أقيم حفل توزيع جوائز قصير في نهاية اليوم، وتلقى نوكس التهاني ممن حوله مع ميدالية معلقة على رقبته.
هرع لجيمي عندما لمحها بين الحشود.
“هل تملكين خططًا الليلة؟ إن لم يكن هناك شيء معين، فهل تودين المجيء معي لحفلة جوشوا؟”
“شكرًا على الدعوة ولكن يجب عليّ الدراسة ولا أملك وقتًا.”
بدا نوكس محبطًا لكنه ابتس وأومأ برأسه.
“حسنًا يبدو أن اليوم غير مناسب، يجب عليكِ العودة مبكرًا. على أية حال، شكرًا على دعمكِ اليوم، أراكِ الأسبوع المقبل!”
ابتسمت جيمي ولوّحت له.
“حسنًا، اعتني بنفسك!”
عند انتهاء الحدث، جمعت جيمي أغراضها وغادرت مبنى السباحة. بحلول الوقت الذي خرجت فيه، كانت السماء تمطر بغزارة وقد غزا الظلام المكان.
“يا إلهي تمطر بغزارة شديدة.”
عندما بالكاد عادت إلى المهجع، سمعت رنين هاتفها.
كان هناك عدة رسائل من تود.
“ما الخطب؟”
تود.
تود.
تود.
“آآآه يا إلهي، لا أصدق أنك لم تجلب مظلة في هذا الطقس.”
توقفت جيمي بانزعاج ولكنها لم تتمكن من تجاهله. دخلت المهجع وأخذت مظلة إضافية ثم توجهت للمستودع.
خمنت أن عدم تمكنها من رؤية أحد في طريقها للمستودع كان بسبب الطقس.
حتى مع وجود المظلة فقد كانت الريح عاتية والمطر شديدًا. كما تمايلت الأشجار بشدة مع الرياح.
‘….. من الجنون الخروج في هذا الجو.’
وأخيراً وصلت جيمي للمستودع.
“تود، هل تعرف كمية المطر التي انهمرت عليّ خلال طريقي إلى هنا………”
نفضت جيمي الماء عن مظلتها، ثم تجمدت حينما رفعت وجهها لتنظر أمامها.
“جيمي…….”
على أرضية المستودع. شُكِل قلب من الشموع على الأرض، وفي وسطهم وقف تود مع باقة حمراء في يديه.
ضيقت جيمي عينيها وأسندت مظلتها على الحائط وسارت نحوه ببطء.
“…..هل تدعوني لحفل التخرج؟ لكننا لن نتخرج هذه السنة لذا لن نذهب أليس كذلك؟”
“الأمر ليس… ليس كذلك. أنا، أنا معجب بكِ!”
صرخ تود.
كانت يداه ترتجفان وبدا أن باقة الزهور على وشك السقوط من يده، كما كان وجهه محمرًا بشدة.
رمقته جيمي بعدم تصديق وارتباك.
“….أنا آسفة لكني غير معجبة بك.”
عند سماع كلمات جيمي، بدأ تود يقضم أظافره بعصبية.
“م… محاولة أن تكوني ص… صعبة المنال ليس م… ممتعًا.”
“أنا لا أفعل ذلك.”
عبس تود كما لو أنه لم يفهم.
“إذن.. إذن لماذا طلبتِ… م.. مني، أن أكون شريكًا لكِ.. في، في المختبر إن لم يكن.. يكن هذا قصدكِ؟”
“ما الذي تتحدث عنه بحق خالق الجحيم؟”
“أن…. أنتِ من تحدث معي أولًا!”
“تود أفكارك خاطئة تمامًا. لقد اقترحتُ فقط أن نكون شركاء في المختبر لأنه لم يبدُ أنكَ تملك شريكًا. لم يكن هذا نابعًا من مشاعر تجاهكَ مطلقًا.”
“أنتِ…. أنتِ مثل بقية الفتيات… تُحببن فقط الرجال الوسيمين!”
اشتعلت عينا تود غضبًا بينما وقفت جيمي محتارة.
“كنتِ… كنتِ تغازلين الظهير الربعي و… وتضحكين ب.. بجانب بطل فريق…. فريق السباحة طوال اليوم، أتظنين….. أتظنين أنني لم أكن أعرف… أعرف شخصيتكِ هذه؟”
ألقى تود بالباقة أرضًا وداس عليها تنفيسًا لغضبه.
“ما الذي تفعله بحق.. هل جننت أم ماذا؟”
شعرت جيمي بالخوف عندما بدأ الرجل المتلعثم يكشف طبيعته الحقيقية.
كما أعطى صوت المطر المنهمر على النافذة شعورًا مخيفًا.
“أنتِ… أنتِ التي عبثتِ معي…. كان.. كان لدي دليل يثبت ذلك… لكنكِ.. تظاهرتِ بالغباء.. لذا سامحتكِ…”
“ماذا؟ أي دليل…..”
تذكرت نظرة تود الفارغة عندما سألته من أين حصل على الصورة.
داهمها إدراك مفاجئ في لحظة.
‘تبدأ تدريبات الفريق عند الفجر، لذا فإن تود، كعضو من المجلس سيكون مستيقظًا قبل حلول الفجر. وهو يملك مفتاح المبنى…….’
انتابتها قشعريرة حالما أدركت.
“…..كنتَ أنتَ من التقط الصور ونشرها؟”
حدق تود بها ثم هزّ كتفيه.
ارتجفت جيمي شاعرةً بالخيانة مما فعله، كانت تظن أنهما صديقان.
“م.. ماذا! كان.. كان يجب على الجميع أن يعرف حقيقتكِ….”
“هل أنت مجنون؟ ظننتُ أننا أصدقاء. هل لديك أي فكرة كم عانيت بسبب تلك الصور؟”
اندفعت جيمي نحو تود بغضب راغبةً بلكمه، لكنها تراجعت.
“أنتَ مجنون! ما كان يجب عليّ أن أقترب منكَ منذ البداية!”
بدا تود على وشك الانفجار وارتجف جسده بشدة غضبًا. لم يستطع السيطرة على نفسه.
“ااااااهههه.”
ثم أطلق صرخة مخيفة وبدأ بلكم نفسه.
“ما الذي تفعله بحق!!!”
انتابت جيمي قشعريرة وهي تشاهد سلوك تود غير العقلاني.
بدأ تود بضرب رأسه بالحائط ما جعل جبهته تبدأ في النزيف.
بدا كما لو كان ممسوسًا بروح شريرة أو شيء من هذا القبيل.
شعرت جيمي بالخوف الشديد وهمّت بالركض خارج المستودع.
“إلى أين تظنين نفسكِ ذاهبة؟”
سمعت صوت تود يصرخ بغضب خلفها. كانت السماء لا تزال تمطر بغزارة وكان الظلام قد حلّ ما جعل الرؤية صعبة.
ركضت جيمي بأقصى سرعتها للأمام.
عندما شعرت أنها ابتعدت عنه بمسافة كافية، توقفت لالتقاط أنفاسها وأدرات رأسها.
في تلك اللحظة، تشكلت صاعقة من البرق، ورأت شكل تود وهو يركض من بعيد.
بدأ كوحش مجنون مع خلفية المطر والبرق.
استدارت جيمي وبدأت بالركض مجددًا.
*الرواية قلبت أكشن*
***
لم تشعر بالوقت وهي تركض.
كان جسدها غارقًا في المطر وحذاؤها قد تلطخ بالوحل. لكن صوت تود قد اختفى.
كان الظلام حالكًا ولم تستطع معرفة مكانها.
أنارت المكان بمصباح هاتفها وأدركت أنها في مكان غريب.
“هاااه…..”
حاولت مسح وجهها لكن قميصها كان مبللًا.
‘عليّ الاختباء من المطر واستخدام تطبيق الخرائط لمعرفة أين أنا.’
مشت جيمي منيرةً المكان أمامها بالهاتف. كانت تسمع نعيق البوم من حين لآخر، كما ترددت أصوات حيوانات برية مخيفة في المكان.
بدأ أن كثافة العشب وطوله كان يزداد تدريجيًا. وعندما كان المطر المنهمر يحجب رؤيتها، بدأت تركز على حواسها الأخرى.
“ما كان هذا؟”
في تلك اللحظة، ظهر كهف صغير في الأفق.
جرت جيمي بسرعة للكهف واختبأت بالداخل. قامت بعصر شعرها وملابسها الغارقة في الماء.
“يا إلهي. المطر مستمر بشدة، لن أستطيع الخروج.”
شغلت هاتفها المحمول بينما يداها ترتجفان من البرد.
أظهرت الخريطة أنها بالقرب من البحيرة. لكنها لم تستطع رؤية شيء في الظلام الدامس.
تساءلت للحظة إن كان عليها الاتصال ب 911، لكنها ظنت أن كمية البطارية كانت ستكفي لتتبع مسارًا على الخريطة.
إلى جانب أنها أرادت تجنب تود، قد تتعرض للعقاب من المدرسة إن تم اكتشاف أنها قد دخلت الغابة.
كان ذلك آخر شيء تريده مع كونها طالبة منحة دراسية كاملة.
“سأتبع الخريطة… يجب عليّ الاتجاه جنوبًا…”
وبينما كانت تستدير لمغادرة الكهف، رأت ضوءًا لامعًا يقترب من بعيد.
سمعت صوت حفيف، ثم ظهرت أضواء أخرى.
كانت عينا حيوان.
“…….بحق.”
• ترجمة سما
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 16"