“همم… حسنًا لا أعرف حقًا، فهناك الكثير من الحركة حولها، ولا أشعر بأي أثر مميز من داخلها هل من خطب ما؟”
“أتساءل عما إذا كان من في تلك العربة هم أشخاص مخطوفون.”
“ماذااا؟! فجأة ما الذي جعلك تقول هذا؟”
“اهدأ.”
صمت بايك ريم على الفور، بينما قال بانغ سوول الذي كان يستمع، وهو يمتطي نار الرعد
“ما دليلك على هذا الاعتقاد؟”
تصلب تعبير وجه بانغ سوول عندما شرح إي هيون أفكاره، وأخبره أن الإشارة التي قام بها للتو كانت علامة خاصة بـمقاتل محترف.
تمتم بانغ سوول وهو يبدأ في تحريك نار الرعد ببطء:
“بعد أن سمعتُ منك، هذا يبدو مريبًا بالتأكيد.”
“صحيح.”
بينما كانوا يتبعون القافلة على مسافة ما، كان إي هيون يراقب العربة التي تسير أمامهم صوت عجلات العربة الصارخ، وكأنها محملة بأثقال، كان يخدش صمت الممر الجبلي الهادئ بثقل.
تمتم إي هيون وكأنه يتحدث مع نفسه
“إذا دمرنا العربة…”
“قل شيئًا منطقيًا.”
“لا، لا أقصد تدمير العربة نفسها، بل أتساءل عما إذا كان بإمكاننا إتلاف إحدى العجلات بطريقة ما التسلل والقيام بذلك دون أن يلاحظ أحد.”
“الشخص الذي يمكنه فعل ذلك دون أن يكتشفه كل هؤلاء الناس هو هيون—”
توقف بانغ سوول عن الكلام، فتغيرت تعابير وجهه وكأنه ابتلع ريقًا مرًا ربما كان على وشك أن يقول شيئًا مثل ‘هذا ممكن فقط لشخص مثلك يا هيون.’
“على أي حال، إنه مستحيل بالنسبة لي أو لـبايك ريم.”
“يا للأسف.”
إذا انكسرت عجلة، فسيتعين عليهم بالضرورة فحصها، سواء كان داخلها أشخاص أو بضائع وإذا كان هناك أشخاص بالداخل، فقد يستيقظ بعضهم بسبب الصدمة، حتى لو كانوا نائمين تحت تأثير مخدر.
لكن للأسف، لم تكن هذه الطريقة في التحقق وسيلة يمكن لإي هيون ورفاقه استخدامها.
إذًا…
“ما رأيكم أن نلقي طعمًا؟”
***
واصل قائد القافلة والحرّاس مسيرهم دون تبادل كلمة واحدة في هذا الصمت الذي كان غريبًا بعض الشيء، لم يكن يكسر السكون إلا صوت حوافر الخيول وعجلات العربة المتدحرجة.
وفي خضم ذلك، فجأة سُمع صوت الصبي قادمًا من الخلف: “موهان (اسم مكان) الذي كانت الشائعات تدور حوله لم يكن مميزًا جدًا في النهاية.”
كان هذا صوت الصبي الذي بدا نحيلًا وضعيفًا، والذي التقوا به عند كومة الصخور سابقًا.
خيولهم السوداء، التي بدا أنها انطلقت متأخرة قليلًا، كانت قد لحقت بالفعل بنهاية القافلة.
“لقد كنتُ أتوقع الكثير من هذه الرحلة، بصراحة.”
تنهد الصبي تنهيدة عميقة وهو يقول ذلك، فتدخل الحارس الذي يُدعى بايك ريم قائلًا باستغراب
“رغم ذلك، بدوتَ مستمتعًا جدًا.”
“ذلك لأنني يجب أن أتظاهر بالمتعة حتى أشعر ببعض الحماس لقد فعلت ذلك مرات لا تُحصى، ولم يعد يُثيرني، لا يُثيرني.”
… إثارة؟
عند تلك الكلمة، أصغى قائد القافلة، الذي كان يسير دون مبالاة محدقًا إلى الأمام، بسمعه خلسة.
“ابتهج يا سيدي الصغير! المكان الذي نتجه إليه هذه المرة هو مدينة لويانغ الأسطورية، أليس كذلك؟ لا بد أن هناك شيئًا مثيرًا للاهتمام يرضي طموحك سمعتُ أنها مدينة تفيض بالعجائب والأشخاص الغريبين.”
“هل تظن ذلك؟ لقد دفعتُ أبي لأجل هذه الرحلة وحملتُ معي سبائك الفضة ، ومع ذلك، لا يوجد شيء بهذا المال يمكن أن يسعدني يا للأسف…”
… سبائك الفضة؟
‘أن ينفق هذا الصغير مثل هذا المبلغ الضخم دون تردد يعني أن عائلة هذا الطفل تتمتع بثروة أكبر بكثير مما كنت أتصور.’
إنه ليس مجرد عائلة تاجرة ثرية بعض الشيء إنه مال لا تستطيع حتى العائلات النبيلة ذات النفوذ منحه بسهولة لطفل في مثل هذا السن من أجل رحلة.
‘قد يكون نجل نبيل من عائلة عظيمة بشكل غير متوقع.’
ربما كان التشكيل الأمني بسيطًا لأن هذا الشاب الذي يحمل السيف العظيم يمتلك مهارة هائلة، كما شعر بأن الحارس الذي يُدعى بايك ريم يتمتع أيضًا ببراعة قتالية لا يستهان بها.
عندما نزلوا الجبل ووصلوا إلى قرية تُدعى هوانغ تشيون، اقترح إي هيون على قائد القافلة
“بما أننا التقينا، ألا ترغبون في تناول وجبة معًا كختام؟”
“ماذا؟ لا، شكرًا لك سنصل إلى وجهتنا قريبًا بعد مسافة قصيرة—”
“على أي حال، لقد اقترب موعد الظهيرة ، ويجب أن تتناولوا طعامكم، أليس كذلك؟ هناك مطعم في هذه القرية مشهور جدًا ببراعة طهاته لا بد أن الحرّاس مرهقون، وسيتعين عليهم الكد مرة أخرى للعودة إلى المقر قبل ذلك، دعني أُكرمكم بضيافة فاخرة من الطعام الجيد والشراب الممتاز.”
طعام جيد وشراب ممتاز.
ابتلع قائد القافلة ريقه لا إراديًا.
لقد سارعوا في السير دون راحة لأيام، ولم يتذوقوا طعامًا لائقًا وبالنظر إلى حديثهم، يبدو أن هذا الشاب هو نجل نبيل ينفق المال بسخاء والـضيافة الفاخرة التي ذكرها لا بد أنها تتضمن أطايب يصعب رؤيتها.
‘إضافة إلى ذلك، هذا الشاب لا يبدو وكأنه يعرف شيئًا عن فنون القتال.’
بل بدا أضعف مقارنة بأقرانه.
أما الرفيقان الآخران، فيبدو أنهما خبيران جدًا، لكنهما شابان بهذه التوليفة من الأفراد، ولا سيما مع هذا الطفل الواهن، لا يبدو أنهم يقومون بأي عمل مريب.
هم مجرد نجل نبيل يقوم برحلة مع حراسه.
“في الحقيقة، أشعر ببعض الملل في هذه الرحلة الطويلة كما ترون، السيد بانغ الذي يرافقني قليل الكلام.”
لم يكن واضحًا ما إذا كان مستاءً من نبرة الأمر، أو كارهًا للاسم المستعار الذي أُطلق عليه على عجل ولكنه سرعان ما تنهد تنهيدة قصيرة، وبدأ في السير لإرشادهم دون أي شكوى.
ربما لأنه وافق على أن قافلة الحراسة قد تكون عصابة لتجارة البشر، وضرورة التأكد من ذلك.
أعرب بايك ريم عن قلقه إزاء انخراط النبلاء الصغار في مثل هذه الأمور، ولكن نظرًا لقوة إرادة بانغ سوول فقد تعاون معهم وهو يتنهد.
كان يبدو أنه ينوي الهرب مع بانغ سوول وإي هيون في أي لحظة إذا ساءت الأمور.
عندما وصلوا إلى المطعم الذي أرشدهم إليه بانغ سوول أشرقت وجوه الحرّاس، التي كانت تتسم ببعض الإرهاق، بشكل واضح.
كان المكان فخمًا للغاية، ويبدو بوضوح أنه مقصد للتجار الأثرياء أو أبناء العائلات الكبيرة.
لم تكن قرية هوانغ تشيون مدينة كبيرة، لكنها كانت نقطة تقاطع للطرق الرئيسية، لذا كانت دائمًا مزدحمة بالمسافرين العابرين.
يمكن القول إن القرية نفسها نشأت لخدمة المارّة ورغم عدم وجود مجرى مائي يسمح بمرور السفن الكبيرة، إلا أنها كانت تقع بجوار نهر، حيث يُصطاد السمك وتطورت فيها منطقة تجارية.
نظرًا لوقوعها على الطريق من موهان إلى لويانغ، زُيّن المطعم بذوق رفيع للغاية ليناسب مستوى المسافرين الأثرياء الذين يمرون بالقرية.
“هذه خيول ثمينة جدًا، لذا اهتموا بها عناية خاصة.”
بينما كان بايك ريم يوصي بشدة حارس الإسطبل في المطعم، دخل بقية الأشخاص إلى المبنى.
دس إي هيون قطعة فضية صغيرة في يد النادل حتى هذه القطعة الصغيرة ذات القيمة الضئيلة كانت مبلغًا كبيرًا بالنسبة للنادل.
“لقد أتيتُ لأكرم ضيوفي الذين رافقوني، فهل من مكان شاغر ومناسب؟”
“بالتأكيد يا سيدي الصغير! تفضل من هنا.”
تم إرشاد الرفاق مباشرة إلى الطابق الثالث. بدت علامات البهجة واضحة على وجوه الحرّاس.
عادةً ما تكون الطوابق العليا في النزل والمطاعم مخصصة لكبار الضيوف، وكان هذا المطعم يتكون من ثلاثة طوابق كحد أقصى.
جلس بانغ سوول على مقعد بجوار النافذة دون مبالاة، ووضع ذقنه على يده بنظرة لامبالية، محدقًا خارج النافذة كان هذا يعني على الأرجح أن إي هيون سيتولى الأمر من هنا فصاعدًا.
نظر إي هيون إلى قائمة الطعام وابتسم ببراعة
“يا قائد القافلة والحرّاس، يمكنكم طلب ما تشتهونه بحرية تامة.”
“آه، هل يجوز ذلك حقًا؟”
“بالطبع أيها النادل، ما هي أنواع النبيذ التي تنصح بها؟”
“يا إلهي، إنها ليست نوعًا أو نوعين لدينا دوجانغ جو المستورد من لويانغ، وهو رائع، و ساجوم جو وهو أحد أربعة أنواع نبيذ مشهورة في خنان هناك حكاية مؤثرة تقول إن ساجوم كان اسم حانة استعار منها رجل ارتقى من عامة الشعب إلى إمبراطور رايات لتجنيد جنود لضرب أعدائه! وإذا أردنا الحديث عن المذاق، فلا يمكن إغفال جانغ غونغ جو إنه نبيذ عريق صُنع منذ زمن بعيد، وكان يُهدى للإمبراطور في الماضي، وهو نبيذ ممتاز جدًا يتميز برائحة قوية تدوم طويلًا ومذاق منعش ولدينا أيضًا جيان نان تشون وهو نبيذ سيشوان الشهير—”
مع استمرار النادل في شرحه بطلاقة، كان قائد القافلة يبتلع ريقه بصعوبة ابتسم إي هيون وهو يسند ذقنه بيده
“إذًا، قدموا لكل حارس من الحرّاس كأسًا من جميع أنواع النبيذ التي ذكرتها للتو.”
“أجل، يا سيدي الصغير!”
كتم قائد القافلة بصعوبة ابتسامته التي كانت ترتسم على فمه لا إراديًا، وسعل قليلًا
“لا، لا داعي لكل هذا العناء أخشى أن تكون تكلفة النبيذ باهظة.”
“يا له من كلام لو لم نلتقِ بكم، لكنا قضينا نصف يوم في إزالة تلك الصخور كلها بأنفسنا هل تقارن تكلفة النبيذ بذلك؟”
في الواقع، لم يكن على رفاق إي هيون إزالة كل تلك الصخور لكي يمروا، لكن قائد القافلة لم يكلف نفسه عناء الإشارة إلى هذه النقطة أليس من الأفضل أن تسير الأمور على ما يرام؟ كان من الأفضل عدم النطق بكلمة غير ضرورية عندما يستفيد المرء من أشخاص مثل هؤلاء الذين يميلون إلى الاستمتاع بإنفاق المال ببذخ.
مع وضع النبيذ المعطر والطعام الشهي على الطاولة بالتتابع، لم تفارق الابتسامة وجوه الحرّاس.
جلس إي هيون بجوار قائد القافلة وواصل صب النبيذ له مرارًا كلما فرغ كأسه.
“تفضل كأسًا آخر.”
“هاهاها، عظيم.”
صوت صب النبيذ.
“مذاق النبيذ رائع حقًا يا قائد القافلة.”
“صحيح ، حقًا يبدو أن هذه هي المرة الأولى التي أشرب فيها نبيذًا لذيذًا بهذا الشكل.”
عندما ارتفعت معنوياتهم قليلًا بسبب السُكر، احتسى إي هيون النبيذ
“بالمناسبة، كيف تقضي وقت فراغك يا قائد القافلة؟”
“ليس لدينا الكثير من الوقت للتفكير في ذلك فمثلنا، على عكس السادة النبلاء، لا نملك ترف الجلوس دون عمل نكافح كل يوم لكسب عيشنا.”
“هل هذا صحيح؟ إنه لأمر عظيم أن تقضي كل يوم بهذا الإخلاص.”
“ماذا تقول عظيمًا؟ إنه مجرد انشغال بالسعي وراء لقمة العيش أما أنت أيها السيد الصغير، فتبدو وكأنك تخرج في رحلات ترفيهية في أوقات فراغك إنه لأمر يدعو للحسد حقًا.”
عندما سأل قائد القافلة بنبرة ماكرة، ابتسم إي هيون قليلًا
“في الحقيقة، لا أستطيع الخروج في رحلات طويلة كهذه كثيرًا لقد قيل لي إن أيامي باتت معدودة بسبب ضعفي الجسدي.”
“آه، يا للهول… أعتذر.”
“لا عليك لقد تجاوزتُ الأمر ولم أعد أهتم لكن…”
“لكن ماذا؟”
“بما أنني سأعيش لبعض الوقت، أريد أن أرى العالم وأشاهد كل الأشياء الغريبة والمدهشة لهذا السبب انطلقت في هذه الرحلة.”
“حسنًا، لقد فهمت.”
احتسى إي هيون النبيذ دفعة واحدة، ثم وضع الكأس بعنف على الطاولة وهو يترنح قليلًا.
طااااخ!
“حسنًا، في مثل هذه الظروف، لا أجد المتعة في معظم الأشياء يمكنني القول إنني بحاجة إلى المزيد من الإثارة.”
“الإثارة…؟”
“أليس هذا أمرًا مفهومًا؟ لا يعلم المرء متى ستنتهي حياته، هاهاهاها في الحقيقة…”
ضحك إي هيون وهو يهز كتفيه، ثم خفض صوته وهمس بصوت خافت لا يكاد يُسمع لقائد القافلة وحده، وكان صوته مثقلًا بالخمر
“أنا أستمتع ببعض الألعاب الغريبة، لأنني أبحث عن الأشياء المثيرة.”
التعليقات لهذا الفصل " 60"