“لمَ الإشارة ضعيفة جدًا هنا؟”
“لأننا تحت الأرض.”
“حسنًا، يجب عليّ الاتصال بشخص ما لذا فلنعد أدراجنا.”
تلاشى صوت الرجال تدريجيًا حتى خيّم الصمت على الغرفة.
فتحت جيمي الصندوق بعد لحظات.
“هاه….. كدتُ أن أقع بورطة.”
ثم رأت جثة الجرذ فوقها قطعة قماش وبعض اللحم والأمعاء متناثران حولها.
“آه.”
وجهت انتباهها لكأس كريستالي ملقى على طاولة القهوة.
ورأت عليه نمطًا غريبًا باللون الأسود.
‘ما هذا؟ هل هو ثعبان؟’
ولكن بدلًا من التدقيق، كانت جيمي متعبة للغاية فسارعت بالخروج من المخبأ.
كان الظلام لايزال حالكًا، ولكن لحسن الحظ لم تستطع إيجاد الحيوان الذي كان يطاردها.
شقت طريقها في الغابة عن طريق تطبيق الخرائط حتى وصلت للمهجع أخيرًا.
استحمت وخلعت ملابسها المبللة ثم انهارت على سريرها.
كان التعب قد تملك منها لكنها لم تستطع النوم بسبب أحداث اليوم.
‘عندما تبدأ الدروس مجددًا يوم الاثنين، يجب عليّ الإبلاغ عمّا فعله تود. هل أقول عن المخبأ السري في الغابة؟ ولكن بهذا سأكشف أني ذهبت لهناك في منتصف الليل…… إذا عوقبت فسأخسر منحتي كاملة.’
سحبت جيمي الغطاء حتى رأسها.
‘انسى الأمر، سأترك ذلك الحثالة يعيش كحثالة. أما مجموعة الأولاد فيبدو أنهم من الأغنياء من طريقة حديثهم، من النوع الذي لا أريد أن يكون لي أي ارتباط به.’
كانت تحاول تناسي الأمر، لكن صورة الجرذ المسحوق ظلّت تتبادر إلى ذهنها.
كانت خائفة أنها إن وشت به فسوف ينتقم منها.
إلى جانب ذلك، كان الأولاد ينادون بعضهم بأسماء مستعارة بدلًا من أسمائهم الحقيقية. لذا كان من المستحيل معرفة هوياتهم بالضبط، ما يجعل الإبلاغ عن الحادث لمجلس الطلبة غير مفيد.
بعد أن سقطت في النوم أخيرًا بعد الكثير من التفكير، لم تستيقظ حتى ظهر الأحد.
بسبب الأمطار الغزيرة التي انهمرت عليها البارحة، كانت مريضة ولم تستطع مغادرة الفراش.
“هل أنتِ بخير؟ اشربي هذا.”
أحضرت فالنتينا لها شاي محلى بالعسل.
“شكرًا لكِ فالنتينا.”
“على الرحب والسعة.”
ارتجفت جيمي وهي تتناول الشاي الدافئ.
نظرت فالنتينا لها وهي ترتجف وحاولت التفكير في شيء لتقوله.
“هذا… جيمي.”
“ماذا؟”
“اوه… لا شيء.”
ثم أبعدت نظراتها واتجهت إلى الحمام.
تجاهلتها جيمي وارتجفت من الشاي. ثم خطر بذهنها شيء من الندم.
‘كان يجب عليّ الذهاب مع نوكس لحفلة جوشوا البارحة.’
***
مرّت عطلة نهاية الأسبوع بسرعة وحلّ يوم الاثنين.
كانت جيمي لاتزال تتعافى من أحداث عطلة نهاية الأسبوع.
‘لكن يجب عليّ إتمام مهامي.’
كانت تحمل بعض الأوراق في يدها، كانت دعوة للتطوع في حديقة المجتمع.
‘لا أتلقى أي استفسارات، ناهيكَ عن المتطوعين. هذه مشكلة.’
بعد وضع الإعلان على لوحة الإعلانات، سارت في القاعة الرئيسية حتى رأت تود يسير في الاتجاه المعاكس.
كان وجهه مغطًى بالكدمات.
كانت على وشك تجاوزه لكنه توقف أمامها.
“ما الأمر؟”
نظر تود حوله للحظة، ثم التفت ناظرًا لجيمي بابتسامة قبيحة.
“…..لمَ تبتسم؟”
“ل….لماذا ضربتني يوم السبت؟”
“……هاه؟”
رمش تود بعصبية ونظر في عينيها ما جعل قشعريرة تسري بجسدها.
هل جنّ حقًا؟
“ا.. الصورة على موقع ClassClown، ا…اتهمتني بالتقاطها افتراءً دون دليل.”
“بحق خالق الجحيم ما الذي تتحدث عنه؟”
استمر تود في الضحك بخبث والتحدث بتلعثم أقل، كما بدت عيناه أكثر وضوحًا.
“س… سأقوم بإبلاغ مدير المدرسة بأنكِ قمتِ بالاعتداء علي، و… واتهامي بالتقاط الصور دون دليل. سيتم تأديبك و.. وبالتأكيد لن يتم قبولك في جامعة م… مرموقة.”
فهمت فجأة غرض تود.
سيتهمها بالعنف المدرسي الجسدي.
“هل تعتقد…. أن مدير المدرسة سيصدق هذا الهراء؟”
فتح تود هاتفه وأظهر مقطع فيديو. أظهر الفيديو جيمي وهي تدخل الغابة المحرمة.
“ح… حسنًا، يجب أن يكون هذا دليلًا كافيًا ل.. لخرقك قواعد المدرسة.”
“ها…..”
ارتعشت يدا جيمي.
“ن.. نظرًا لكوننا كنا أصدقاء، ربما أتغاضى عن الأمر إذا حققتِ لي ما أريده.”
شعرت جيمي وكأن شخصًا ضربها على رأسها. ما كانت الأمنية التي يريدها؟
“….ما الذي تريده؟”
“عليكِ ا… الخروج معي.”
“هذا سخيف، ما الفائدة من ابتزازي لجعلي أخرج معك؟”
“يمكننا التظاهر ف.. فقط بالمواعدة.”
“التظاهر بالمواعدة؟ ماذا ستستفيد من هذا؟”
“لأنكِ والظهير ال… الربعي قد حصلت بينكما فضيحة مؤخرًا. ل…لذا إن خرجنا معًا سأكون الفتى الذي واعد فتاة الظهير الربعي.”
ترنحت جيمي من صدمة ما سمعته منه.
أي تفكير غريب هذا؟
“هل تظن أني نوع من الجوائز؟ لن يهتم أي شخص إن تواعدنا.”
“ح…حسنًا، أنتِ لا تفهمين، ل…لا أريد التخرج كشاب لم يحصل على صديقة.”
لم يكن راغبًا في الاعتراف بإعجابه بجيمي.
كان يائسًا للحصول على صديقة، وكانت جيمي هنا.
“هل تعتقد أن هذا سيجعلكَ محبوبًا؟ ألا تعتقد أنه يجب عليكَ محاولة تغيير شخصيتكَ؟”
جفل تود من حديثها، ثم عاد للارتعاش غضبًا.
“لا…. لا تخبريني بما يجب عليّ فعله! لا.. لا تشعري بالأسف من أجلي! أنا أتعرض للسخرية والتجاهل كل يوم، يجب عليكِ تنفيذ أمري!”
“لمَ يجب عليّ ذلك بحق، وقد هدأت الشائعات عني منذ فترة ليست طويلة!”
“هذا ليس من شأني! إ.. إذن يمكنكِ التخلي عن منحتكِ الدراسية والجامعة المرموقة.”
“بحق…..”
كان الأمر سخيفًا جدًا، ارتجفت جيمي من الغضب ولكن لم تستطع الرد.
كان من المحتمل أن ينجح سيناريو تود في خداعهم.
رغم بنية تود الضعيفة، إلا أنه كان رجلًا، من الصعب تصديق أن جيمي التي من الواضح أنها أضعف منه ستعنفه.
…..لكن من المؤكد أن المدير سيعاقبها إن رأى صورتها مع نواه أو الفيديو لها وهي تدخل الغابة.
ليس هذا فقط، بل تذكرت أن والد تود كان صاحب شركة محاماة مشهورة.
إلى جانب أن جيمي لن تستطيع مطلقًا تحمل تكاليف محامٍ، كانت النتيجة واضحة.
‘ماذا أفعل…….’
“ح… حسنًا، كرمًا مني، س…سأمهلكِ أسبوعًا للتفكير في الأمر.”
تنهدت جيمي عندها رأته يدير ظهره مبتعدًا.
كان كل شيء يتهاوى أمام عينيها.
• ترجمة سما
انتهت حلول الأرض تبقى نواه ✨
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 17"