Chapters
Comments
- 4 - ليس مبررا ،كونها غاضبة منذ ساعة واحدة
- 3 - تتشابهان منذ ساعتين
- 2 - حشيش بين بستان المثالية منذ 10 ساعات
- 1 - رغم كل الصراخ و الأنوف 2025-11-18
عرض المزيد
ارتعش كتفا جوزفين من الإحراج. تحسست طرف ثوبها بخجل وأجابت بصوت خافت:
“آه،إنه السيد ناثان توبايس. يا سيرو، لم يكن الأمر بتلك الأهمية. كان يسألني عن أفضل الكُتّاب الجدد في الجامعة، و… وربما ذكرتُ أنكِ تملكين موهبة فريدة وأن لديكِ مُفكرة جميلة مليئة بالخواطر.
” نظرت إليها جوزفين بخوف ثم قالت بارتباك
“لماذا أنتِ غاضبة جداً؟ إنه يبدو لطيفاً ومُهذباً للغاية!”
انتفضت سيرو بعنف، وشعرت أن الغضب يتصاعد من قدميها إلى رأسها كاللهب.
“لطيف ومُهذّب! وهل هذا عذراً يا جوزفين؟ هو لا يبحث عن كُتّاب صغار كما يدّعي، بل يبحث عن مادة! هو يريد أن يقرأ أفكاري العشوائية والمُشتتة، ثم يضعها في قالب ليقول: ‘انظروا! لقد اكتشفتُ كاتبة جديدة!’ أنا لا أريد أن أكون اكتشافاً لأي رجل! أنا لستُ قطعة اثرية ليدون عني مؤرخ!”
نهضت سيرو وراحت تتجول أمام المقعد، تدور حول نفسها في حالة من الاستياء الشديد.
“الأمر لا يتعلق بالكتابة، جوزفين بل يتعلق بالحدود. أنا لا أسمح لأي شخص بالعبث في عالمي الداخلي. أنا لستُ شيء معروض يمكن لأي عابر سبيل أن يقلّبه ويُصنّف محتوياته!”
تنهدت جوزفين بيأس و خجل وهي تراقب صديقتها.
“يا إلهي، سيرو! أنتِ تضخّمين الأمور . الرجل لم يفعل سوءاً، هو فقط سأل. ربما كان صادقاً في نيته بمساعدتكِ. أليس هذا أفضل لك من أن تقضي حياتك في حفظ دلالات ألوان الأزهار للحفلات ! لقد ظننت ان صديقه نواه “
قاطعتها سيرو بصرخة حادة وهي تتوقف فجأة أمامها
“لا! لا تذكري ذلك الاسم البغيض أمامي! هل تعلمين من هو نواه آبلين؟ إنه الوجه الآخر لغرور الرجال! لقد رآني ذات مرة وأنا أُدوّن ملاحظاتي في المكتبة، ثم جاء وتحدث معي عن ‘فوضى النساء’ و ’ عشقه للجرأة ‘ وكلام فارغ من هذا القبيل، وكأنني فتاة جامحة تحتاج إلى ترويض أو عرض! الرجال لا يرون فينا سوى مادة، جوزفين! مادة للكتابة، مادة للتحليل، أو مادة ليتزوجوها ويُبقوها في القفص يطرزن ويُنسقن الزهور!”
أحسّت جوزفين بالأسف على سيرو، لكنها لم تستطع كبح فضولها تماماً.
“لكن… هل رأى بالفعل أي شيء من كتاباتكِ ، لربما كان يعني شيء جيد لكن خانه التعبير سيرو؟ “
توقفت سيرو عن الدوران، و عضت على شفتيها بغضب.
“لقد طلب ذلك بوقاحة! طلب رؤية عشوائيّتي ومُذكراتي. تخيلي! أردتُ أن أصرخ في وجهه: ‘اذهب إلى الجحيم أيها الوقح!’ لكنني تحكمتُ في نفسي. على الأقل هو لم يجادل ، و أصلا لقد خبأت كتاباتي في مكان لن يستطيع أي شيء الوصول إليه.”
رفعت سيرو حقيبتها، وقد قررت أن تهدأ نفسها فليس ذنب جوزفين غضبها .
“اسفة لغضبي عليك، لننسى الأمر. ماذا كنتِ تفعلين هنا؟ هل أنهيتِ واجب تنسيق الـجاردينيا للسيدة سيمبسون؟”
جوزفين، وقد ارتاحت لأن سيرو هدأت ، أشارت إلى المقعد الحجري بجوارها وعليه بعض الكتب والملاحظات.
“كنتُ أُعدّ لصف السيدة سيمبسون عن (لغة الزهور) لقد كتبت بعض الأمور التي استنتجتها الزهور الوان أنواع و هي لغزات كثير لان الوردة الحمراء للحب، والبنفسج للتواضع، وما إلى ذلك الكتابة صعبة لا أعرف كيف تحبينها و الآن ساعديني في فهم هذا الجزء المُعقّد عن الترتيب الصحيح للزهور المجففة في صالون السيدة النبيلة.”
جلست سيرو مجدداً، مُحاولةً أن تدفع وجه ناثان الضاحك من مخيلتها . لكنها كانت لا تزال تشعر بضيق شديد في صدرها. هي لا تُعاقب على التفكير وحسب، بل على كل كلمة تُفكر بها وكل سطر تكتبه. يا له من عالم يُحاول أن يكتشفك ويُصنّفك في حين أن مهمتكِ الوحيدة هي إتقان فن ترتيب الأزهار والتزام الصمت!
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 4"