الفصل 14 :
تَعَجَّبَ كاي من حديثي الذي بدا مُتَحَدِّيًا بعض الشيء.
“وقتُ فراغٍ بعد مدةٍ طويلة، وتذهبين إلى المعبد……؟ يبدو أن السيدة الخطيبة حقًا شديدة الإيمان.”
‘إيمان’، هاه. كدتُ أضحك للحظة، لكني تظاهرتُ بصوتٍ مُهيب وخاشع.
“كنتُ مُرشَّحةً لمنصب القدّيسة، كما تعلم.”
صحيح أنّني سقطتُ في عالمٍ فيه حاكم، لكنّي في الأصل كنتُ ملحدة.
ولِمَ لا؟ حياتي كانت بائسةً إلى حدٍّ يجعل أيّ أحد يتخلى عن الاعتقاد بوجود حاكم.
في طفولتي تخلّى عني والداي، وعندما كبرت لم يكن لديَّ صديقة واحدة، والوظائف التي حصلتُ عليها كنتُ أطرد منها كلما بدأتُ أتأقلم عليها بصعوبة.
لو كان في هذا العالم حاكمٌ حقًا، فلا بد أنه تخلّى عني؛ فحياتي لم تكن إلا سلسلةً من الابتلاءاتٍ والمِحَن.
لذلك كان من الأسهل أن أؤمن بأن الحاكم غير موجود.
‘يا له من أمرٍ غريب يا سيّدي الحاكم. كيف خطر لك أن تجلب فتاةً مثلي إلى هذا العالم؟’
حتى الوقت الذي يُمكن أن أرفعه نحو السماء شعرتُ أنه ثمينٌ. متحسّرة على مرور عشر دقائق كاملة، اتجهتُ مع الفارسين إلى المعبد.
“تذكرتُ الآن… سيدتي الخطيبة، لم تزوري المعبد منذ مدة، أليس كذلك؟”
“أجل. إنها المرة الأولى منذ تلقيتُ الوحيّ.”
وعندما تذكرتُ ذلك، أدركتُ أنّ أليس لم تكن موجودةً وقت تلقي الوحيّ.
‘صحيح. لم أرَ وجه أليس منذ مدةٍ طويلة.’
هل سأتمكن من رؤية أليس بعد انتهاء حفل الزواج وانتهاء تعذيبي على يد جيوش الخادمات؟
“كُح. عندما نصل إلى المعبد، رجاءً… لا تندهشي كثيرًا.”
“هاه؟ لماذا؟ ماذا هناك؟”
“عندما ترين، ستفهمين.”
ما الأمر؟ هل حضّروا لي حفلةً مفاجأة؟
‘آآااه! لطالما تمنيتُ أن أتلقى واحدة!’
تحكّمي بتعابير وجهكِ. لا تظهري الترقّب. لا تظهري الحماس. وإن لم تكن المفاجأة بالمستوى الذي أريده فلا تُظهري خيبة الأمل……!
“أوه؟ أهذا هو المعبد القديم نفسه؟”
فتحتُ عينيَّ مندهشةً أمام المنظر الذي اختلف اختلافًا كاملًا عن ذاكرتي.
هل هذا حقًا معبد الدوقية؟ ذاك المكان الذي كان أقرب إلى خرابة.
المعبد المتّسخ والمليء بالغبار والعناكب…
قد بُعث من جديد، ليس مجرد ترميمٍ كامل… بل كأنه هُدم بتمامه وأُعيد بناؤه من الصفر!
“واو! واااو! حتى التماثيل أُعيد ترميمها! والبلاط والنوافذ أيضًا! واااو، مدهش!”
النوافذ التي استُبدلت حديثًا علقت عليها ستائرٌ زرقاء مُطرّزة بخيوط الذهب، ومن الباب وحتى المنصّة التي وُضعت عليها التماثيل امتدّت سجادةٌ ناعمة.
وفوق ذلك، بدا أنهم ينوون فتح المعبد للعامة، فقد وُضعت مقاعد طويلة مزدوجة ليجلس عليها الناس.
“ما الذي حدث؟ هل أصلحتماه بأنفسكما؟”
“لم نقم نحن الاثنان وحدنا بذلك.”
“لقد كان هناك أمرٌ من الدوق. خُصِّصت ميزانيةٌ جديدة، وتمكّنا من شراء أثاثٍ جديد.”
“وااااه……! رائع! مذهل!”
بما أنّ هدفي هو رفع إيمان الشمال، فقد كان عليَّ زيارة المعبد كثيرًا.
وكان أكبر همّي كيف سأُدخل الناس للصلاة في هذا المكان الذي يشبه الخرابة. ولكن ليس ذلك القلق قد اختفى فقط… بل تبدّل المكان كليًا!
*ارتفعت إيمان الشماليين بعد أن رمّموا المعبد.
*ارتفع إيمان الشمال. (+5)
*إنجاز مُحقَّق! <أول مَن حصّل نقاط إيمان>
*أدخلتِ سكان الشمال إلى المعبد فزاد إيمانهم. كمكافأة، حصلتِ على <قسيمة وحيّ واحدة>.
◆الهدف النهائي : إنقاذ العالم
◇الهدف الحالي : إيمان الشمال 100
*إيمان الشمال : 4
*الأدوات المهمة المملوكة
」 قسيمة وحي ×1
ارتفعت نقاط الإيمان، وحصلتُ على قسيمة وحي!
‘رائع! لن أضطر للتمارض بعد الآن!’
“إنه رائع! يعجبني كثيرًا! رجاءً، انقلوا شكري لكل من شارك في الترميم… ولحضرة الدوق أيضًا!”
“نعم، سيدتي الخطيبة.”
“سعدنا حقًا لرؤية سعادتكِ.”
مسح كاي أنفه بخجل، وبدا تشيزاري خجولًا أيضًا.
“أمم… إذن… هل يمكن أن تتكرمي وترفعي صلاةً للحاكم هذه المرة أيضًا؟”
“الصلاة؟ بالتأكيد!”
وكان هذا مناسبًا جدًا.
“بالمناسبة… ألا تريدان الصلاة معي أيضًا؟”
“هاه؟ نحن؟”
نظر كاي وتشيزاري إلى بعضهما، ثم سألا بحذر:
“هل يجوز لنا، نحن أهل الشمال، أن نرفع الصلاة؟”
“بالطبع. ما الفرق بين شمالي وجنوبي؟ الصلاة للجميع.”
في الأساس، كان اشتراط وجود كاهن لتقديم الصلاة أمرًا غريبًا.
‘أليس ذلك من قوانين المعبد الأعلى؟ أيمكن الوثوق بما يقوله أولئك الهراطقة؟’
قد يكون اشتراط وجود كاهن وسيلة للسيطرة على الإيمان. لكن لا طريقة للتحقق الآن.
“إن كنتما قلقين، فقط ثِقا بي. سأوصل صلاتكما للحاكم بنفسي.”
“إذًا… أرغب بتجربة الصلاة.”
“و… أنا أيضًا.”
وقفتُ أمامهما وهما يجلسان على أقرب مقعد إلى التمثال.
لم أقدّم صلاة في حياتي، فأنا ملحدة بالأصل… لكن لا بأس، النية أهم.
“حسنًا، سأبدأ الآن بنقل صلاتكما. قولا ما تريدان توجيهه للحاكم.”
حالما جعلتُ صوتي خاشعًا قدر الإمكان، تردّد الاثنان قليلًا، ثم بدأ تشيزاري أولًا:
“نعتذر لأننا تركنا المعبد في تلك الحالة. نيابةً عن الشمال، نَعِدُ بالعناية به من الآن فصاعدًا.”
“وأنا أعتذر وأعد كذلك.”
فور انتهائهما، ظهر أمامي إطار النظام.
*قدّم أحد سكان الشمال صلاة اعتذار للحاكم.
ارتفع إيمان الشمال. (+2)
*قدّم أحد سكان الشمال صلاة اعتذار للحاكم.
ارتفع إيمان الشمال. (+2)
قلتُ بفرح:
“قد وصلت صلاتاكما إلى الحاكم بنجاح.”
“أ… حقًا؟”
“نعم. وقد قال الحاكم إنه راضٍ عن ترميم المعبد على هذا النحو، وقد غفر لكم إهماله السابق.”
“أوووه……!”
“أيها الحاكم، شكرًا على المغفرة!”
*قدّم أحد سكان الشمال صلاة شكرٍ الحاكم.
ارتفع إيمان الشمال. (+1)
شعرتُ ببعض الوخز في قلبي لرؤيتهم يفرحون بصدق… لكنني لم أكذب.
‘ترميم المعبد رفع الإيمان، والاعتذار رفعه أيضًا. إذًا فهذا يعني أنه غفر لهم، صحيح؟’
يا حاكم… هل تسمع؟ إن كنت لا تزال غاضبًا، فرجاءً صحّح الآن.
أمنحك ثلاث ثوانٍ. واحد، اثنان، ثلاثة.
‘جيد. لا شيء.’
طالما لم يظهر الإطار مجددًا، فهذا يعني أنه سامحهم.
نعم، حاكمٌ رحيمٌ فعلًا.
“آه! لكن… الحاكم سامحكم لكنه وضع شرطًا واحدًا: أن تأتيا معي يوميًا وتقدّما صلاةً مرةً واحدة.”
“يا له من شرفٍ لنا!”
على الرغم من أن الصلاة اليومية قد تكون متعبة، لم يُبديا أي انزعاج، بل بديا سعيدين.
عندما أتذكر كيف كانا متردّدين في أول يوم، فهذا غريب حقًا.
هل كانا يظنان أنّ الحاكم هجر الشمال، وأن الصلاة لن تنفع؟
‘إن كان أهل الشمال كلهم يفكرون هكذا، فسيكون الأمر مزعجًا……’
تبًا. يبدو أن تبشير الشماليين سيكون عملًا شاقًا.
فتحتُ الموضوع بلطف:
“إن كان لديكما أحدٌ يرغب بالصلاة، فليأتِ متى يشاء.”
“أحقًا؟”
“بالتأكيد!”
هل أطلب غدًا تجهيز بعض الحلوى؟ التبشير يحتاج مكافآتٍ صغيرة.
‘لاحقًا أفكر في هذا.’
“والآن سأقدّم صلاتي أنا.”
“نعم، سيدتي الخطيبة.”
“هل ستتلقّين وحيًا اليوم أيضًا؟”
ربما نعم… لكن تحسّبًا.
“سأعلم بعد الصلاة.”
“أوه، حسنًا. سنحرس المكان لحين انتهائكِ.”
“لا داعي لذلك…… لكن شكرًا.”
جلستُ على ركبتيّ أمام لوح الوحي بقلبٍ خاشع.
‘هاه… أشعر بالتوتر.’
بما أنّ معي قسيمة وحيّ، فلا بد أنني سأحصل على وحيٍّ جديد.
رفعتُ دعائي بصدق لدرجة أنني لم أعد أشعر بأنني ملحدة في حياتي السابقة.
‘يا حاكم… رجاءً امنحني نصيحة أحتاجها هذه المرة أيضًا.’
*هل تريدين استخدام قسيمة الوحي؟
نعم / لا
‘نعم!’
وبعد قليل، أضاء اللوح وتجلّى الوحي فوقه.
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
《 قناة التيلجرام مثبتة في التعليقات 》
حسابي ✿ 《انستا: fofolata1 》
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 14"