Chapters
Comments
- 4 - ليس مبررا ،كونها غاضبة منذ 32 دقيقة
- 3 - تتشابهان منذ ساعة واحدة
- 2 - حشيش بين بستان المثالية منذ 9 ساعات
- 1 - رغم كل الصراخ و الأنوف 2025-11-18
عرض المزيد
“لا تُقاطعني! أكره ذلك! ثم، ماذا كنت ستطلب؟ بما أنني كاتبة.”
نظر ناثان بدوار وابتسامة مكتومة لها؛ إنها تتنقّل بين المواضيع بطريقة غريبة جداً لكنها لطيفة، ثم أجاب وهو يمسك ضحكته
“كنت سأقول يا آنسة، هل يمكنني أن أطّلع على عشوائيّتكِ… المعذرة، أعني كتاباتكِ ومُذكّراتكِ؟”
“لماذا تضحك؟ لا أرى شيئاً مُضحكاً، إذا كان هناك، فأين هو؟ المُهم، لماذا تُريد رؤية كتاباتي؟”
أجاب ناثان وهو يبتسم بسعادة مرحة : “تعرفين نواه… ماذا كان لقبه؟”
كانت سيرو مُندهشة وفضولية
“نواه آبلين؟ نعم أعرفه.”
“بالضبط، نواه آبلين. إنه صديقي. هو مُهتم بالكُتّاب الصغار ويُساعدهم على نشر كتاباتهم.”
“لا تُكمل! لا تُكمل! لستُ مُهتمة. لماذا لستُ مُهتمة؟ أولاً: لأنني لستُ كاتبة صغيرة. ثانياً: لأن نواه آبلين رجل وقح ولا يعرف حدوده، هو ككل الرجال في العالم.”
قلب ناثان عينه بضيق وتململ وتمتم في نفسه:
“يبدو أن والدها كان رجلاً سيئاً، ما كل هذا الكره للرجال؟”
ثم رفع صوته مخاطباً إياها بابتسامة مُصطنعة محاولاً تهدئة الوضع وتغيير مجرى الحديث
“آه، نواه! لا أستغرب. هو بالتأكيد يحاول التودد للكُل، لكنه لا يقصد الإساءة حقاً. صدقيني، هو مجرد فوضوي، وهذا ما يجعلكما … تشابهان في بعض الجوانب، يا سيرو!”
أشاحت سيرو بوجهها بعصبية وغضب مُفاجئ، غير راغبة في أن يُقارنها بأحد، خاصة رجل وقح مزعج مثل نواه.
“لا تضعني في نفس الجملة معه! لا أريد أن أكون قريبة من أي رجل في هذا العالم. والفوضى التي تتحدث عنها هي عشوائية هادفة ، وليست فوضى أخلاق و ذوق مثله! أنا لستُ مادة لمؤرّخ، ولن أكون أنا .. هنا أنا أُعاقب على تفكيري بأمور تسعدني !”
شدّت سيرو حقيبتها إلى كتفها، وقد لمع الغضب الحادّ في عينيها الرماديتين.
“أرجوك، سيد توبايس، أتمنى أن تجد مرادك وتُغادر هذه الحديقة المثالية. لا أحب إطلاقا الأشخاص الذين يشبهونني بأي شيء سوا نفسي .”
ثم استدارت سيرو بالكامل، بحدة ورفض قاطع، ولم تُكلّف نفسها عناء النظر خلفها.
اندفعت بسرعة في الطريق الفرعي، ناسية الذهاب للمكتبة ،و اتجهت إلى ساحة الفسحة الكبيرة. كانت دقات حذائها الجلدي على الرخام مُتتالية وسريعة، كأنها تهرب من شبح أو زومبي، أو من المقارنة المغضبة بنواه آبلين.
بقي ناثان واقفاً في مكانه، يبتسم ببطء وهدوء ينمّ عن الاقتناع وهو يُراقب انسحابها. رفع الكتاب القديم ومسح بإبهامه على غلافه السميك.
في هذه الأثناء، وصلت سيرو إلى الساحة المُشمسة، ووجدت صديقتها جوزفين تجلس على مقعد حجري ترتب طعامها
نظرت جوزفين إلى سيرو بوجه مُستغرب وقلق واضح
“يا إلهي، سيرو! ماذا حدث؟ وجهكِ مُحمّر، وكأنك هربت من وحش”
سحبت سيرو نفساً عميقاً وجلست بجوار جوزفين، وبعصبية وتوتر واضحين أجابت
“دعكِ من هذا. الأهم هو أنني التقيتُ برجل غريب يقف عند مدخل الحديقة و توقعي ماذا يا جوزفين لقد كان يعرف عن مذكراتي، لماذا أخبرتِه عني وعن مُذكراتي؟”
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 3"