’من طريقة كلام وتصرفات هذا الشخص، يبدو أن هناك قواعد معينة يجب أن يلتزم بها لتحقيق ما يريد.‘
لولا ذلك، لكان قد لجأ إلى التعذيب أو الإكراه لتحقيق هدفه بالقوة كانت هذه هي المقامرة التي راهن عليها إي هيون
حدق الاثنان ببعضهما لبرهة.
ولحسن الحظ، كان الرجل الملثَّم هو من استسلم أولًا.
[…حسنًا سأطبق لعنة أفعى الدم على نفسي إذن.]
لعنة أفعى الدم …
’أعتقد أنها تقنية تؤدي إلى فقدان الحياة إذا نُقِضَ الميثاق.‘
عض الرجل الملثَّم إصبعه وكتب في الهواء بدمه
— أنا، مانغ ريانغ، أقسم بأنني لن أكذب في الرهان مع الشخص الذي أمامي، وسألتزم بتنفيذ الوعد بالكامل.
وبمجرد التوقيع، التفَّت الحروف الحمراء في الهواء حول عنق الرجل الملثَّم كالأفعى، ثم زحفت إلى قناعه، تاركة نقشًا امتزجت بالدموع الدموية المتجمدة وبدت كأنها جزء من نفس الرسم.
بهذا، اكتمل الميثاق.
’مانغ ريانغ من الواضح أنه ليس اسمه الحقيقي.‘
كان إي هيون قد توقع بالفعل أنه لن يكشف عن هويته الحقيقية، لذا لم يمانع؛ فـأفعى الدم تنشط دون أي مشكلة حتى لو لم يُستخدم الاسم الحقيقي.
[ها قد نفذت كلامك الآن اختر عصا.]
“حسنًا.”
’لن أحصل على نتيجة أفضل بالتفكير المطول، لذا سأختار واحدة عشوائيًا.‘
أمسك إي هيون بالعصا العائمة أمامه، فظهرت تشكيلة حاجبة تحيط بهما، وسرعان ما نُقشت أحرف على العصا التي لم يكن مكتوبًا عليها شيء
— اشرب دموع الروح الممزقه وعِش، في غضون ثلاثة أشهر.
صرخ هيون في وجه مانغ ريانغ بجرأة
“أنا أراهن على أنني لن أستطيع فعل ذلك!”
[؟]
عبّر مانغ ريانغ عن استغرابه، ثم شبك ذراعيه وسخر
[هل تمزح؟ بهذا لن يكون هناك رهان عليك أن تراهن على الجانب الذي يمكنك أن تفوز به.]
“أنا من أريد أن أقول هل تمزح؟ أن تطلب مني أن أشرب دموع الروح الممزقة ، لا أعرف ما الفرق بين هذا وبين أن تطلب مني أن أَموت ثم أعود للحياة!”
[اعتقدت أنك سحبت شيئًا سهلًا نسبيًا، ما الصعوبة في ذلك؟ لم أطلب منك أن تأتي لي برأس قائد تحالف فنون القتال، على سبيل المثال.]
’أريد أن أضربه بقوة.‘
شعر إي هيون أنه من السهل أن يتحدث بهذه الطريقة لأنه لا يخصه.
“دموع الروح الممزقة”
هو سم قاتل تنتجه
“عشيرة دانغ في سيتشوان”.
ومع ذلك، لم يُصنع لغرض القتل، بل كـ إكسير مُعزز للقوة الداخلية.
الأكاسير التي تُحدث تأثيرًا كبيرًا يكون من الصعب توفير موادها.
لذا، وسعوا نطاق المكونات لتشمل أعشابًا وحيوانات سامة، لكنها ذات تأثير كبير في تعزيز القوة الداخلية، وهذا ما نتج عنه دموع الروح الممزقة.
لكن حتى أبناء عشيرة دانغ، المعروفون بمقاومتهم للسموم، تحولوا إلى أشخاص عاجزين في كل مرة حاولوا فيها تناوله، ولذلك توقف استخدامه منذ زمن بعيد.
’صحيح أن دانغ سا هيون في الرواية تناول هذا الإكسير وعزز قوته الداخلية بشكل كبير.‘
لكن هذا كان ممكنًا لدانغ سا هيون وحده.
كيف يمكن لشخص لا يعرف شيئًا عن تقنيات القلب أو أي شيء آخر، وفي جسد يكاد يكون جثة، أن يذيب دموع الروح الممزقة باستخدام القوة الداخلية؟ عليه أولًا أن يبدأ بتعلم المشي خطوة خطوة…
[على أي حال، بدأ الرهان بهذا.]
“انتظر أنا لم أقل بعد إنني أوافق على الرهان قلت فقط إنني سأختار عصا.”
[لا فائدة من اللعب بالكلمات بمجرد اختيارك للعصا، تم تأسيس الرهان بالفعل سواء أردت أم لا، عليك أن تفوز بالرهان لتجنب فناء روحك.]
“مهما كان الأمر، هذا الشرط غير عادل للغاية…”
في تلك اللحظة، اهتز المكان فجأة وكأن زلزالًا قد وقع رفع مانغ ريانغ رأسه ونظر إلى السماء البيضاء.
[حان الوقت تقريبًا ليستيقظ جسدك من نومه إذًا، إلى اللقاء.]
في اللحظة التي أراد فيها إي هيون أن يصرخ انتظر واستمع إلي!
انقطع وعيه قبل أن يتمكن من فتح فمه غرق إي هيون عميقًا في الظلام.
***
نسيم رقيق يحمل عبير الربيع تدفق من مكان ما وداعب خده استعاد إي هيون وعيه مصحوبًا بألم خفيف، وأدرك أنه قد استيقظ من نومه.
في اللحظة التي ارتعش فيها جفناه
“…هيون؟”
’أوه؟‘
سمع صوت شخص ما.
فتح عينيه مدفوعًا بالصوت، فرأى وجه صبي كان يرتدي ملابس أنيقة تشبه ملابس السادة ربما كان في نفس عمر دانغ سا هيون الحالي، أي حوالي السادسة عشرة.
حدق إي هيون في الصبي بوجه شارد للحظة.
“هيون!”
أمسك الصبي كتف إي هيون بشدة وبوجه يائس.
كانت قبضته قوية لدرجة سببت ألمًا خفيفًا تجعد جبين إي هيون قليلًا بسبب هذا الألم.
’من هذا؟‘
تزامنت الفكرة مع إدراك خاطف مر في ذهنه في الرواية، لم يكن هناك سوى شخص واحد ينادي دانغ سا هيون باسم هيون
صديق دانغ سا هيون وبطل رواية حامي الحرب لعشيرة بينغ في هابوك ، أو باختصار، حامي الحرب بينغ غا.
’هذا هو بانغ سوول!‘
ربما لأنه البطل، شعر إي هيون بألفة تجاهه بالرغم من أنها المرة الأولى التي يلتقي به كان هذا طبيعيًا بما أنه الشخص الذي كتب عنه إي هيون بنفسه أكثر من غيره.
’أن أواجه البطل فجأة هكذا.‘
بينما كان يحدق في وجهه بشعور من الذهول، قال بانغ سوول بصوت مرتجف وبإلحاح
“هل تسمعني؟ هل أنت بخير؟ هل تعرف من أنا؟”
تمكن إي هيون بصعوبة من العثور على ما يقوله، متحدثًا بما قد يكون قاله دانغ سا هيون في موقف كهذا، وشعر ببعض الحرج
“هل تظن أنني لن أتعرف على وجه صديقي بعد كل هذا الغياب؟”
“…”
“وول؟”
ولكن لماذا؟ اختفت التعابير من وجه بانغ سوول.
“أوه… نعم.”
قال بانغ سوول ذلك، ثم غطى وجهه فجأة بيد واحدة واستدار للخلف.
“آه.”
’هل هذا الشاب يبكي؟!‘
لم يكن هناك صوت، لكن اهتزاز كتفيه أشار إلى ذلك.
شعر إي هيون بالارتباك.
طوال الوقت كانت تعابيره توحي بأنه يمنع شيئًا، واتضح أنه لم يكن مستاءً بل كان يكتم البكاء.
’حسنًا من الطبيعي أن يكون الأمر كذلك؛ فـدانغ سا هيون كان فاقدًا للوعي لمدة عامين واستيقظ للتو.‘
من الطبيعي أن تتغلب المشاعر على صديقه عندما يراه يفتح عينيه ويتحدث بعد أن كان في حالة شبيهة بالنبات كل هذا الوقت.
خاصة أن هذا الشاب لا يزال صغيرًا في هذا الوقت.
عندما وصل إلى هذا الاستنتاج، شعر إي هيون بنوع من الذنب الغريب.
رؤية بانغ سوول يبكي بسبب صديقه جعلته يدرك واقعية هذا المكان، وأن هذا الشاب مجرد إنسان.
’وليس شخصية اخترعتها.‘
هذا يعني أنه، بالرغم من أنه لم يقصد ذلك، فقد سرق صديق هذا الشاب وحل محل دانغ سا هيون.
’…طعم مر في فمي.‘
لم يكن الطعم مرًا في فمه فحسب، بل شعر أيضًا بوخز في معدته.
’لقد سقطت مغشيًا عليّ بعدما تناولت السم، صحيح.‘
أطلق إي هيون تنهيدة خافتة دون أن يعلم ، فارتعش كتف بانغ سوول.
بعد ذلك، استعاد أنفاسه، ومسح عينيه، والتفت إليه بابتسامة مشرقة
“آسف، لأنني أظهرت لك هذا الجانب المفاجئ مني هل تفاجأت كثيرًا؟”
“لا، لا يهم ذلك… بل ما الذي حدث بالضبط؟”
“لقد سمعت أنك استيقظت، وعندما أسرعت لأراك، قيل إنك سقطت مسمومًا هذه المرة! بقيت بجانبك حتى تستعيد وعيك، في حال حاول أي أحمق آخر القيام بشيء متهور.”
وبينما كان يقول ذلك، كانت ابتسامة بانغ سوول تحمل برودة للحظة.
“…كم مضى على نومي مرة أخرى؟”
“شهر تقريبًا، على ما أظن؟”
كان من المفترض أن تكون هذه لحظة شكر لـبانغ سوول على حراسته، لكن إي هيون شعر بالدوار.
’مر شهر آخر؟!‘
كانت مدة الرهان المتفق عليها مع مانغ ريانغ ثلاثة أشهر والآن حُذف شهر من تلك المدة…
’هل بقي شهران فقط؟‘
بدأ يفكر فيما إذا كان يجب عليه كتابة وصيته مقدمًا بالطبع، لا يوجد من سيهتم بقراءة وصيته على أي حال.
“أن يقع السيد الثالث لعشيرة دانغ مسمومًا ويرقد في السرير كل هذا الوقت… أهذا ما يقال عنه أن الحكيم قد يخطئ؟ هاها.”
قال بانغ سوول ذلك وضحك، ثم ضرب كتف إي هيون بلطف عدة مرات.
“لا، هذا… نعم حسنًا، هذا يحدث في الحياة أحيانًا لكن يا وول، هذا مؤلم، لذا توقف عن الضرب…”
“وإلا…”
في تلك اللحظة، انخفض صوت بانغ سوول المرح فجأة وبشدة.
عندما التقى إي هيون بعينيه في حيرة، شعر بالقشعريرة تسري في جسده دون أن يدري.
فالابتسامة التي كانت تعلو وجهه قبل قليل اختفت تمامًا، وحلت محلها نظرة باردة كشفرة سيف.
“هل سُمِّمتَ لأنك لست السيد الثالث منذ البداية؟ هذا غريب هيون لم يتسمم أبدًا بأي شيء من قبل.”
ابتلع إي هيون ريقه، فتابع بانغ سوول بابتسامة باردة
“هيون هو الشخص الذي كان سيضحك ويقول: لقد كان لذيذًا ، لو حاول أحدهم اغتياله بالسم لكن شخص مثله يتسمم؟ حقًا؟”
وبينما كان يبتسم، لم يكن هناك أي أثر للمرح في عينيه رغم التواء زاوية فمه وكأنه سعيد.
تحولت يده التي كانت تضرب كتف إي هيون بمودة إلى قبضة تمسك ذراعه بقوة، كأنه لن يفلته أبدًا.
في ظل هذا الجو الذي ينذر بكارثة لو قال أنا لست دانغ سا هيون الأصلي ، شعر إي هيون باليأس وغُلِبَ على أمره
“…ما الذي تقوله يا وول؟ لقد كنت طريح الفراش لمدة عامين من الطبيعي أن يكون جسدي ضعيفًا جدًا، لذا…”
“توقف!”
دُم!
ضرب بانغ سوول الطاولة المجاورة بيده الأخرى، فتحطمت.
تلك الطاولة الخشبية التي تبدو سميكة.
’يا إلهي.‘
القوة الخارقة لـبانغ سوول ، التي كان يشعر أنها سند قوي لا يقدر بثمن عندما كان يكتب عنها في الرواية، أصبحت مرعبة الآن لدرجة جعلت جسده يرتجف.
“لا تنادِني وول وكأنك صديقي ذلك يجعلني أرغب في قتلك لو كنت هيون الحقيقي، لما سُمِّمت حتى في هذه الحالة الجسدية.”
“…”
كان محقًا.
لو كان دانغ سا هيون يستخدم هذا الجسد، لكان قد قام بتحييد السم بقوته الداخلية أو فعل شيئًا آخر ربما كان دانغ سا هيون قادرًا على التعامل مع الأمر حتى لو كان أسوأ من ذلك ففي الواقع، كان إي هيون نفسه متهاونًا بشأن السم بسبب معرفته بمدى عظمة مقاومة دانغ سا هيون للسموم.
لكن بالرغم من ذلك، لم يقتنع إي هيون
’كيف يمكنه أن يتأكد بهذه السرعة أنني لست دانغ سا هيون لمجرد هذا السبب؟‘
هل كان تمثيلي سيئًا إلى هذا الحد؟
في خضم ارتباكه، أمسك بانغ سوول بياقة إي هيون ودفعه بقوة نحو الحائط.
’أيها المجنون. هذا الجسد مريض!‘
ابيضت رؤية إي هيون للحظة وكاد أن يفقد وعيه.
“قل لي ماذا فعلت بهيون الحقيقي؟”
أغلق هيون عينيه بإحكام.
’يقولون إن المصائب لا تأتي فرادى.‘
لقد تعرض للضرب في حلمه، وتعرض للضرب بمجرد استيقاظه والآن هو تحت تهديد بطل الرواية الذي كتبه بنفسه لم يستطع سوى أن يضحك ضحكة ساخرة.
عض هيون على شفتيه ونظر إلى بانغ سوول مباشرة
“هل هذا تصرف لائق؟ هذا الجسد هو جسد دانغ سا هيون الحقيقي ماذا ستفعل إذا أصبت جسد صديقك العزيز؟”
عند هذه الكلمات، اشتعلت النيران في عيني بانغ سوول
• نهـاية الفصل •
حسـابي انستـا [ i.n.w.4@ ]
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 3"