20.
“ا… الفقراء طلاب المنح ال… القذرون، تكثرون بلا ف… فائدة طوال الوقت. ه… هذا ما أنت عليه!”
“…..هل انتهيتَ من الحديث؟”
انتفض تود عندما رأى نظرة جيمي الحادة، لكنه عاود الصراخ بعدها.
“ل… لعلمكِ، أ.. أبي هو رئيس شركة فرانكلين ك…. كلارك الشهيرة للمحاماة. ل.. ليس من الصعب عليّ أن.. أن أدمر حياتك… ل… لذا يجب عليك الاستماع لما أقوله!”
استدارت جيمي متجهةً بخطوات سريعة نحو باب الفصل للخروج منه.
امتلأت عيناها بالدموع رغمًا عنها.
‘لم أكن أرغب بالبكاء بسبب هذا الأحمق.’
كان الأمر محبطًا بشدة.
أدركت مجددًا مدى اختلاف وضعها عن وضع الطلاب هنا.
خرجت شهقة بسيطة من حلقها وهي تشعر بالحزن.
بينما كانت تمشي بخطوات سريعة، اصطدمت بشخص ما.
اتسعت عينا جيمي عندما رأت وجهه.
وقف نواه يحدق فيها وهو يحمل مجلدًا في يده، تجهمت تعابيره عندما رأى عينيها المحمرتين.
“هل أنتِ بخير؟ مهلًا….. هل بكيتِ؟”
هل سمع نواه ما قاله تود؟
وضع نواه يده على كتفها بقلق، لكنها تركته بسرعة وأسرعت بخطاها.
“لا! أنا بخير.”
شعرت بالحرج من أن نواه رآها وهي تبكي كالأطفال.
‘ماذا سيظن نواه بي إن نشر تود شائعات عني؟ سيخسر مني لكوني مثيرة للشفقة…. هذا فظيع.’
***
استلقت جيمي على السرير وسحبت اللحاف حتى رأسها وكلمات تود تتردد في أذنها. شعرت بقلبها يتألم من الألم.
ليس ذلك فحسب، بل شعرت أن كل المشاعر المتراكمة التي كانت تكبتها قد انفجرت في تلك اللحظة.
في تلك الأثناء، انفتح الباب ودخلت فالنتينا الغرفة. جفلت في تلك اللحظة عندما سمعت صوت بكاء جيمي.
“….جيمي، هل أنتِ بخير؟”
“اوه…. أجل، نعم أنا بخير.”
“لا تبدين على ما يرام، هل تشعرين بتوعك؟ هل تريدين مني أن أخبر الممرضة؟”
أخرجت جيمي رأسها من تحت الأغطية، كانت زوايا عيناها محمرتين بشدة.
“…..لا بأس أنا لستُ مريضة، شكرًا لاهتمامكِ.”
رغم إجابتها، بدا أن فالنتينا ظلّت قلقة.
“حسنًا أنا سعيدةٌ لكونكِ غير مريضة، ولكن ما الذي حدث؟”
في العادة لم تكن فالنتينا لتتحدث معها، لكن جيمي شعرت هذه المرة أنها بحاجة لترتاح.
“هل هناك شيء يمكنني مساعدتكِ به؟”
كلماتها ونبرتها الدافئة جعلت جيمي ترغب بإخبارها.
ولكن بدلًا من قول القصة كاملةً، أخبرتها عن استمرار تود بشتمها والحطّ من قدرها لكونها طالبة منحة.
عانقت فالنتينا جيمي فجأة بعد أن انتهت وربتت على ظهرها.
سكنت جيمي بين ذراعيها محرجةً غير قادرة على الرد.
“……لا أستطيع تخيل كيف تحملتِ شيئًا كهذا طوال الوقت.”
“… ش.. شكرًا لكِ.”
“تود ذاك مجرد غريب أطوار. ولكن لقد ساعدته عدة مرّات فكيف له أن يرد الجميل بالضغينة؟ ذاك الأحمق المتلعثم!”
“……….”
أدركت فالنتينا أنها بالغت في ردة فعلها، وسرعان ما تركت جيمي ووجهها يحمل بعضًا من الخجل.
“….في الواقع، لقد كنتُ قلقةً عليكِ منذ انتشرت تلك الصور على نطاق واسع وكنتُ أرغب في الحديث معكِ بشأنها، لكن علاقتنا لم تكن بذلك القرب وقتها، لذا خشيتُ أن تكرهيني لسؤالي.”
“لا بأس…. أنا أيضًا كنتُ أرد عليكِ بإيجاز شديد كلما تحدثتِ معي. في الحقيقة، كان هناك أوقات أردتُ فيها فقط الحديث مع زميلتي في الغرفة.”
نظر كلٌ منهما للآخر للحظة، ثم ابتسما فجأة.
“من الغريب أنه بعد كل هذه السنوات التي قضيناها في غرفة واحدة لم نحظَ بمحادثة حقيقية سوية.”
ترددت جيمي للحظة ثم اعترفت بأفكارها.
“أنا….. لقد ظننتُ أنكِ ربما لم تحبيني بسبب اختلاف خلفياتنا العائلية.”
صرخت فالنتينا فجأة بعدم تصديق.
“ماذا؟ ما هذا الهراء؟ لقد ظننتُ أنكِ من لم تريدي الحديث معي!”
“حقًا؟ لماذا؟”
“لأن…. جيمي، درجاتكِ دائمًا رائعة وتكوين من الأوائل على الصف. أنا في الحقيقة لستُ جيدة في الدراسة ولا أحبها، لم ألتحق بهذه المدرسة إلّا بسبب والديّ.”
توقفت فالنتينا مؤقتًا بينما كانت جيمي تحاول استيعاب كلماتها.
“لذا كنتُ أظن أنكِ تنظرين لي دائمًا باستخفاف….. فأنتِ دائمًا منظمة وتدرسين طوال الوقت، بينما أنا أقضي وقتي أمام المرآة طوال الوقت.”
“في الحقيقة أنا… لطالما كنتُ معجبةً بذوقكِ وأناقتكِ….. أردتُ التحدث معكِ والتعرف عليكِ.”
“….أنا سعيدة للغاية لأننا أزلنا سوء التفاهم.”
ضحكت كلتاهما واستكملا أحاديثهما.
شاركت جيمي بعض الوجبات الخفيفة الكورية مع فالنتينا، وشاركت فالنتينا معها بعض رقائق الناتشو الجديدة.
اتضح أن فالنتينا كانت ابنة لصاحب سلسلة مطاعم مكسيكية تملك فروعًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
“هذه الوجبات الخفيفة لذيذة جداً.”
“تناولي المزيد، لدي الكثير منها.”
“أنا أيضًا أكثر من تناول الوجبات الخفيفة، رغم أني أخبرتُ والدي أنني أتبع حمية غذائية إلّا أنه يستمر في إرسال رقائق الناتشو الجديدة لأجربها، من الصعب التوقف.”
تحدثت فالنتينا بنبرة متذمرة.
“بالمناسبة، لمَ رغم كونكِ هادئة جدًا إلّا أن الكثير من الحوادث الغريبة تحدث لكِ مؤخرًا؟ أعتقد أن نواه كريستنسون هو مصدر كل حظكِ السيء.”
“آه، لا ليس كذلك.”
“تقول أمي أن الرجال الوسيمين هم مصدر كل الحظ السيء…. لكن ربما كانت تغسل دماغي لأتزوج من شخص قبيح ولكنه غني للمساعدة في أعمال العائلة.”
“همم، ربما كان لديها وجهة نظر. لقد بدأ كل شيء منذ حُبست في مبنى كرة القدم مع نواه.”
“صحيح! ولكن هل يستحق كريستنسون البقاء معه لمجرد جماله والبقاء تعيسة بقية الحياة بسبب سوء الحظ؟”
“لكنه رائع أليس كذلك؟”
همست جيمي بصوت خافت.
“من هو الرائع؟”
“لا لا شيء.”
“ههه، على أية حال، لا تكوني محبطة جيمي، 80% ممن يضايقونكِ هذه الفترة هو بسبب غيرتهم من قربكِ من نواه.”
“هل تعتقدين ذلك حقًا؟”
ضحكت جيمي قليلًا بعدم تصديق.
لكن فالنتينا كانت تقول بعضاً من الحقيقة. أوغسطين، ميريديث، وحتى تود، كلهم اقتربوا منها منذ ظهرت شائعات حولها مع نواه.
بدا أن الرجال الوسيمين كانوا حقاً مصدر سوء الحظ.
تجاذب الاثنان أطراف الحديث طوال الليل ولم يخلدا للنوم حتى حلول الفجر.
***
في ذلك الأسبوع، نظمت المدرسة فعالية “بيع المخبوزات”.
كان الطلاب يخبزون الكعك ويبيعونه في القاعة الكبيرة لجمع المال لحضانة قريبة.
عندما دخلت جيمي وفالنتينا، جعلت رائحة الزبدة والمخبوزات لعابهما يسيل.
كانت الطاولات مكدسةً بمختلف الأنواع من الكعك والفطائر.
اشترى كلٌ منهما كعكة حظ خبزها طالب صيني.
فتحت فالنتينا ورقتها ثم هتفت بفرح.
“اوه! انظري خاصتي مكتوب فيها أنني سوف أجرب قصة حب رائع عند حلول الربيع. ما المكتوب في ورقتكِ جيمي؟”
“مكتوب أني على وشك أن أرتاح من موقف مقلق…… أتمنى أن يكون هذا صحيحًا.”
“ماذا؟ هل أنتِ قلقةٌ بشأن شيء ما؟”
“اوه….. فقط بشأن الامتحانات القادمة.”
“اوووه.”
كانت تهديدات تود أكثر إثارةً للقلق، لم تستطع تأجيل أخذ قرار للأبد.
فكرت جيمي في طريقة لشرح الأمر لفالنتينا إن تأزمت الأمور مع تود في النهاية، لكنها لم تتوصل لشيء.
‘لقد بدأتُ للتو في التعرف عليها…. ماذا لو ظنّت أني غريبة أطوار؟’
• ترجمة سما
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 20"