لم يبدُ أن هذا سببُ حقًا، أن يأتي نواه هنا من أجلها.
مستحيلٌ أنه قام بالتطوع لمجرد رؤيتها فقط.
‘أعتقد أنني أبالغ في التفكير فقط.’
عندما رأى نواه عبوسها، سألها بصراحة.
“هل أنتِ متوترة من وجودي؟”
“لا، لستُ متوترة. أنا فقط متفاجئة قليلًا……”
“حسنًا…. إن كنتِ غير مرتاحة فسأبحث عن مكان آخر.”
حكّ نواه خده وهو يتحدث إليها.
نظرت جيمي بعيدًا محاولةً تجنب نظراته.
‘ماذا أفعل….. يبدو الأمر كما لو كنت أطرده.’
في تلك اللحظة، انفتح باب المبنى وأطلّ السيد سانتييغو بوجهه من الخارج.
“نواه، أنا آسف لأني سأجعلك تعمل بمجرد وصولك، لكن آمل أن تساعدني، وصلت المواد اللازمة للدفيئة الزجاجية وهي ثقيلة للغاية فلا يمكنني حملها كلها وحدي.”
“نعم بالطبع.”
رسم نواه ابتسامة على وجهه ثم خرج من المبنى.
ظلّ نواه يعمل طوال فترة الظهيرة مشمرًا أكمام ساعديه.
قام هو والسيد سانتييغو بنقل جميع المواد الثقيلة وتنظيف حاويات السماد العضوي ورش الحشائش والقيام بكل ما شابه ذلك.
كانت جيمي تنظر لهم وهم يعملون بابتسامة.
‘…. حقًا، نواه يعمل بجد دائمًا. يدرس ويمارس الرياضة ويلعب كرة القدم. إنه لأمر رائع أن يبذل قصارى جهده رغم إمكانيته لعيش حياة مرفهة.’
اختفى التجهم الذي شعرت به سابقًا.
‘ربما هو أيضًا من عائلة غنية، لكنه مختلف تمامًا عن أولئك الرجال الذي رأيتهم في المخبأ تحت الأرض.’
ربما شعر بنظراتها، فأدار نواه وجهه للنظر إليها. ابتسم لها ما إن التقت أعينهما.
شعرت جيمي بالحرج وأدارت وجهها بسرعة متظاهرة بالعمل.
عندما انتهت جيمي وكانت على وشك حزم أغراضها، دخل نواه والسيد سانتييغو المبنى وهما يتضاحكان بشأن شيء ما.
“حقًا لا أعلم ماذا كنت سأفعل بدونك مساعدتك اليوم نواه، أنا سعيد للغاية لوجودك هنا.”
“على الرحب والسعة.”
“إنه لمن الجميل انضمامك لمجتمع حديقتنا، سنعمل بجد لصنع الكثير من الذكريات الجميلة، ألا تعتقدين ذلك أيضًا جيمي؟”
عندما قال السيد سانتييغو هذا، وضع نواه ابتسامة محرجة على وجهه.
“هذا… قد يكون هذا هو اليوم الأخير…….”
ضيّق السيد سانتييغو عينيه منتظرًا كلمات نواه التالية.
لكن جيمي قاطعته بسرعة.
“نعم، سيوفر نواه على السيد سانتييغو الكثير من العمل، هذا رائع!”
“بالضبط أليس كذلك؟ أنا سعيدٌ للغاية لأنكِ وضعتِ الإعلان في مدرستكِ جيمي.”
بدا نواه مندهشًا بعض الشيء، لكن سرعان ما تدارك تعبيره.
“أنا سعيد بعملي مع هذه المجموعة الرائعة من الناس.”
***
خرجت جيمي من غرفة تبديل الملابس بعد أن غيرت ملابسها. كان نواه يلعب بهاتفه المحمول فتركه حالما خرجت.
“هل ستعود الآن؟”
“نعم، ستعودين إلى السكن أليس كذلك؟ هل أحضرتِ السيارة؟”
“أجل لنذهب.”
أخذت حقيبتها من على الطاولة وخرجا معًا.
كان نواه يسير خلف جيمي، ما جعلها تشعر بعدم الراحة لوجوده خلفها.
فتحدثت هي أولًا.
“آسفة إن وضعتك في موقف محرج سابقًا….. لا أعتقد أنه من العدل أن السبب في عدم تطوعك. لا يوجد أي طلاب من المدرسة هنا على أية حال، والسيد سانتييغو بحاجة ماسة لمساعدتك لذا……..”
“لا بأس لا تقلقي من ذلك، شكرًا لتفهمك.”
“على الرحب. وبالمناسبة لقد كنت تعمل بجد كبير اليوم، أنا أقدر ذلك.”
“…….”
التفتت جيمي له محتارةً من عدم رده.
فرأته واقفًا بتصلب وحقيبته معلقة على كتفه يحدق بالأرض.
تتبعت نظراته ورأت آثار أقدامها واضحة.
‘لمَ ينظر لآثار أقدامي؟’
نظرت جيمي لحذائها الرياضي.
تذكرت أنه نفس الحذاء الذي ارتدته عندما هربت إلى الغابة الأسبوع الفائت.
وفجأة جرت أحداث ذلك اليوم سريعًا في عقلها.
الغاية الممطرة، المخبأ المشبوه، الرجال الذين ينادون بعضهم بألقاب لا معنى لها.
‘لقد أمطرت بشدة في ذلك اليوم وكان حذائي مبللًا تمامًا… ربما ترك آثارًا في ذلك المكان….’
في تلك اللحظة، رفع نواه نظره ببطء من على الأرض ونظر لجيمي مباشرةً.
“تذكرت فقط بعض الواجبات، لنذهب.”
تفاجأت جيمي بنبرة صوته الحادة، لكنه هزّ كتفيه بلا مبالاة وهو يتحدث.
وتجاوزها بخطوات واسعة.
‘ما كان ذلك بحق…….’
ارتابت قليلًا من ذلك، لكنها كانت متأكدة من أنه لم يكن أيًا من الرجلين اللذين رأتهما في المخبأ.
كان صوته جهورًا مميزًا يمكن تمييزه بوضوح شديد عن الآخرين. عندما وصلا إلى السيارة المتوقفة في الحديقة، حدق نواه بها بتعبير مستغرب.
“ما هذا؟”
“ماذا؟ اه…. شخص ما كتب على سيارتي لذا… اضطررت لتغطيتها.”
سأل نواه بنبرة حادة.
“…..من فعل ذلك؟”
“لا أعرف بصراحة. كانت المدرسة تعج بالشائعات مؤخرًا وهناك الكثير من المشتبه بهم.”
“هل أبلغتِ عن ذلك؟”
حمل صوته تلميحًا من الغضب جعل جيمي مرتبكة للغاية.
“ماذا؟”
“هذا يعتبر تنمر، يجب أن تبلغي عن هذا لأي من المسؤولين، لمَ تركتِ الأمر يمر هكذا؟”
“حسنًا هذا…. لم توجد كاميرات مراقبة، كما أني مشغولة هذه الأيام… على أي حال سأستخدمها حتى العام القادم ثم سأتخلص منها.”
بدا نواه غير سعيد عند سماع ذلك.
“لا يمكنني قوله شيء ما دام الأمر كذلك، لكن إن حدث شيء كهذا يجب أن تخبريني على الفور، بجدية.”
“حسنًا… سأفعل.”
“هل هناك شيء آخر تودين إخباري به؟”
للحظة شعرت جيمي أنه يرى من خلالها ويعلم بالفعل.
‘أن تود هو من نشر الصور…..ولكن إن ذكرتُ ذلك لنواه وأبلغ نواه مجلس الطلبة فسينتقل الأمر إلى المدير فورًا…… لا يمكنني إخباره…’
ببطء استجمعت جيمي أفكارها ثم تحدثت لتكسر الصمت.
“لا لا شئ، سأخبركَ إن حدث أي شيء.”
“حسنًا، ثم طابت ليلتكِ.”
أومأ برأسه ولوح مودعًا إيّاها.
عندما كانت على وشك فتح باب السيارة، سمعت صوته من خلفها.
“آه بالمناسبة جيمي.”
“هاه؟”
“كوني حذرة.”
“ماذا؟”
ارتكبت جيمي من كلامه، ممَ يفترض أن تحذر؟
ضاقت عينا نواه وأمال رأسه.
“الوقت متأخر لذا كوني حذرة عند عودتك.”
“اوه… أجل وأنتَ أيضًا.”
‘لا أعتقد أن هذا ما قصده …’
بعد أن حدق بها لبضع لحظات، أضاف بنبرة أكثر هدوءًا.
“أنتِ لا تعملين أبدًا أي وحوش قد تتجول في الليل.”
ثم استدار ومشى بوجه خالٍ من التعبيرات.
هبّ نسيم في تلك اللحظة أصاب جيمي بالقشعريرة.
‘……ما كان هذا بحق خالق الجحيم…’
ابتلعت جيمي ريقها وصعدت سيارتها متجهةً نحو السكن.
/اوك شكل الأخ عرف انها كانت في المخبأ يوميها
***
في اليوم التالي، أخذ تود جيمي لفصل دراسي فارغ.
“هل….. هل فكرتِ في الأمر؟”
“قلتَ أنكَ ستمهلني أسبوعًا.”
عبس تود من نبرتها.
“ما…. ما الذي يجعلكِ تستغرقين كل… كل هذا الوقت… ح.. حشرات….”
“ما الذي تتحدث عنه بحق خالق الجحيم…..”
“أنتِ…. أنتِ لا تقدرين حتى…. حتى منحتك الدراسية… نحن… نحن من ندفع لك المنحة الدراسية من… من رسوم دراستنا..”
فجأة تذكرت جيمي الكلمات التي قالها الرجل في المخبأ.
“العالم مملوء بالحشرات والجرذان لأننا لا نمسك بهم ونتخلص منهم في الوقت المناسب. أعتقد أن المنح والتبرعات يجب أن تعطى المتسولين والفقراء باعتدال. فهم أغبياء وكسالى ما جعلهم متسولين.”
لذا فإن الحشرات التي كانوا يتحدثون عنها كانوا طلاب المنح أمثالها؟
• ترجمة سما
لينك جروب التليجرام الفصول بتنزل اسرع هناك
https://t.me/+XzTyaOuN6AIwMTg0
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 19"