسهن وانضممن إليها بحماس .
إلا أن الفتاة التي تدعى سيلينا شهقت ، وكأن كلام
السيدة ذات الفــستان القرمزي كان دليــلًا على سخريتها .
ومن ثم تحدثــت بسرعة ردًا عليها .
“حسنًا يا آنسة روزا ، يجب على الرجل أن يعرف دائمًا كيف يحمــي امرأته بســيفه ، أعتقد أن الشخص الأكثر وسامة هنا هو أراميــس مولر ، إليس كذلك ؟”
“هذا صحيــح! عندما يرفع سيــفه يبدو وكأنه يقوم برسم لوحة فنــية!! تبدو كلوحة تمــثل رقصة السيف الرائعة!”
[توضيح/ رقصة السيف هي فن قتالي يتميز بحركات متزامنة وجميلة بأستخدام السيف، حيث تتضمن حركاتٍ سلسلة ومتناغمة للسيف ما بين العقل والجسد.]
وافقن الآنسات الآخريات على كلــمات الآنسة
سيلينا ، أذ أومأن الآنســات برؤوســهن بقوة .
أنزعجــت روزا التي كانت ترتدي فســتان قرمزي اللون .
“يجب على الرجل أن يكون جمــيلًا دائمًا! رجلًا أريد أن أقوم بكل الأعمال الصعــبة دون أن تلامس يديه قطرة ماء! يجــب أن يكون رجلًا وسيــمًا يؤلمنــيَّ قلبي بمجــرد النــظر إليه!”
ردت سيلينا دون أن تستــسلم .
“كلا! يجــب أن يكون الرجل قويًا! رجلًا شجــاعًا يمكنه قتل مائة وحش من أجل أمراته التي يحــبها!!”
“الوسامة والذكاء!”
“كلا! بل القوة وعضلات البطن السداسية والوســامة!”
لقد تصارعوا فيما بينــهم دون توقف .
اشتد الشجار الصغــير لدرجة أن سيلينا كانت
ستتــحدى روزا في مبارزة لو كان هناك سيوف .
وعلى بعد بضــعة أقدام منــهم ، اســتند أراميس وثيون إلى الحائط ، بينما يتحــدثان .
“لقد فزتٌ، ثيون.”
قال أراميس ذلك وهو ينظر بتعبير
صارم إلى مكان شــجار الآنسات .
“ماذا ؟”
“هنالك أربع آنسات مُعــجباتٍ بيَّ ، أما أنتَ فأن هنالك ثلاث آنســات فقط مُعجــباتٍ بكَ.”
قال أراميس ذلك وهو يبتــسم برضا
وكأنهُ قد فاز بشيء كبير .
“…سأكون ممــتنًا إذا لم تجعلني
أتحدث بصوت عالٍ جدًا.”
“ماذا ؟”
“ليس لدي وقت للمــنافسة التي
لا طائل منــها مع طفل صغير .”
“أنتَ!”
ترك ثيون أراميس الغاضب وحده
وعاد إلى مراقبــته للمأدبة .
في العادة، كان من الممــكن أن يجري المزيــد من المحادثات غير الرسمــية مع أراميس، لكن ليس اليوم .
‘فقط شاهد كُل شيء من فضــلك.’
لقد قالت ذلك دون تفســير .
في مثل هذا اليوم ، كان هذا طلــبًا كنتٌ
سأتجاهلــهُ على الفور إذا جاء من شخــص آخر .
لكنها لم تكن شخــصًا عاديًا .
لذلك امــتثل ثيون لطلــبها دون أيَّ تردد .
***
أنهى الموسيقــيون مقطوعة أخرى .
كنتُ أنظر إلى النــبلاء وهم يرقصــون ويدورون
كثيرًا حتى كادت عيــنيَّ تؤلمــانني .
‘أنا جائعة.’
ربما لأنني كنت أرتدي فســتانًا أصــفر وأقف بجور الجدار الذهبي في الزاوية ، كان من الصــعب ملاحظتي .
و لكن الأثر السلبي لذلك كان أن أحدًا لم يحــضر ليَّ الطعام ، مما جعل معدتي تقرقر جوعًا .
حتى أن ثيون وجيانا طلبــا مني الالتزام بنــظامي الغذائي صحي وعدم تناول الكثــير من السكريات بعد نوبة الإغــماء التي تعرضــتُ لها مؤخرًا .
لساني ، الذي لم يكن يأكل سوى العشــب الخضروات واللحــوم منذ وصولي إلى مختــبر فيكتوريا ، كان يشتــهي السكريات .
توجهــت بِحَذر إلى المطبخ ، بينــما قد خــططت فيتكوريا للمــغادرة للحظة في حين قد جعلــت ثيون يراقبــها .
قال كريس، الذي تمــت ترقيــته إلى طاهٍ بفضــلي، إنه سيحتــفظ دائمًا بالحلويات ليَّ في مخزن الكــعك الموجود في زاوية المــطبخ .
قعــقة-
فتحت الباب الخلفي للمطــبخ بِحَذر، تاركة خلفــي أصوات السكاكين وقرقعة الأطــباق، وتوجهت مُســرعِةً إلى مخزن الكعــك في الجانــب الآخر .
صرير-
“حلوى ، أريد حلوى…”
دخلت إلى غرفة التخزين ، وأغلقت الباب
بِحَذر وتمتــمت لنفــسي بذلك .
كانت معدتــي تؤلمني أكثر من السابق بسبــب الرائحة الحلوة التي كانت تنبــعث في المكان .
كما هو متــوقع من كريس .
بمجرد شمــها، من الواضح إنها كعــكة الشوكولاتة
التي تناســب ذوقي تمامًا .
وهذه الرائحة الحلوة والحامضــة يجب أن تعنــي أن هنالك فراولة في الأعلى، إليس كذلك ؟
كانت تلك هي اللحــظة التي استدرت فيها وأنا أغني أنشودةً لكريس في قلــبي .
“آه…؟”
اختفــت الابتــسامة على وجهي، وتصلب
جسدي على الفور.
كان هنالك شخــص قد وصل قبلي ، وهو
يجلس على الطاولة بالفــعل .
“…أنتِ هنا أيضًا.”
الشخص الذي نظر إليَّ وسألني هو كاليستا لوبيرن، الشخصــية الرئيســية في هذه المأدبة .
لقد اخترقــتني بنــظرتها الجليــدية…
“هل تريديــن أن تأكليَّ هذا ؟”
سألت بصوت هادئ .
تقطيع كعكة الشوكولاتة والفراولة باســتخدام
شوكة في اليد وطــبق في اليد الأخرى .
ترتدي فســتانًا أزرقًا لامــعًا يرمز إلى دوقية لوبيرن .
كانت تجلس وأطراف فســتانها الطويل
منتــشرة على الأرض حولها .
كانت القلادة الصغيــرة التي كانت ترتديها
دائمًا تتألق بأناقة تحــت رقبتــها .
أن موقفها المستــقيم وتعــبيرها المتغطرس
يظهر حقًا شخصــيتها النبيلة .
…لماذا يجلس مثل هذا الشــخص على الطاولة بدلا من الكرسي، وماذا كانت تفــعل بكعــكة تبدو وكأنها قد أكلت بالفــعل منــها ؟
“ألن…تأكليَّ ؟”
سألت كاليستا مرة أخرى، وهي تضــع قطعة من الكعك والفراولة على شوكتــها وتضــعها في فمها .
“آه…”
“إذا لم تأكليَّ ، سآكل أنا كل شيء.”
قالت وهي تدفع القطــعة الأخيرة في فمها .
ماذا ؟ ثانية واحدة!!
نظرت إليها بإحباط، لكن طبــق كاليستا
كان نظيــفًا وفارغًا بالفعل .
“ملابســكِ فريدة من نوعــها ، هذه هي المرة الأولى التي أرى فيــها لونًا كهذا .”
نظرت ليَّ كاليستا لأعلى ولأسفل وقالت .
عندها فقط نظرت إلى الأســفل وتذكرت الفســتان الذي كان يتناقض بشكل حاد مع جدران المطــبخ البيضاء النقــية .
“هذا حرير ذهبي…”
“يا لهُ من فســتان قبيــح ، لا ترتديه مرة أخرى.”
وضعت كاليــستا طبقها الفارغ جانبًا وقالت ذلك بقسوة .
ربما بسبب علاقتــهما ، كانت طريقة تحدثها
تشــبه بشكل كبــير طريقــة تحدث ثيون .
قرقرة-
دون أن أدرك ذلك، اطلقــت معدتي
أصواتٍ كهذه مرة أخرى .
حدقت بيَّ كاليستا للحــظة ثم أخرجت طبقًا
مستــديرًا كبيرًا جديدًا من أســفل الطاولة .
وفوقهُ كانت كعــكة الشوكولاتة
اللذيــذة التي رأيتها سابقًا .
“لقد أكلت قطــعة واحدة فقط، والباقي بقي هنا.”
وضعت الطــبق على الطاولة التي كانت تجلس عليها ونظرت إلي مرة أخرى، وأخذت قطــعة من كعكة الشوكولاتة بالشــوكة التي كانت تحــملها .
“إذا كنتِ لا تريدين أن تأكلــيها…”
سوويــش-
كنت على وشك أن أفقد عقلي بسبــب الجوع ، لذلك دون أن يكون لدي وقت للتــفكير في الأمر حتى، أسرعــت وابتلعت قطــعة كعــكة الشوكولاتة التي كانت على الشوكة.
واو…
هذا هو الطعــم الحلو الذي كنتُ أريدهٌ!!
لقد كانــت أكثر طراوة وحلاوةً من العادة ، وقد كانت لذيذةً جدًا لدرجــة أنها أصابتنــي بالجــنون .
“قالوا إنها كانت سيــئة لأن كريس وضع الكثــير السكر عليــها عن طريق الخــطأ ، لقد كانت حلوة جدًا لدرجة أنه لم يتــمكن أحد من أكلها.”
قالت كاليستا ذلك وهي تنــظر إليَّ بينما
أمضــغ الكعكة بخديَّ الممــتلئين .
هل تقول بأنها ســيئة ؟ هذه الكعكة مثالية حقًا لذوقي .
“لكــنها تناســب ذوقي جيدًا.”
أليس من المفــترض أن تكون الكعكة
حلوة لتــكون جيدة ؟
“من المــفترض أن تكون الكــعكة حلوة.”
سأضطر إلى أن أطلب منهــم القيام بذلك
في كثــير من الأحيان في المســتقبل .
مع بقاء هذا الأمر سرًا عن ثيون .
“أخطــط لإصدار أمر بصــنعه باســتمرار في المستقبل ، لكنــي لن أخبر أي شخــص آخر.”
أبتلــعت قطــعة الكعك وأنا أنظر إلى كاليستا ، هل هذا وهم أما أنها قد قالت حقًا ما كنــتُ أريد قوله ولكن بلمــسة أرستــقراطية ؟
“لقد أصبــح كلا خديكِ أكثر سمــنة الآن.”
قبل أن أتمــكن من إيقافها، كانت أصابعها
تسحــب خدي مرة أخرى .
“سمعتُ أن كلا من فيكتوريا وثيون يعتقدون بأنكِ لطيــفة، هل كان هذا هو السبب ؟”
“آآه…؟”
عندما رأتني ألعــق الشوكولاتة من على شفــتي بينما يتم سحــب خديَّ، أخذت قطــعة من الكــعك على شوكتــها مرة أخرى ووضعــتها في فمي .
كان عقلي يقول لي أن أتوقــف ، ولكن فمي
العاشق للســكر لم يســتمع .
“من الآن فصاعدًا، لا تتجــولِ بلا مبالاة في المأدُّبة.”
قالت ذلك وهي تراقبــني وأنا أبتــلع قطعة كعك أخرى .
“…لمــاذا ؟”
“أنتِ طــفلة يتم اســتغلالها بسهولة
من قبل أيَّ شخــص تقابله.”
“…”
“ستــكون حياتكِ أمرًا بائسًا للغاية عندما
يتم أستــغلالكِ من قبل الكبار.”
قالت ذلك وهي تســند ذقنــها على يد واحدة .
“لأنهُ عندما يتم اســتغلالكِ، لا يوجد أحد
لمــساعدتك، بما في ذلك أنا أو والدك.”
كلمــاتها الجدية فاجأتنــي مرة أخرى .
شعرتُ بقشــعريرة في أسفل عمودي الفقري ، لكن هذا لم يكن خوفًا بل كان شعــورًا جديــدًا…
في حياتي السابقة ، لم نرَ بعــضنا البعض لفترة طويلة .
على الرغم من أننا كنا نعــيش في نفس المنزل حتى بلغت العاشرة من عمــري، إلا أننا نادرًا ما نرى بعضــنا البعض، وبعد ذلك حاولت كاليستا قتــلي .
المرة الوحيدة التي تواصــلنا فيها بالعين
لبعض الوقت كانت قبل أن تقــطع رأسي .
وفجأة، لفت انتــباهي الشوكة التي كانت
كاليستا لا تزال تحمــلها في يدها .
حينها دارت أفكار معــقدة في رأسي .
ألم تكرهنــي كاليستا دائمًــا ؟
ولكن ، كيف يبدو الأمر عندما تقوم بإطعام
أعدائك كعــكة بالشــوكة ؟
هل هذه لعبــة جديدة أم ماذا…
كان الجو حولنا لا يزال باردًا ولا تزال نظرتها حادة ، ولكن ربما بسبب الطعــم الحلو الذي في فمــي، شعرت بدفء خفيف بدلاً من الخــوف الذي منــحته لي هذه النظرة .
“هذا…في الواقع لدي…”
كنت على وشك أن أقول شيــئًا .
فجأة-
“آنستي.”
انفتح باب غرفة التــخزين ودخل ثيــون بوجه شاحب .
وعندما رآني أنا وكاليستا معًا، تردد للحظة ثم تكلم .
“لقد أختفــت فيكتوريا.”
“أختفــت ؟”
“أختفت ؟”
قلت أنا وكاليستا في نفــس الوقــت ذات الشيء .
“…ألم تذهــب إلى الأكاديمــية لفترة من الوقت ؟”
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
في مشكلة حالياً في الموقع تتعلق بأرشفة الفصول الجديدة بعد نشرها، وراح يتم حلها قريباً إن شاء الله.
وكإجراء احتياطي نرجو منكم الاحتفاظ بنسخة من الفصل بعد نشره على الأقل لمدة يومين أو ثلاثة أيام، لو صار أي خلل مفاجئ.
كما نوصي بمراجعة الفصل المنشور خلال هذه الفترة للتأكد من ظهوره بشكل سليم، ومن عدم حدوث أي خلل تقني أو أرشفة خاطئة.
نعتذر عن الإزعاج، وشكراً على صبركم وتعاونكم الدائم
— إدارة الموقع Hizo Manga
التعليقات لهذا الفصل " 16"