في تلك الليلة…
“يا سيدي الأمير، لقد أحضرت لك الغرض الذي طلبته.”
قدّم رئيس الخدم صندوقًا مصنوعًا من الخشب إلى إي هيون تفحّص إي هيون طريقة صناعته ثم قال بارتياح
“أجل، هذا يكفي شكرًا لك.”
“لا شكر على واجب.”
“ألا تسأل لماذا طلبت منك صنع شيء كهذا؟”
“ماذا سأفعل بسؤال كهذا، يا سيدي؟ إذا كنت ترى ضرورة لإخباري، فستفعل وإذا لم تخبرني، فلا حاجة لي بالمعرفة.”
شعر إي هيون بإعجاب داخلي.
على الرغم من أن رب الأسرة لم يتمكن من فحص كل خادم على حدة، إلا أن رئيس الخدم هذا شعر بأنه قد تم اختياره بعناية.
“هل هناك أي طلبات أخرى، سيدي؟”
“أحضر لي بعض السكر وزجاجة خل.”
“هل أحضرها لك الآن مباشرة؟”
“سأكون ممتنًا لو فعلت ذلك.”
“حسناً.”
أحضر رئيس الخدم الأغراض المطلوبة بنفسه وغادر الغرفة.
كان من الممكن أن يرسل خادمة، لكن بدا أنه يحاول إنجاز ما يطلبه الأمير بنفسه قدر الإمكان.
حسناً، إذن، لقد أصبحت كل التجهيزات جاهزة.
لم يبق إلا انتظار وصول الشخص الذي ينتظره.
وبينما هو ينتظر، قرر إي هيون أن يقتل بعض الوقت، فسحب كتابًا من على الرف من الغريب أنه بينما لم يتذكر أي شيء عن ذكريات دانغ سا هيون، كان يستطيع قراءة وكتابة لغة هذا العالم منذ البداية.
كان هذا أمرًا محظوظًا فيه على الأقل فلو كان جاهلاً باللغة والكتابة، لكان قد وقع في مأزق لا يُقارن بوضعه الحالي.
ومع ذلك…
ما فائدة القدرة على القراءة فقط؟
تنهد إي هيون وأغلق الكتاب.
قرأه، لكنه لم يفهم أي شيء من محتواه وهذا أمر طبيعي فليس كل من يفتح أي كتاب يستطيع فهمه.
‘عند التفكير في الأمر، يجب أن يكون في مكان ما في هذه الغرفة كتاب لفنون التشكيل الذي خبأه دانغ سا هيون.’
إنها المخطوطة السرية التي تركتها له والدة دانغ سا هيون، جيغال دان.
كانت جيغال دان خبيرة في فنون التشكيل تستخدم (فنون التشكيل الأبواب العجيبة) القوية للغاية في الرواية، يتقن دانغ سا هيون المخطوطة التي تركتها والدته، ويخلق فنونًا قتالية جديدة تدمج بين فنون التشكيل وتقنيات الأسلحة السرية.
وهذا هو أحد أسباب اعتبار دانغ سا هيون عبقريًا في رواية حاني الحرب من أسرة بانغ؛ لأنه يُعد سيدًا كبيرًا ابتكر فنًا قتاليًا جديدًا.
‘حتى لو لم أستطع فهمها الآن، فمن الأفضل أن أبحث عن مخطوطة جيغال دان.’
فتح إي هيون وأغلق الأدراج، وفتش خلف رفوف الكتب، حتى توقف عندما اكتشف قطعة خشبية معينة على خزانة بالقرب من النافذة اقترب منها مفتونًا، وبدا شكل المنحوتة واضحًا.
كانت قطعة زينة منحوتة على شكل طائر العقعق يجلس على غصن شجرة البرقوق
عبث إي هيون بالجهاز الملحق بالمنحوتة بشكل طبيعي وفجأة، بدأ طائر العقعق يفتح فمه ويغلقه مرددًا أغنية.
“هذا هو…”
لم يكن هناك شك كانت هذه هي الهدية الأولى التي قدمها بانغ سوول لدانغ سا هيون في طفولته.
من المعتاد في العائلات النبيلة ذات الشأن أن يحمل الزوار هدايا معهم عند زيارة العائلات الأخرى رسميًا، وذلك كنوع من مجاملة وحفظ العلاقات فالدخول خالي الوفاض يُعتبر قله ذوق أو حتى وقاحة.
بالتأكيد، كان على أبناء العائلات النبيلة الذين يقدّرون الآداب الراقية أن يحضروا هدايا لائقة في زيارتهم الأولى.
ولذلك، أحضر بانغ سوول، الذي زار عشيرة دانغ لأول مرة في طفولته، هدايا للأمراء الثلاثة ورب الأسرة.
القطعة الخشبية التي يحملها بين يديه الآن هي ما تلقاه دانغ سا هيون في ذلك الوقت.
في الرواية الأصلية، تحطمت هذه القطعة في الطفولة، لكن بما أن دانغ سا هيون قد انهار على عكس ما حدث في حامي الحرب من أسرة بانغ، فيبدو أنها لم تتحطم بعد.
وبينما كان يعيد قطعة الزينة إلى مكانها الأصلي، شعر بشيء غريب، وفجأة أظلمت الغرفة قليلاً وكأن القمر قد حجبه الغيوم.
“تبدو خالي بال جدًا؟”
سُمع صوت ساخر من مكان قريب جدًا وعندما أدار إي هيون رأسه، رأى وجه الزائر متشبثًا بالنافذة.
“هذا ليس كلامًا يقوله شخص يدخل من النافذة في هذا الوقت من الليل.”
عندما قال إي هيون ذلك، عبس بانغ سوول قليلاً ثم نزل بخفة من عتبة النافذة في الواقع، كان بانغ سوول هو الشخص الذي ينتظره إي هيون.
من وجهة نظر هذا الفتى ، لم يكشف له إي هيون عن أي شيء بعد، وبالنظر إلى أن هناك من يترصد حياة الأمير الثالث ، فهل سيأتيه النوم؟
لكن حتى إي هيون لم يتوقع تصرف بانغ سوول كالتالي.
“…… ماذا تفعل الآن؟”
“اِصمت! أو انتظر، هل يجب على الروح الشريرة أن تُبقي فمها مفتوحاً لتتمكن من مغادرة الجسد؟”
كان بانغ سوول قد عاد لتوه من خارج المدينة، حيث أخرج عددًا كبيرًا من التمائم من طيات ملابسه، وبوجه حذر، بدأ بتلصيقها على جسد إي هيون بشكل عشوائي، وكأنه يريد أن يصيب واحدة منها على الأقل.
بعد أن لصق تميمة على جبهته، شعر إي هيون وكأنه جثة متحركة
ترك إي هيون بانغ سوول يفعل ما يشاء في حالة من الذهول وبعد مرور بعض الوقت بعد لصق كل التمائم، قال بانغ سوول بوجه مستاء
“لقد زعم أنه مُعالِج أرواح من الدرجة الأولى، لكنه كان دجالاً حقاً.”
“قد لا يكون دجالاً أليس السبب في عدم وجود تأثير هو أنني لست روحاً شريرة؟”
تمتم إي هيون وهو يزيل التمائم، لكن بانغ سوول لم يعر لكلامه اهتمامًا واقترب من النافذة.
ظن إي هيون أنه سيعود إلى قاعة الضيوف، لكنه وقف عند النافذة يُمعِنُ النظر في الخارج فحسب بعد فترة وجيزة، تأفف الفتى بضيق ثم استند إلى الحائط مكتفًا ذراعيه وأغمض عينيه.
يبدو أن هناك من كان يراقب هذا الاتجاه.
ربما تعمّد بانغ سوول إظهار نفسه عند النافذة.
كان ذلك بمثابة تحذير يقول: لا تفكر في أي حركات غبية الليلة ما دام الأمير الكبير لعشيرة بانغ موجودًا هنا.
على الرغم من أن بانغ سوول ما يزال مقاتلاً ناشئاً صغيراً، فإنه قد يمكن هزيمته في النزال إذا تم توظيف خبير قتالي بالمال.
لكنّ مكانته كوريث لعشيرة بانغ ، تُمثّل سنداً لا يمكن لأحد أن يتجاهله على الإطلاق
بغض النظر عن هوية المعتدي، إذا أصيب بانغ سوول وهو مقيم في عشيرة دانغ فإن المسؤولية ستقع بالكامل على عاتق عشيرة دانغ.
بل إن العشيرة ستستخدم كل طاقتها للعثور على الجاني وتمزيقه إربًا.
بانغ سوول يعلم ذلك أيضًا، ولهذا جاء الليلة، تحسبًا لأي اغتيال محتمل.
إذًا، يُعدُّ بانغ سوول بمثابة درع واقٍ حيّ بالنسبة لإي هيون الحالي.
بالطبع، هذا ينطبق فقط على جسد دانغ سا هيون.
لحسن الحظ، لم يُظهر بانغ سوول هذه المرة أي بادرة للاعتداء عليه أو إمساكه من ياقته كما فعل في المرة السابقة فمهما حدث، هناك حراس ينتظرون خارج الباب مباشرة، على عكس المرة الماضية عندما كانت الغرفة خالية تماماً.
على الرغم من قدرته على حجب الأصوات بالطاقة الداخلية أو إخفاء وجوده، إلا أن حدوث ضجيج مثل دفع شخص ما إلى الحائط سيدفع حتماً شخصاً ما للمجيء مسرعاً.
على النقيض، يبدو أن الفتى واثق من أن إي هيون لن ينادي الحراس إنه يفترض أنه سيستغل مكانته لضمان سلامته ولهذا السبب هو مطمئن إلى هذا الحد.
نزع إي هيون آخر تميمة كانت ملصقة عليه، ونقرها بإصبعه
“بما أنك أتيت إلى هنا، فلنتحدث قليلاً.”
قال بانا سوول ببرود دون أن يفتح عينيه
“أي حديث هذا الذي يمكن أن يجمعني بروح شريرة مثلك؟ هل ستخبرني بهويتك الحقيقية وغرضك طواعية؟ أشك في ذلك، أليس كذلك؟”
“هذا صحيح بالطبع لن تصدقني مهما قلت لك، أليس كذلك؟”
التزم بانا سوول الصمت، وكأنه يرى أن الحديث معه لا يستحق العناء.
“إذا لزم الأمر، يجب أن نتحدث ونتفاوض حتى مع الروح الشريرة أؤكد لك أن هذا الحديث لن يكون سيئاً بالنسبة لك.”
تجول إي هيون ببطء في الغرفة قائلاً، غير مكترث سواء استمع إليه الفتى أم لا
“بما أنني استعدت وعيي، فهناك حد لبقائك في سيتشوان أنت أمير كبير ومشغول للغاية، ولا يمكنك البقاء هنا كضيف إلى الأبد، أليس كذلك؟ ولكن بالنسبة لك، ليس من السهل العودة إلى هابوك وهناك شخص غريب سيطر على جسد صديقك، ومن يعلم متى سيستهدف شخص ما جسد دانغ سا هيون إنها حقًا معضلة .”
“…….”
توقف إي هيون عن المشي ونظر إلى بانغ سوول مباشرة.
“سأجد لك حلاً لذلك إذا تعاونت معي، سأتحدث إلى ربّ الأسرة وأطلب منه أن يسمح لي بالذهاب والإقامة في عشيرة بانغ لبضعة أشهر وهكذا، يمكنك خلال تلك الأشهر أن تحقق ما تريده في هذا الجسد، سواء بالتحقيق معي أو بالبحث عن طريقة لطردي ما رأيك، أليست صفقة جيدة؟”
عند سماع ذلك، فتح بانغ سوول عينيه أخيراً، وحدق فيه بتمعن كانت نظراته تتفحص صدق نوايا إي هيون ابتسم إيهيون ابتسامة مشرقة ليؤكد له جديته.
لم يكن للأمر أي تأثير على ما يبدو، حيث عبس بانغ سوول بانزعاج.
“كيف يمكنني أن أثق بأنك ستفي بوعدك؟”
“لا تثق أنا نفسي لا أعرف كيف أجعل ثقتك بي ممكنة لكنني أريد أن أعرف من هو الشخص الذي يحاول قتل الأمير الثالث الآن، وأنت تشاطرني هذه النقطة، أليس كذلك؟”
“…….”
“استمع إلى ما سأقوله، وإذا رأيت أن الأمر يستحق المساعدة، فساعد وإذا لم يعجبك، فارفض إذا رفضت، سأطلب مساعدة شخص آخر أو أبحث عن طريقة أخرى.”
كان إي هيون مرتاحًا فمن وجهة نظر بانغ سوول، هو حريص على معرفة ما الذي يخطط إي هيون لفعله بهذا الجسد، وسيفكر حتماً في أن المراقبة المباشرة أفضل من السماح له بالتحرك سراً.
بانغ سوول يعلم أن إي هيون يفكر بهذه الطريقة.
ومع ذلك، لن يكون قادراً على الرفض.
كما كان متوقعاً، فتح بانغ سوول فمه وقد علت وجهه علامات التجهم
“…… ما الذي تريده مني؟”
• نهـاية الفصل •
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 8"