18.
كان درسها الأول اليوم هو التاريخ الأوروبي، والذي تصادف أن نواه يحضره أيضًا.
فتحت جيمي باب الفصل وهي لا تزال تستوعب حديثها مع تود.
عندما جالت بنظرها في المكان، وجدت المقعد الوحيد الفارغ أمام نواه.
كان ينقر بقلمه على الطاولة وعلى وجهه تعبير فارغ ورموشه تغطي عيناه.
“جيمي لمَ لا تجلسين؟”
ثم فجأة، طرق المعلم على مكتبه للفت انتباهها.
“آه، معذرةً.”
بالكاد كان الكرسي يسع جسد نواه الضخم، وعند النظر لكرسيها، بدأ صغيرًا جدًا بالمقارنة به.
حاولت جيمي التركيز على الدرس، لكن عقلها ظلّ يفكر.
‘إن وافقت على شروط تود، فستنتشر إشاعات أسوأ عن كوني غريبة، وإن لم أفعل، سينشر هو شائعات أكثر غباءً….. ماذا أفعل…..’
ثم قاطع تفكيرها صوت حفيف ملابس من خلفها.
‘صحيح، هل يجب أن أخبره أن تود هو من التقط الصور؟’
لمحت جيمي نواه من زاوية عينها، كان ينظر للأمام بلا تعابير على وجهه.
‘…ربما لم يعد مهتمًا بهذا الموضوع بعد الآن.’
زمت جيمي شفتيها بحزن. في الحقيقة حتى بعد انتشار الصور، لم تتأثر صورة نواه حقًا.
كان الأمر أشبه بـ
‘حظه سيء، بعد أن ظلّ هذا في الخفاء طوال الوقت لقد انكشف في النهاية.’
ظنّ الجميع أن نواه كان يقوم بلقاء سري وتم القبض عليه صدفة.
‘إن كان حقًا في لقاء سري لقام بتبرئة نفسه، ولكنه لم يعد مهتمًا بهذا الموضوع؟’
تنهدت جيمي وحوّلت انتباهها للأمام.
في تلك اللحظة التقت عيناها بعيني نواه الذي كان ينظر لها بطرف عينه.
‘……..’
حاولت جيمي الحفاظ على رباطة جأشها، ورفعت حاجبها وكأنها تسأله عن سبب تحديقه بها.
في تلك اللحظة انحنت شفتا نواه بينما كان يضع القلم في قمه.
“ماذا؟”
همست جيمي بصوت منخفض وهي تتأكد أن لا أحد ينظر لهما. لكن عيني نواه ضاقتا أكثر وهو ينظر لها.
‘هاه؟’
بدلًا من أن يجيب على سؤالها، هزّ نواه كتفيه بلامبالاة.
“ماذا؟”
“جيمي، من المفترض أننا ننظر إلى الأمام أثناء الصف، لمَ تنظرين خلفكِ؟”
حديث المعلم بنبرة نازحة جعلت الفصل كله يدخل في نوبة ضحك.
“آه، المعذرة!”
احمرّ وجه جيمي خجلًا وأدارت وجهها سريعًا.
‘توقف عن التحديق إن كنت ستشتتني هكذا.’
ما حدث بعد ذلك كان هبوط قطعة من الورق على مكتب جيمي.
هبطت على الأوراق الاحتياطية التي بقيت معها والتي كانت قد نشرتها على لوحة الإعلانات للبحث عن متطوعين. من الاتجاه الذي جاءت منه، كان من الواضح أن نواه هو من ألقاها.
اتسعت عيناها بدهشة، لكن نواه توقف عن حركاته تلك وادّعى التحديق في كتابه المدرسي.
فتحت جيمي الملاحظة وهي متوترة.
‘ما الخطب.’
[هناك شيء على خدك.]
“اوه.”
‘فتات الشطيرة من وقت الفطور….. يا إلهي من هذا محرج.’
مسحت جيمي خدها بقوة يساعدها ثم نظرت لنواه.
رفع هو رأسه ثم أشار بيده موافقًا، كما لو كان يؤكد أن اللطخة قد اختفت من وجهها، ثم دفن رأسه في كتابه مجددًا.
وبهذه الطريقة، بدا وكأن هذا كل ما كان يشغل باله طوال فترة نظره إليها فقط.
***
وقت الغداء من ذلك اليوم.
اشتقت جيمي بعض الحلويات والمربى من آلة البيع وجلست على طاولة في الهواء الطلق.
لم تكن تجلس على كرسيها حتى صدى صوت رنين من هاتفها المحمول. كانت الرسائل من مجموعة الدردشة الجماعية لمتطوعي حديقة المجمع.
-السيد سانتييغو.
وضعت جيمي كيس الحلويات وردت بسرعة.
-السيد سانتييغو.
-السيد سانتييغو.
-السيد سانتييغو.
*قلت لكم قبل أنه مش بتظهر الرسايل بس هذي معناها انه بعت كذا رسالة صح؟
تنهدت جيمي وأنهت ما تبقى من وجبتها الخفيفة.
‘خسنًا، على الأقل حُلّت إحدى مشاكلي.’
يبدو أن اليوم ليس الأسوأ مطلقًا، لقد تطوع طالب من المدرسة، ترى من هو؟
***
ذهبت جيمي لحديقة المجمع بعد انتهاء فترة الظهيرة. خرجت من السيارة واتجهت بسرعة نحو البوابة الحديدية.
كانت الحديقة العامة كبيرة للغاية.
كل أنواع الزهور والخضروات، مبنى خشبي في الوسط يستعمل كمخزن للأغراض، وخلف المبنى بستان صغير ودفيئة.
في إحدى زوايا الحديثة كان الأطفال يراقبون ويعملون تحت إشراف أحد المتطوعين. في حين كان هناك متطوعون آخرون يسقون الأزهار ويخصبون الأرض.
تجاوزت جيمي كل هذا واتجهت مباشرةً للمبنى الرئيسي. استطاعت سماع صوت الضحكات داخله وهي لم تدخل بعد.
‘يبدو أن المتطوع الجديد قد وصل بالفعل.’
توقفت جيمي أمام الباب تستجمع أنفاسها، ثم فتحته بابتسامة عريضة على وجهها.
“مرحبًا…….”
التقت عيناها في تلك اللحظة بعينين زرقاوين لرجل جالس على الطاولة في يده كوب شاي.
“نواه؟”
تجمدت في مكانها مرتبكة من الموقف.
“مرحبًا.”
حيّاها هو بيده بدهشة خفيفة.
ثم ببطء، ترك فنجان الشاي الذي كان يحمله على الطاولة.
“المتطوع الجديد هو… أنت؟”
“نعم. ياللمصادفة، مقابلتكِ هنا.”
“اوه، لم أعلم أنكما تعرفان بعضكما البعض.”
تمت إحاطة نواه بالعديد من المتطوعين، بمن فيهم السيد سانتييغو.
كان واضحاً من نظراتهم إليه أنهم معجبون به بشدة.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 18"